في سياق رؤية مستقبلية، أرى الباحة كواحة تعانق الأفق برونق الحياة وجماليتها، فهي ليست مجرد مدينة بل هي كنز لا يكاد يُفهم بما يختزن داخله من ثروات ، اتسمت الباحة بطبيعتها الخلابة والمثيرة، وبالكينونة التي لا تنضب، وببنيانها العميق الذي يحمل تاريخا عريقا من الحضارة والثقافة.
تُبرز الباحة كمركز ثقافي حيوي، يُلقي بظلاله على قاعدة المثقفين والفنانين، فتُعتبر مولدا للعديد من الأدباء والمفكرين في المملكة، وهو ما جعلني أراها دمشق الجزيرة العربية لعمقها الثقافي وتألق أبنائها. وإن تأملت الباحة ببنيا ِنها لبدأت أراها كإدنبرة الشرق الأوسط ببنيانها التاريخي الرائع وجمال طبيعتها الخلابة.
ولكن، التخيلات والأحلام لا تكفي، وضرب الأمثلة لا يشبع أرواح الشباب الطموحة. لذلك، أحلم بأن تصبح الباحة مكانا مقدسا ثقافيا، يُحافظ على مبانيه التاريخية ويُجددها، ويشهد تأسيس مرافق ثقافية متنوعة تنعش حياة الشباب.
أطمح لإنشاء سينما مستقلة بطابع المنطقة، وتجديد المسرح ليصبح أكثر حيوية للشباب، وبناء ملتقى ثقافي ضخم يشمل قسما لهواة الخط وآخر للقاصين وقسما للصحفيين، إلى جانب الحفلات والندوات الثقافية التي تعزز فكرة وعي الشباب.
أيضا، أتمنى إنشاء مكتبة تُعتبر نقطة تحول في الحياة الثقافية للمنطقة، فهي تمثل أساسا لتعزيز الثقافة والمعرفة بين الشباب والمجتمع.
هذه هي أحلام نظرة ُم ِطلّة، فأتمنى أن تكون الباحة مكانا ثقافيا يُحتذى به لدى بقية المدن، لتبقى فريدة بطابعها وتاريخها وتجدد ثقافتها.
بقلم / مصعب العطاف