إنَّ من أَبشع صور الظلم ظلم الإنسان لنفسه التي بين جنبيه . فهو يسعى لراحتها ألاّ يصيبها في الدنيا عطباً. وألاَّ تكون في الآخرة حطباً.
ومهما قسا على النفس أَو لانَ لها فمنحها
ما تستطيب ومتَّعها تارةً بالألبسة الناعمة، أو الغليظة الدافئة
أو غمسها في المطعومات والمشروبات أَو يطير بها في الهواء لتستجم ما وراء البحار والمحيطات ، فيطرد عنها السآمة حتى تتوق إلى مزيد من الرفاهية ، فلن تغير من طباعها فلازالت موسومة بالسوء
فكلماغمستها في الملذات كان حظك منها الجشع والطمع
فتقول ..هل من مزيد؟ هل من جديد؟
فهي تريد..وتريد!!
فالتوازن مع النفس يعدل كفة الميزان والميل تطفيف وخسران
إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ
في الأشهر الحُرُم الأربعة
ثلاثة سَرْد وواحدٌ فَرْد
ذو القعدة وذي الحجة والمحرّم ورجب
كانت الجاهلية الجهلاء تعظمهن وتحرّم القتال فيهن
فالأشهر الحرم محرمة على لسان جميع الأنبياء وفي شرائعهم وليست خاصة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
(ذلك الدين القيم)
في الأشهر الحرم تعظم الآثام والسيئات
كيفاً لاكماً
كما تعظم الحسنات . وتعلُ الدرجات كيفاً وكماً
في الأشهر الحرم !!!
الأجر فيها عالي القدر
والمحسن فيها منشرح الصدر
سحقاً!!! للنفس التي لاتنتهي شهواتها وملذاتها ولاتستفيق إلا عند مماتها
أيَـا مَـن يَـدّعي الـفَهْـم ..
إلى كَـمْ يَـا أخي الـوَهْـمْ
تـُعَـبـِّي الـذنـبَ والـذّم ..
وتـُخطِـي الخـطـأ الجَـمْ
أمَـا بَـانَ لـكَ الـعـَيـبْ ..
أمَــا أنـذرك الـشـَّيـب
اما في نُصْحه ريب
ولاسمعك قد صَمْ
قل لمن استطاب مائدة الغيبة والبهتان
ولذ مسمعه للطرب والألحان
ولم يغض طرفه عما حرَّم الله
فشهور العام عنده سواسية وسفن أعمال الصالحين على بر المحارم راسية
عندما تحمل حقيبة سفرك وقد أودعت فيها شيكات الأيام والسنين من عمرك
فأمّا شيكات الربح فقد تاجرت فيها مع الله واما شيكات الخسارة فقد تاجرت فيها مع الشيطان
فبائع نفسه مُعتِقُها أو موبقُها
قال عليه الصلاة والسلام((يا عبادي إنما هي أَعمالكم أُحصيها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلَّا نفسه )
إن أسوأ الناس حظاً وأقلهم قدرا ً
من يملأ خزينة ليله ونهاره في الأزمنة الفاضلة كالأشهر الحُرُم بأعمال مخزية وجهود غير مجزية ، وإن أحسن الناس حظاً وأعلاهم قدراً في الأشهر الحرم من جعل الأرباح فيها عالية واستثمر أَيامها الغالية وجاهد لتكون الخسارة فيها دانية ، فمن جاهد بسيف الهمة هدى للقمة ، فذلك الحراك والعراك مع النفس لاينتهي إلا بنهاية الأجل ومن كان في قلبه وَجَلْ
أيُّها …السائر في خضم الحياة إن عمرك سيفنى قبل فناء الأشهر الحُرُم فأحسن ضيافة تلك الأيام العظيمة التي عظَّمَها الله ورسوله والأنبياء من قبله عليهم الصلاة والسلام والصالحون والموفون بعهد الله .
واعلم أنك لن تصل كنوز الأشهر الحرم ونفائسها حتى ترتقي سُلّم السابقين بالخيرات . وتَسمُ نفسك عن الدناءات فيصبح هواك مصروعاً مغلوباً
عند ئذٍ بلغت المنزل
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .