إستئناف المقال السابق في الأسبوع الماضي المنصرم ، وهذا المقال تكملة ما سبق من مقال لمسيرة الفتح المبارك . فتّح مكة المكرمة بقيادة خير الخلق ، وصفوتهم عليه أفضل الصلاة والتسليم .
تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباعه من وادي سرف في الصباح الباكر ، وتقدمت السرايا في مقدمتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكبار الصحابة رضي الله عنهم ، وجموع المسلمين . استقر عليه الصلاة والسلام المقام بوادي طوى ، ومن معه عند مورد بئر طوى ، وهذه البئر حفرها عبد شمس بن عبدمناف جد عتبة بن ربيعة ، ومطوية بالحجر ، وتعد أحد المعالم التاريخية والأثرية لأم القرى - مكة المكرمة- وتبرز أهمية آلموقع أتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم مقراً لجيوشه ورجالاته ، ومبيتاً وأغتسالاً من بئرها ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم ، واتباعه رضي الله عنهم بها ، وفي الصباح الباكر وقف عليها ، وشرب منها واغتسل ، وطوى الوادي والبئر بين ثنيتين المعلاة والزاهر ، وحدود وادي طوى شمالاً ريع اللصوص المطل على شارع الحج ، وجنوباً النكاسة المطل على المسفلة ، وشرقاً ريع الحجون المطل على مقابر المعلاة ، وغرباً الزاهر وطوى يشمل عدد من الاحياء كالزاهر وجرول والعتيبية والحجون والبياري والتنضباوي والمسفلة حتى النكاسة جنوباً . طوى الوادي والبئر غرب مكة المكرمة يستحب للمحرم الاغتسال منها قبل الدخول الحرم اغتسل منها النبي صلى الله عليه وسلم ، وموضع مبيته يوم فتح مكة المكرمة ، ومن الثابت ان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عند ذهابه لمكة المكرمة يبيت في وادي طوى ، وإذا أسفر الصبح أغتسل من البئر ، وشرب من ماء البئر، ودخل الحرم . هذا ما يفعله أهل بلاد الشام ، وما وراءها عند العمرة أو الحج .
الموضع الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بطوى . بني مسجداً فيه ، وسمي باسم المكان مسجد طوى من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء مكة حجة الوداع والعمرة متوجهاً لوادي طوى ، والروايات تبتعد وتقترب وتماسس فيما بينها بتعضيد بعضها ببعض ، وموقعه حالياً أمام مستشفى الولادة والأطفال بجرول غرب الحرم الشريف .
لما أقترب عليه أفضل الصلاة والتسليم من الحرم ، واستقر به المقام على بئر طوى وبها اخذ ينظر من جميع الجهات ، ويدقق النظر ولسان حاله يقول خرجت منها وصاحبي خفيه من بطش مشركي مكة المكرمة( قريش ) للمدينة المنورة حيث الأنصار بشطريها الأوس والخزرج حسن الطرفين مثل أخي موسى عليه السلام حينما خاف بطش فرعون وجنوده خرج متخفياً لمدين ، ولم يكن محمل برسالة سماوية ، وإخراجه عليه السلام بسبب وكزه وكزها لأحد الفراعنة بخلاف إخراجه عليه أفضل الصلاة والتسليم بسبب الرسالة النبوية والدعوة لله والتوحيد .
خلال اقامته بطوى صلى الله عليه وسلم شرع بتدبير كتايبه ، وتوزيع المهام على قادة السرايا ، وفق خطة أعدها صلى الله عليه وسلم مسبقاً ، خطة دخوله الحرم الشريف دون سفك قطرة دم . قسم صلى الله عليه وسلم السرايا ثلاثة أقسام . سرية خالد بن الوليد " سيف الله المسلول " ان يدخل مكةالمكرمة من اسفلها ، وسرية الزبير بن العوام ومعه راية النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم ان يدخل مكةالمكرمة من اعلاها ثنية كداء ( الحجون ) ، وسرية ابا عبيدة بن الجراح ان يسلك بطن الوادي .
التوجيه النبوي لامراء الجيوش الثلاثة ان لا يتعرضوا لاحد مالم يقاومهم للقتال والصد عن البيت العتيق ، ويكفوا ايديهم عن الصغير والكبير طفلاً وهرماً ونساءً ، ولا يقاتلوا إلا من يقاتلهم ، والموعد المسجد الحرام .
ان تجتمع السرايا الثلاث في الحرم دون مقاومة ، ولا سفك دماء . بينما أحل الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ، ولكن هذا فضل من الله لرسوله ان لا يسفك في بيت الله الحرام دماً من الطرفين أحدهما معصوم الدم بالشهادتين ( لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ) ، والأخر غير معصوم الدم ملوثاً بالشرك وعبادةً الأصنام من دون الله .
تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقر إقامته بطوى صبيحة يوم الأثنين الموافق ٢٠ رمضان العام الثامن من الهجرة النبوية ووقف على بئر طوى وشرب منها ، وسراياه وجموع من معه ، فنظر عليه الصلاة والسلام إلى أبي بكر ، فقال : ماذا قال حسان بن ثابت ، فأنشده قوله :
عدمت بنيتي ان لم تروها
تثير النقع موعدها كداء
ينازعن الأسنة مسرجات
يلطمهن بالخمر النساء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخلوها - الخيل - من حيث فال حسان بن ثابت . ثم تحرك باتجاه الكعبة ، ودخل رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم مكةالمكرمة من اعلاها متواضعاً مردداً قوله تعالى في سورتي الاسراء وسباء ( جاء الحق ، وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً ) وقوله تعالى ( ما يبدي الباطل ، وما يعيد ) وهو يقول عليه أفضل الصلاة والتسليم : " اللهم إن العيش عيش الأخرة " ودخوله المسجد الحرام يوم الأثنين ٨/٩/٢٠ ، وكان معتجراً بشقه برد حبرة حمراء ، ولواؤه يوم دخول مكة أبيض ورايته سوداء تنعت العقاب حتى دخل بيت الله الحرام في سكينة ووقار ، ومردفاً على ناقته أسامة بن زيد ، وخلفه كبار الصحابة تحليهم أردية وأزر الإحرام ، والرسول على ناقته القصواء التي كان لها شرف مبركها مكان مسجده ، ومسكنه وقبره بالمدينة المنورة ، وهذا الشرف الثاني للقصواء في فتح مكةالمكرمة الفتح العظيم .
العدد القادم تكملة المقال .
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
دام عزك ياوطن بالنصر والتمكين ، ودامت قياداته ، ودام سلمانها سلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين محمد العزم .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة -84-
20/03/2024 11:46 ص
خالد بن حسن الرويس
0
1031326
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3594101/