منذ مايقرب من سبع سنوات اسهمت الأقمار الاصطناعية في لفت نظر المهتمين بالآثار إلى ظاهرة الدوائر الحجرية التي تقع في مدرك قبائل جر الأحمري جنوب شرق مركز حلي بمحافظة القنفدة بمنطقة مكة المكرمة .!
وكانت هذه الدوائر الحجرية ومعها حصن بلدة العينة الشغل الشاغل لقبائل جر الأحمري وفي مقدمتهم الشيخ محمدبن جابر الأحمري الذي بذل ولازال يبذل جهودا مشكورة في التعريف بهذه الآثار والمحافظة عليها من عبث الهواة والمتطفلين خشية فقدان بعض معالمهما.
وآثار بكر كهذه الآثار وجدت تجاوبا من هيأة الآثار والسياحة بعد الاستجابة لنداءات الشيخ محمد الأحمري
وأصبحت بها لوحات الآثار الإرشادية التي تدل عليها.
وقد قام بعض المهتمين بجهود فردية بالشخوص إلى موقع هذا الآثار منذ عدة سنوات كالدكتور عبدالله الشايع رحمه الله والشيخ حسن الفقيه رحمه الله والبروف أحمدالزيلعي المختص في التاريخ الإسلامي والآثار ولكن لم يصدر عنهم توثيقا لها .وسلطت بعض وسائل الإعلام الشخصية عبر السوشل ميديا الضوء على هذه الآثار وتكلم الدكتور عيد اليحيى عنها في برنامجه على خطى العرب بقناة العربية دون الوقوف على موقعها .!
ومعلوم لدى المختصين والدارسين لعلم الآثار أن خطوات اعتماد قيمة هذه الآثار تكون بمسح ميداني لمنطقة هذه الآثار ومسح موقعها بعد تحديده ثم يتلو ذلك مرحلة التنقيب ومرحلة التوثيق .!
وهذه الخطوات مايطالب به الشيخ الأحمري وإدراج ذلك في الخطة الزمنية لجهود الهيأة لإبراز الآثار الوطنية في المملكة العربية السعودية .تماشيا مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ م
هذا وقد تنبأ بعض المهتمين بشأن هذه الدوائر الحجرية بأنها مدافن عمرها أكثر من خمسة الآف عام تقريبا قبل الميلاد وهذا توقع قد يثبته التنقيب وقد ينفيه .!
أما حصن بلدة العينة المحاط بسور صخري وابراج مراقبة بعض جوانبه تهدمت بفعل عوامل مختلفة فهو حديث نوعا ما وكشفت بعض المصادر التاريخية التي اطلعنا عليها بأن هذا الحصن ربما كان بناؤه مابين القرن التاسع والقرن العاشر الهجريين إبان صراع أشراف مكة المكرمة الأمراء مع بعض أمراء حلي .!
وتحتاج هذه الآثار إلى تمهيد الطريق الموصل إليها من قبل بلدية مركز حلي ووضع لوحات مرورية إرشادية تسهل الوصول إليها
مع وضع سور بشبك حديدي لكي يحميها من التعديات الفردية.!،
وقد زودني الشيخ الأحمري مشكورا ببعض المراسلات التي تمت بشأن ذلك بينه وبين المسئولين في هيأة الآثار وفي مقدمتهم الدكتور علي إبراهيم غبان نائب رئيس هياة الآثار . وعلى نفس المنوال كتب المواطن محمدعضوان الأحمري صاحب قرية ابن عضوان السياحية للدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهياة التراث بوزارة الثقافة رغبة في إظهار مكنون هذه الآثار كي تساهم في تنشيط السياحة المحلية بمركز حلي ومحافظة القتفدة بمنطقة مكة المكرمة .
لذلك آمل من راعية التراث الوطني هيأة التراث المسارعة إلى إبراز هذه الآثار استكمالا لجهودها المباركة.
وكتبه : غازي أحمدالفقيه