أنجزت الهيئة العامة لللعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم (الأحد) غرة شهر محرم 1445، تغيير كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية، وذلك من خلال فريق عمل من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يبلغ عدده 159 صانعاً ينفذون عملية التغيير، موزعين على جوانب وسطح الكعبة المشرفة حسب الاختصاص، فيما شاركت، ولأول مرة، منسوبات الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة.
وجرى تركيب الكسوة الجديدة، التي يبلغ وزنها 1350 كيلوغراماً، وارتفاعها 14 متراً، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث رُفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم، وتثبيت الجنب من أعلى بربطها وإنزال الطرف الآخر من الجنب، بعد أن حُلّت حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، تلاها إنزال الجنب القديم من أسفل ويبقي الجنب الجديد، وتكررت العملية أربع مرات لكل جنب إلى أن اكتملت الكسوة ثم بعدها وُزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
وبعد أن تُثبت كل الجوانب تُثبت الأركان بحياكتها من أعلى الكسوة إلى أسفلها، وبعد الانتهاء من ذلك وضعت الستارة التي احتاج وضعها إلى وقت وإتقان في العمل، وذلك بعمل فتحة تقدّر بمساحة الستارة في القماش الأسود، والتي تعادل نحو 3.33 متر عرضاً حتى نهاية الكسوة و6.35 متر طولاً، ومن ثم عُملت ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيرًا ثُبتت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الكسوة.
وتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء «بطريقة الجاكارد» كتب عليها لفظ «يا الله يا الله»، «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و«سبحان الله وبحمده» و«سبحان الله العظيم» و«يا ديان يا منان» وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها.
وتستهلك الكسوة نحو 1000 كيلوغرام من الحرير الخام الذي صُبغ داخل المجمع باللون الأسود، و120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب، و100 كيلوغرام من أسلاك الفضة، فيما يبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، إضافةً إلى سبع قطع تحت الحزام.
وتشتمل الكسوة على 17 قنديلًا تحوي مخطوطات لأدعية «يارحمن يارحيم» و«الحمدلله رب العالمين» و«ياحي ياقيوم» و«الله أكبر» أسفل الحزام، وأربع صمديات مخطوطة لسورة الإخلاص موزعة على جهات الكعبة الأربعة، وخمس حليات تزين ميزاب الكعبة والحجر الأسود، والركن اليماني وسلسلة مطرزة فوق الركن اليماني، إلى جانب الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة، وبعد إعادة تذهيب الكعبة المشرفة يتم تركيب حلقات تثبت كسوة الكعبة المشرفة على رخام الشاذروان يبلغ عددها 60 حلقة مذهبة، بهدف تثبيت الكسوة بشكل متسق، أمام العوامل الجوية المختلفة.
يذكر أنه يعمل في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة قرابة 200 صانع وإداري، وجميعهم من المواطنين المدربين والمؤهلين والمتخصصين، حيث يتضمن المجمع عدة أقسام هي: المصبغة والنسيج الآلي، والنسيج اليدوي، والطباعة، والحزام، والمذهبات، والخياطة، وتجميع الكسوة، الذي يضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 متراً، وتعمل بنظام الحاسب الآلي، إضافةً إلى بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر، والخدمات الإدارية، والجودة، والعلاقات العامة، والصحية للعاملين، والسلامة المهنية بالمجمع.