تواجه المجتمعات المعاصرة مجموعة من التحديات المعقدة التي تستدعي اعتماد استراتيجيات فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة، من بين هذه التحديات تبرز ضرورة تحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية في المناطق التي تحتاج إلى دعم إضافي، الأمر الذي ينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة، حيث مثلت مبادرة "ألفة" تجسيدًا حيًّا لهذه الرؤية، وساهمت المبادرة بشكل ملموس في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية، مثل تعزيز التكافل الاجتماعي، وتحسين البنية التحتية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي.
إن هذا التوافق بين المبادرة وأهداف الرؤية عزز من دورها كنموذج باهر يمكن أن يُحتذى به في تحقيق التنمية الشاملة.
في هذا السياق، برزت مبادرة "ألفة" كنموذج ملهم ومبتكر، حيث قدمت استراتيجيات متقدمة ارتكزت على تلبية احتياجات الأحياء السكنية الشعبية وتعزيز المشاركة المجتمعية عبر نسختها الثالثة من مبادرتها للأحياء السكنية الشعبية بالمنطقة الشرقية، لعام 1445هـ؛ الذي أقامه مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية "أبصر" أمس، في مقر إمارة المنطقة الشرقية؛ بحضور 35 شريك نجاح.
حيث نجحت مبادرة "ألفة" في إحداث تغييرات ملموسة في حياة الأفراد، من خلال تقديم 217 خدمة وبرنامجًا عبر 88 حيًا في المنطقة الشرقية، مما ساهم في تحسين حياة حوالي 160 ألف شخص، هذه الأرقام تعكس النجاح البارز للمبادرة في استهداف وتلبية احتياجات المجتمعات السكانية، إضافة إلى ذلك، تضمنت المبادرة أكثر من 400 ألف ساعة تطوعية، مما يعزز من فاعليتها في بناء شبكة دعم مجتمعي متكاملة.
لم تقتصر مبادرة "ألفة" على تقديم الدعم المباشر، بل سعت أيضًا لتحقيق تأثير طويل الأمد من خلال تعزيز الوعي المجتمعي وتفعيل المشاركة الفعالة بين مختلف قطاعات المجتمع من خلال استراتيجيات مبنية على البحث والتخطيط الدقيق، أسهمت المبادرة في تحسين الظروف المعيشية في الأحياء السكنية الشعبية، مُظهرةً كيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص من خلال استراتيجيات مبتكرة ومشاركة فعالة.
لا يمكن الحديث عن نجاح مبادرة "ألفة" دون الإشارة إلى الدور البارز لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية، الذي قدم رؤية استراتيجية ودعماً متواصلاً كان له تأثير كبير في تحقيق أهداف المبادرة.
إن دعم سمو الأمير يعكس التزامه العميق بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة، مما يبرز أهمية القيادة الاستراتيجية في تحقيق نتائج ملموسة.
إلى جانب سمو الأمير، لعبت صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود، رئيس مجلس أمناء مجلس المسؤولية الاجتماعية بالشرقية، دورًا محوريًا في نجاح المبادرة، فقد قدمت الأميرة عبير دعماً مهماً وتنظيماً فاعلاً، مما ساهم في توجيه المبادرة وتحقيق أهدافها الطموحة.
إن قيادتها الفعّالة وجهودها المستمرة تعكس التزامها القوي بمبادئ رؤية 2030 وتؤكد على أهمية القيادة في تحقيق التنمية المجتمعية.
ختامًا، نود أن نعبر عن شكرنا العميق لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وصاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود على دعمهم المتواصل ورؤيتهم الاستراتيجية التي ساهمت في تحقيق نجاح مبادرة "ألفة"، ويمتد الثناء والشكر للأستاذة لولوه الشمري؛ الأمين العام "لأبصر"، وأثمن الدور الإنساني الكبير والمميز للمجلس لإطلاق هذه المبادرة الفاعلة التي عززت من سعيها لتحقيق الريادة في مجال المسؤولية الاجتماعية، وخدمة المجتمع تحقيقًا لتطلعات قيادتنا الرشيدة وأهداف الرؤية الوطنية الطموحة الممثلة في بناء مجتمع حيوي بنيانه متين.
كما نشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، بما في ذلك تكريمي من سمو أمير المنطقة الشرقية، والذي يُعتبر تجسيدًا للتقدير لدعمنا الإعلامي الفعّال في نجاح المبادرة.
إن مبادرة "ألفة "تظل نموذجًا متفردًا وباذخاً في تحقيق الأهداف التنموية وتعزيز جودة الحياة بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة.
بقلم : سلمان المشلحي
رئيس هيئة الصحفيين بحفر الباطن