سجلت أسعارُ النفط ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي، وذلك على الرغم من تراجعها بآخر أيام الأسبوع، الجمعة، بنحو واحد بالمئة، وسط مخاوف من تباطؤ نموّ الطلب العالمي على الخام بفعل قوة الدولار، ووسط بيانات اقتصادية سلبية من مناطق متفرقة حول العالم.
وانخفضت الأسعار، أمس الجمعة، رغم علامات تحسن الطلب الأمريكي على النفط وانخفاض مخزونات الوقود التي دفعت أسعار الخام إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع أمس الخميس؛ وفق ما نقلت “سكاي نيوز عربية”.
تحركات الأسعار
خلال الأسبوع ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة “3.17” بالمئة، لتصل إلى 85.24 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي بنسبة “3.16” بالمئة، لتصل إلى مستوى 80.73 دولارًا للبرميل.
وخلال تداولات الجمعة انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 47 سنتًا، أي بنسبة 0.6 بالمئة عند التسوية، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 56 سنتًا، أي 0.7 بالمئة.
وارتفع الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع وسط تناقض بين النهج المتريث الذي يتبعه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، وبين مواقف بنوك أخرى تميل لخفضها.
ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة في عامَي 2022 و2023 لكبح جماح التضخم، وزاد ارتفاع أسعار الفائدة كلفة الاقتراض للمستهلكين والشركات؛ مما قد يؤدّي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليص الطلب على النفط.
وصعود الدولار قد يؤدي إلى خفض الطلب على الخام عبر جعل السلع المقومة بالعملة الأمريكية مثل النفط أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى.
وارتفع النشاط الاقتصادي الأمريكي إلى أعلى مستوى في 26 شهرًا في يونيو مع زيادة وتيرة التوظيف، فيما تراجعت ضغوط الأسعار كثيرًا مما أنعش الآمال في أن يصبح تباطؤ التضخم في الآونة الأخيرة مستدامًا على الأرجح.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة، أول أمس الخميس، أن إجمالي إمدادات المنتجات، وهو مؤشر للطلب في البلاد، ارتفع بنحو 1.9 مليون برميل يوميًّا خلال الأسبوع إلى 21.1 مليون برميل يوميًّا، وتباطأ نمو الأعمال بحدة في منطقة اليورو خلال الشهر الجاري، مع انخفاض الطلب للمرة الأولى منذ فبراير.
وفي الهند أظهرت بيانات حكومية أولية أنّ مصافي التكرير زادت معالجتها للنفط الخام بنحو 1.3 بالمئة في مايو مقارنة بالعام السابق، كما زادت حصة الإمدادات الروسية في الواردات إلى الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفي الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، حذّرت بكين من أن تصاعد الخلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن واردات السيارات الكهربائية قد يؤدّي إلى حرب تجارية، فيما عزّز التوتر الجيوسياسي من التباين المهيمن على المشهد.