أشارت دراسة حديثة إلى ارتباط الصيام بخفض خطر أمراض مثل ألزهايمر وباركنسون، بالإضافة إلى تأثيره بشكل إيجابي في الصحة العامة.
ومع انطلاق شهر رمضان، كشف عدد من الخبراء عن التأثير الذي يمكن أن يُحدثه الصيام على الجسم.
وتقول اختصاصية التغذية جينايد بروديل، مؤسسة شركة Nutriton and Co، لموقع “مترو” البريطاني: إن الصيام المتقطع، بالنسبة للشخص المناسب (أولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة)، يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن، من خلال تنظيم تناول السعرات الحرارية، ويمكن أن يحسّن الصحة الأيضية؛ فضلًا عن وجود تأثيرات محتملة على طول العمر والوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر.
وعندما يتعلق الأمر بشهر رمضان، توضح أليكس رواني، باحثة الدكتوراه في كلية لندن الجامعية وفق “روسيا اليوم”، أنه من خلال القيام بهذا النوع من الصيام بشكل “صحيح”، مثل تناول الطعام الصحي، وعدم الإضرار بروتين النوم؛ يمكن أن يكون هناك عدد لا يحصى من الفوائد.
وقالت: “لقد أظهر صيام رمضان العديد من التأثيرات الإيجابية على استقلاب القلب لدى الأشخاص الأصحاء؛ بما في ذلك انخفاض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، والدهون الثلاثية، وجلوكوز الدم أثناء الصيام، وعلامات الالتهابات، وعلامات الإجهاد التأكسدي.
وتتمثل الفوائد الأخرى في تحسين تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وتحسين وظائف الكبد، وتحسين تعديل الجينات المرتبطة بالدفاع المضاد للأكسدة”.
وأضافت: “مع ذلك، فلمجرد أنك صائم لأكثر من 12 ساعة، لا يعني أنك تضمن فقدان الوزن. هناك ما يُعرف بمفارقة رمضان؛ حيث يزداد وزن الناس غالبًا على الرغم من الصيام طوال اليوم. اعتمادًا على ما تأكله ومقداره ومدة تناولك للطعام طوال الليل، فقد يدفعك صيامك إلى تناول وليمة غير صحية تُبطل فوائده. ولتجنب ذلك، من المفيد تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والبقوليات أثناء توقيت وجباتك، بدلًا من تناول الطعام لفترة غير محدودة؛ مما قد يحرمك أيضًا من ساعات من النوم”.
وتابعت: “نعلم أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الغريلين المسبب للجوع؛ مما يجعلنا أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام ليلًا”.
وخلال شهر رمضان، غالبًا ما يزيد الأشخاص من كمية السكر التي يتناولونها؛ مما قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وإذا اقترن ذلك بالإفراط في تناول الطعام أثناء الليل دون توقف، واختيارات غذائية سيئة، وانخفاض المجهود البدني مع استهلاك عدد أقل من السعرات الحرارية؛ فلن تشعر بأي فائدة على الإطلاق.
وتؤيد بروديل ذلك، قائلة إن الصيام المتقطع يمكن أن يكون له أيضًا بعض السلبيات؛ مما قد يؤدي إلى نقص محتمل في العناصر الغذائية؛ مضيفة: “إن فترات تناول الطعام المحدودة قد تجعل من الصعب استهلاك العناصر الغذائية الكافية، خاصة إذا لم يتم التخطيط لها بعناية”.
وقد يتسب ذلك في جعل بعض الأشخاص يعانون من التعب أو التهيج أو انخفاض التركيز أثناء فترات الصيام؛ مما يؤثر على الأنشطة اليومية.
وتشر “رواني” إلى أن العامل المساهم الآخر في زيادة الوزن أثناء الصيام؛ يمكن أن يكون بسبب إيقاع اللبتين، وهي دورة الجسم التي تساعد على تنظيم التوازن طويل المدى بين تناول الطعام في الجسم واستخدام الطاقة.
وتشرح: “إن مخالفة إيقاع هرمون اللبتين من خلال تناول معظم السعرات الحرارية خلال ساعات الليل هو أحد هذه الأسباب”. “قد يؤدي ذلك إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي لديك وزيادة الوزن، خاصة في أول أسبوعين. وبعد ذلك، تبدأ إيقاعات اللبتين في التحول وتتكيف مع وقت تناول الطعام اللاحق. ومع ارتفاع مستويات هرمون اللبتين في الصباح بدلًا من الليل؛ قد نشعر بالامتلاء المعزز طوال اليوم؛ مما يساعدنا على الحفاظ على الصيام بشكل أفضل”.