لأول مرة خلال العام الحالي كسر سعر الماشية السقف الاعتيادي في موسم الحج للعام الحالي 1445هـ، ارتفعت أسعار الأغنام بشكل عام في السوق المركزي للماشية والأنعام بالطائف، وتعدى سعر الخروف السواكني المستورد من السودان حاجز 2000 ريال، وتجاوز سعر الخروف الحرّي قبيل عيد الأضحى المبارك حاجز 2700 ريال في ظل توقعات بارتفاع أكبر للسعر في الأيام القادمة، وواصلت أسعار المواشي ارتفاعها الجنوني بشكلٍ لافت، مما جعل الكثير من الأسر تقف حائرة أمام هذا الارتفاع الغير مبرر.
بينما يؤكد مربوا الأغنام والماشية أن ارتفاع أسعار الأغنام المحلية والمستوردة بسبب ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وارتفاع أسعار الأعلاف في المقام الأول، وزيادة الطلب وعدم مواكبة ذلك بزيادة الإنتاج والعرض في السوق، وقرب موعد عيد الأضحى المبارك، والاقبال على شراء الأضاحي من قبل المواطنين والمقيمين، ومحدودية تغطية المواشي المستوردة لحاجة السوق المحلي.
اضواء الوطن قامت بجولة ميدانية موسعة على سوق الأنعام والمواشي بالطائف، ولاحظت وجود فائض كبير في العرض، حيث تصطف الشاحنات المحملة بأنواع الأغنام والمواشي بمختلف أنواعها على جنبات الطريق المؤدي للسوق المركزي، بينما تكتظ الحظائر الممتدة على طول السوق بآلاف المواشي المعروضة للبيع ومنها الأغنام المحلية كالحرّي والنعيمي والنجدي، والمواشي المستوردة كالبربري والسواكني والروماني، وهناك حظائر مخصصة للتيوس التي تفضلها شريحة من الأهالي.
وفي المسلخ العام النموذجي التابع للسوق وجدنا أنواع الأغنام والبقر والجمال المجهزة للذبح والسلخ والتقطيع، بينما تم رفع جاهزية المسلخ، ورفع جاهزيته الاستيعابية بشكل كبيرن لمواكبة كثافة الاقبال على السوق خلال هذه الأيام وحتى أيام العيد، وهناك متابعة مستمرة من الكادر البيطري الصحي لكافة أناع المواشي الواردة للذبح، للتأكد من سلامتها من الامراض المختلفة، وصلاحية اللحوم للاستهلاك الآدمي.
وفي ظل ارتفاع أسعار المواشي بشكل عام اضطر البعض إلى اللجوء الى السندات الإلكترونية لقضاء هذه الشعيرة، وذبح الأضحية والتصدق بها في البلدان المحتاجة، حيث أن أسعار الأضحية منخفضة نسبيا عن الأسعار في السوق السعودي المرتفعة بشكل عام، وذلك على الرغم من الجهود الحكومية الواضحة لضخ أعداد كبيرة من المواشي المستوردة للسوق السعودي، إلا أن الوضع تفاقم خلال هذه الأيام، وأصبح المواطن يئن تحت وطأة الارتفاع المحموم لأسعار المواشي وبشكل لا يبدو له في الأفق أي حلول آنيّة.
وطالب العديد من المواطنون والمقيمون بضرورة تدخل الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة البيئة والمياه والزراعة لضمان استقرار السوق المحلي للماشية والأغنام، والحد من انعكاسات آثار ارتفاع أسعار صناعة الأعلاف المحلية، مشيرين إلى أن الأسعار لا تخضع لأي رقابة أو تنظيم، وأن الأمر يتكرر بشكل سنوي في المواسم كرمضان والحج والإجازات التي تكثر فيها مناسبات الزواج، وطالبوا بتحديد سقف أعلى لسعر المواشي والأعلاف للسيطرة على السوق.
بينما أكد عدد من الأهالي سيطرة العمالة الأجنبية الوافدة على السوق والتلاعب بالأسعار، وبخاصة في موسم الحج، وبينوا أن نسبة الارتفاع في أسعار الأضاحي وصل إلى إلى 100% ، وهذا غير منطقي حيث أن الأغنام التي كانت تباع بسعر 1400 ريال أصبحت تباع بسعر 2800 ريال وبخاصة للمواشي المحلية التي يكثر الاقبال عليها، في ظل الجشع الملموس من التجار.