تكملة المقال السابق ( ٧٥ ) . شخصيتان يتعامدان بجهودهما ، ومؤثران في التنمية الزراعية بالغيثاء وغيرها ، وما يبذلانه من جهود جباره اتجاه الناحية ، والارتباط بالأرض . الأول الشيخ/ مخلد بن حبيب الله الصعاق الذيابي ، والثاني الشيخ/ عبدالعزيز بن نائف الوطيحي الذيابي . رفيقا درب الحياة والمكان . صنوان الغيثاء . الأول: بوجاهته المعنوية والمادية ، ومكانته الاجتماعية والحسية ، والثاني: برأيه ، ودرايته ، وحسن التصرف ، متضامنان ومتلازمان من ربط اللازم بالملزوم نحو ناحيتهم ، وبينهما أواثق الصداقة تزداد يوماً بعد يوم ، وأواصر القربة ، واوشاج الدم أكثر لحمةً ، والفصيلة التي تأويهما انتماءهما الاجتماعي ، والدولة وولاة أمرهم المظلة الكبيرة التي تظلهم نظاماً وأمناً واستقراراً .
سعوا ما وسعهم المسعى باعمار الناحية بالزراعة وتنميتها ، وتحقيق الكثير من مصالحها ، والغيثاء خصبة التربة نقية الهواء . يتنامى الطلب على منتجاتها الزراعية والحيوانية من قبل المدن المجاورة مكة وجدة والطائف ، وبعض الأسر الموسعة ذات السعة تحجز منتجاتها الزراعية والحيوانية ، واشتهرت الغيثاء بزراعة فرخ البرتقال ( اليوسف فندي ) والتين ، والقرع أو اليقطين والورقيات لاسيما النعناع والحبق ، ولكل حيازة زراعية محجوز انتاجها لأسرة من الأسر الميسورة أو عائلة معينة بعينها من أسر المدن الثلاثة الأنفة ، ولهما حضور ، وتعزيز أفراد جماعتهم الذيبة ، وخوامسها التي تزيد عن ستة عشر خامساً أو فخذاً . الأول: من خامس الصعاعقه ، والثاني: من الوطحة ، وكلاهما ينتمون لقبيلة الذيبة ، ووفق العرف الاجتماعي وقاعدته " ليس كل ذيابي وطيحي أو صعاق بل كل صعاق ووطيحي ذيابي " وامتدت ملازمتهما لبعض ، ورفقتهما حتى وفاتهما ، وامتدت بين أنجالهم عرى الرفقة ، وتبادل مزارق الطيب بينهم ، والتواصل ايضاً مستمر بيّن الأحفاد ، والأباء والأنجال يتعللون سوياً في مجالسهم ، ويتبادلون المناسبات ، والزيارات ، ويشاركون افراح واتراح بعضهم البعض ، وجماعتهم والقبيلة الذيبة ، وأنجال الأول: لا حدس شغلوا مناصب ورتب ومراتب رفيعة بأجهزة الدولة كمطلق وياسر ومياح وبشير ومحمد وهاني وغيرهم ، وكذلك الأحفاد كاللواء/ خالد بن ياسر بن مخلد وغيره ، ولهم دور كبير في إعمار ناحية الغيثاء لايقل عن ابيهم وامتد ترابطهم وتوثيق أواصر صلتهم بأبناء رفيق وصديق أبيهم الشيخ / عبد العزيز بن نائف الوطيحي الذيابي لأبنائه العقيد/ سعود والعميد سابقاً راوي الحجاز/ سعد وحجاج وسعيد ، وكلاً من سعود وحجاج لهما جهود تذكر في إنشاء الحيازات الزراعية ، والمساكن بالغيثاء ، وقرية الحجاجية وجامعها تعود لحجاج بن عبدالعزيز ومزارع شفاء نجد بالغيثاء تعود لأخيه سعود بن عبدالعزيز الوطيحي الذيابي . جهود تذكر ، فتشكر ، ومن أحفاد الثاني من حمل رتب رفيعة .
أسرتي مباركة ، وحمولة طيبة المعدن ، ومن أعيان الغيثاء الوجيه ذو البشاشة والأخلاق وحسن التحدث الاستاذ/ نائف بن مترك الصعاق الذيابي ابو نواف له حضور ومكانة في وسطه الاجتماعي . لهم جميعاً الشكر والتقدير ، وفائق الاحترام .
انتقلنا في صباح الخميس لأوطاط قرية الشيخ / ثلاب بن عسير بن قبيل الدعيجي العالي - يرحمه الله - شيخ الدعاجين من العوالي كريم سبلا فكاك المعسرين والنشب هاكذا ينعت بمنطقته رجل عن الف رجل . سنفرد له مقال عن سيرته وحياته فيما بعد . جبل كالطود ذائع الذكر والصيت ، ومنزله ومجالسه على جانب الطريق العام ، ومسجده شاخص معلم من معالم القرية ، وأثناء السير السماء ملبدة بالغيوم تنذر بهطول الأمطار ، والمواشي اركون في كل جانب رعاتها منهم وفيهم ، وليس فيها مقيم ، وثلاب ومادراك ما ثلاب ( يرحمه الله ) يطوي في طرفيه الفطنة وحدة الذكاء له قبول لدى الإدارات الحكومية ، والمواطنين ، ويستأنس به كخبرة في حل المشكلات الاجتماعية من قبل المحكمة العامة ، والإمارة بمدركة ، واشتهر بالكرم ، وبشاشة الوجه دايماً هاشاً باشاً ، ومضياف ، ومما يذكر حينما يضاف . تضع شياهه طفيلاً عوضاً عن ضيفته ، مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم: " لكل منفق خلف ، ولكل ممسك تلف " وأثناء سيرنا شاهدنا أول قرى أوطاط تتوارى من خلال خلول الحرة ، وعن يميننا مفرق هجرة القواطا ، والفالحية والربيعية والمليسية ، وبعدها عن يسارنا محطة وقود قبل بن سفر العالي ومحلاتها التجارية ، وطبيعة جغرافية وادي أوطاط حرات ، وحداب ترتفع وتنخفض بعض مواقع عن مواقع . عبارة عن حزوم حجرية ، وتكوينها الاجتماعي قبلي جلهم من روق مرجحة الموازين ، ورماح المنايا .
