الخدمات الإنسانية أياً كانت لاترتبط بقرب العلاقة والصلة ، وهي أكثر طهارةً من المجاملات وإنتظار الرد ، أي بمعنى بعيدة عن المصالح الشخصية ، تقدمها لأشخاص قد لاتعرفهم وقد لا تتكرر اللقاءات مرة أخرى لبعد العلاقة والزمان والمكان ، وإنما من باب خدمة الآخرين لايرجوا منهم ضراً ولا نفعا إلا الأجر والمثوبة من الله تعالى …
فالخدمة التي تقدمها بصفة شخصية أو في مجال عملك لشخص تعرفه ليس لها علاقة بالخدمات الإنسانية لأنها في الأصل مبنية على المنفعة التي ترجوها من هذا المخدوم أو ذاك ، أو إنتظار ردها في مكانٍ آخر ، أو لتحسين علاقات مع طرف ما ، أو تلبيةلصديق أو رغبة لمسؤول .
أما تلك الخدمات التي تقدمها للآخرين دون سابق معرفة أو طمعاً في شيئٌ من حطام الدنيا أو لمسكيناً لا ترجوا منه منفعة أو عاجز فهي فعلاً هي الخدمة الإنسانية المقصودة و التي لاترجوا من ورائها جزاءً ولا شكورا إلا ماعند الله لتسهيل على الناس وتقديم يد العون لكل من يحتاج إليها دون إخلال بالنظام أو تعطيل مصلحة لشخصٍ ما ، قد يكون جاهلاً بها أو مستضعف خُذل في حقوقه وليس بإستطاعته الحصول عليها .
فأنت أخي المستأمن على أعمال وحوائج الناس سواءً كنت موظفاً عادياً أو مسؤولاً كبيراً أو شيخاً أو صاحب جاه فإنه يقع على عاتقك تنفيذ وتلبية إحتياجات هؤلاء ، فلا تعتقد بالفضل على أحد فإنما هو إختيار الله لك لمنفعة الآخرين وإنما الفضل لله ثم لهؤولاء الضعفاء والمساكين وأصحاب الحاجة فمهما علا شأنك فإنما وجدت لخدمتهم ولك أن تحتسب ذلك عند الله في يومٍ لا ينفع مالُ ولابنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .
ففي كلا الحالتين أمامك طريقين لاثالث لهما ، فإما طريق الهوى والمصالح الشخصية إرضاءً لذاتك و شليلتك ، أو مرعاة الحقوق و مساعدة المحتاج لإرضاء رب العباد.
في الختام لاتفرح كثيراً بتلك المناصب أو الوظيفة فإما قد تكون نعمة لك أو نقمة عليك وأنت بعد الله من سيحددها فكم نفسٍ ظُلمت وإنتزعت أنت حقها بقوة جاهك أو سُلطانك أو منصبك أو كم مسكيناً إنتصرت أنت له لأجل الله وماعنده ، فهنا تعرف أي الطريقين سلكت.
بقلم : عائض الغامدي.