لكل منّا طموح ، وأماني يحاول أن يصل إليها بكل ما أوتي من قوة ، وقد يصل وقد لا يصل، وهناك من له سقف طموح عالٍ جدا، فدائماً يطمح إلى المعالي، فتقوده همته لكي يناطح جبال المصاعب التي تعترض طريقه، فيصرعها لكي يصل إلى مراده، وديننا الإسلامي يحثّنا على نيل المعالي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا سألتُم اللهَ فاسألوه الفِردَوسَ فإنَّها وسطُ الجنَّةِ و أعلاها و فوقَها عرشُ الرَّحمنِ و منها تَفجيرُ أنهارِ الجنَّةِ ).
لم يقل صلى الله عليه وسلم فاسألوه الجنة وإنما الطموح عالٍ جدًا فاسألوه الفردوس .
فإذا كنت تطمح أن تكون طبيباً فهذا شيء جميل، ولكن لم تصل إلى السقف العالي من الطموح ، ازرع في مخيلتك أن تكون كبير الأطباء، أو تكون ذاك الطبيب المبتكر لعلاج مرض معين نادر .
لابد أن يكون سقف طموحك عالمي وليس محلي فقط .
امتط صهوة جواد العزم، والإصرار والطموح، واجعله يمضي في ميادين الهمة ،وشد السير إلى طريق العلم والمعرفة لكي تصل إلى ما تريد.
وستجد نفسك تنتقل من قمة إلى قمة بمشيئة الله.
فها هو عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول :(إن لي نفسا توّاقة ، تاقت إلى الإمارة فنالتها ثم تاقت إلى الخلافة فنالتها والآن تتوق إلى الجنة ).
نفوس العظماء تصنع الفارق في هذه الحياة وتغير مجرى التاريخ
إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجساد.
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أعمى تقوده أمّه ولكن أبى إلا أن يقود الأمة . فقد فارق جسده الحياة ،ولا زال حياً بيننا بعلمه رحمه الله تعالى.
فعلينا أن نعيش مع هذه النفس التوّاقة وكل بحسب حاله وطموحه بأن نروض تلك النفس إلى أن تتوق إلى معالي الأمور في الدنيا، وفي الآخرة بأن تقفز من قمّة إلى قمة، ولا ننسى بأن أعلى درجات المعالي هي تحقيق التوحيد فهي قمة القمم التي تقودنا إلى جنات النعيم .
نسأل الله أن يرزقنا نفوساً تقودنا إلى كل خير وتصرفنا عن كل شر إنّه على ذلك قدير وبالإجابة جدير .
والسلام أجمل ختام.
بقلم : عبدالله الشهراني.