نشاهد في طريقنا انتشار الخيام والصنادق الأغلب . شاحبة التنمية ، وعدم جودة الحياة ، وتفتقر لتنمية المكانية من قبل البلدية ان لم ينالها عطف من أمانة المنطقة ، ولفته في جودة الحياة ستظل فاغره لربها راضية ، ولولاة الأمر مستصرخة تلتمس لفته كريمة لجودة الحياة ، وبالامكان هذه المنازل المنتشرة ،والخدور المتناثرة تلم وتجمع في مكان واحد منظم بانشاء مخطط سكني بدل عشوائيّة البناء ، والتشوه البصري طالما البنية الأساسية أوجدتها الدولة يحفظها الله كالطريق العام والكهرباء العامة والاتصالات والمدارس والصحة ، والعلة مبصرة لمن دقق النظر عدم ايجاد المخطط السكني من البلدية ، وشاهدنا قطيع من الماعز عوارض . أردنا الشراء منها ، فإذا بامرأة جزما العمر فارعة الطول ترعاها وتراقب قطيع الماعز . تحاشيناها في أول الأمر ، ثم قلنا للبيع قالت: سوموا فقلنا: أنت صاحبة القطيع ، فقالت: سوموا . أنتم شريطية أو متنزهة ؟. قلنا: متجولة ، فقالت : أخذوا كرامة عتيبية لكرامة إلحاكم . أنتم ضيوف على المنطقة ، ولا نبيع للضيوف الكرامة والضيافة ، واختلف رفاق الرحلة ان يختاروا جفرة جمدة أو تيس . أستقر الرأي على جفرة جمدة ، فنزل أحدهم ، وامسك بأحدى القطيع لها طراب ، ولم تفصح عن الثمن ، ومصرة على إنها ضيافة ، وبعد مشادة . ناولناها ألف ريال ، وردت مائتين بقولها قيمة مثيلاتها ، ثم ناولها أمير الرحلة الفاً كسوة . رفضت في أول الأمر ثم قبلت مع الإلحاح .
طشوش منازل متناثرة ، ومتباعدة على الحرة أغلبها زنك وصفائح، وشبختانية خيام وخدور . تفتقر للتنمية المكانية .
وجود مركز إسعاف الهلال الأحمر بأوطاط من الأفضل ضرورة تتطلبها طبيعة المنطقة الخدمة الإسعافية يخدم شرقاً وغرباً من أوطاط إلى مدركة غرباً وإلى البركة شرقاً والطريق العام وحوادثه ، والسيول واضرارها على الأنفس ، والممتلكات والكشاته والمتنزهة ، وما يتعرضون من اخطار الزواحف السامة ، وغرق أطفالها في قيعان الماء ، كم حالات وقعة حادث مركبات ، وغريق وهدم ، وجرف السيول لإنسان ينتظر الإسعاف من مدركة من أجل إسعاف حياته . هلك قبل إسعافه ، والبعض توفي عند دخوله بوابة المستشفى بمكة أو الطائف .
أدركنا الظهر بمسجد ثلاب على جانب الطريق العام جنوباً من طريق البركة ومدركة ، وديوانيته مفتوحة على مدار اليوم والليلة للطرقية ، والمسافرين والمتعطلة ، وشهدنا عن يمينا قرى حمراء الأسد ثم عن يسارنا الصفيا إستراحة ضيف الله بن عتيق الذيابي كبيرة ومكلفة ، واستراحة بندر بن حمد الذيابي ، وقريباً منهما منزل وإستراحة سعود بن محبوب العالي غير بعيدة .
أثناء سيرنا بالمركبة بالطريق العام بداءت تنزل زخات المزن ، ويتساقط المطر . يتزايد شيئاً فشيئاً على أثر تلبد الغيوم بالسماء ، وتراكمها ، وتشتد سواداً ، ولم نسمع رعوداً ، ولم نبصر بروقاً ، ولاحظنا أهالي الناحية تخرج زلفات في الفضاء الطلق أفراداً وجماعة حاسرة عن رأسها وأجسامها العلوية مكشوف للمطر ، ماعدا النساء متحشمات بأرديتهن . علمنا فيما بعد عادة لهم عند هطول المطر بركات من السماء يطهروا به أبدانهم ورؤسهم . تسني بالاحاديث النبوي الصحاح والحسان ، والآيات المكية والمدنية نصاً قطعياً يفيد اليقين . لا حدس فيه " ماء مبارك من السماء ". مع الشكر والتقدير لأبناء وأحفاد الشيخ/ ثلاب بن عسير الدعيجي العالي - يرحمه الله - على حسن الأستقبال والرفادة .
تكملة المقال في العدد القادم ان شاءالله . دام عزك ياوطن ودامت قيادتك ورموزك .
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
بقلم_ خالد بن حسن الرويس
سته على سته – ٧٦ –
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3582952/