منظمة التحرير الفلسطينية نشأت في القنفذة قبل الكويت
قائدها كان معلمي
صاحب هذه الصورة أدناه هو استاذي ومعلمي/ أحمد خليل وافي عمل معلماً لمادة الرياضيات في أول مدرسة متوسطة في مدينة القنفذة عام ١٣٨٠ للهجرة ، وكنت ضمن أول مجموعة من أبناء منطقة القنفذة ( كما كانت تعرف في ذلك الوقت ) تلتحق بالمرحلة المتوسطة لأول مرة .
كانت مادة الرياضيات تتالف من الحساب والهندسة والجبر الذي كان يدرس لأول مرة في الصف الثاني المتوسط .
بدأت قصتي مع هذا المعلم الفلسطيني في أول حصة في مادة الجبر فبعد الانتهاء من شرح أول درس في مادة الجبر . طلب المعلم من لديه سؤال ان يرفع يديه ، فرفعت يدي وكنت أظن ان سؤالي في غاية الأهمية ، وساحظى بالشكر والثناء من قبل المعلم .
كان سؤالي للمعلم أننا نعرف معنى الحساب ، والهندسة ، ولكننا لا نعرف معني الجبر .
فما معنى الجبر يا استاذ؟
وفوجئت بالرد الصاعق الذي لم اتوقعه حيث قال بلهجته العامية: (ولك يا حمار لي ساعة عمبشرح الجبر وتقول لي ما معنى الجبر
روح عند امك تقول لك اي معنى الجبر )
فضحك الطلاب ، وخرجت من الفصل مذهولاً ، ولم يطلب منى المعلم العودة للفصل ، وبقيت خارج المدرسة لحين انتهاء الحصة ، وعدت إلى الفصل مكسور الخاطر .
وكان من نتائج هذا الموقف كراهية مادة الرياضيات التي كنت اعشقها ، والخوف من مواجهة الجماهير وطرح الاسئلة .
لم اشكُ أمري لمدير المدرسة في ذلك الوقت ، وهو المربي القدير الاستاذ/ حسن بن إبراهيم الفقيه رحمه الله ، ولا لافراد أسرتي ،
ولم اذكر هذه الحادثة لاستاذي حسن الفقيه إلا بعد ما يقارب أربعين سنة حينما كان عميداً لكلية للمعلمين بالقنفذة ، وكنت حينها مديراً لتعليم القنفذة ، فتألم كثيراً ، وتحسر على عدم معاقبة المعلم على هذا التصرف السيء الذي لا يليق لمعلم . يتوجب عليه تحفيز طلابه ، وتشجيعهم .
ذكر لي شيخي الاستاذ/ حسن الفقيه ان احمد وافي هو أحد قادة منظمة فتح .
وظللت اسأل عن هذا المعلم كل من عرفت من الزملاء الفلسطينين ، ولم أجد الإجابة لانه غير معروف بهذا الاسم ، وإنما شهرته (ابو خليل ) مثل بقية قادة الثورة الفلسطينية أمثال ابو عمار ، وابو مازن ، وابو جهاد ، وغيرهم
ظللت ابحث عن استاذي حتى تهيأت لي فرصه الاطلاع على مقال
على شبكة التواصل الاجتماعي بقلم اللواء ركن عرابي كلوب الذي تحدث بشكل مفصل عن سيرة القائد احمد خليل وافي
حيث قال بأنه قد ولد في مدينة خان يونس عام ١٩٣٥م
ودرس في مدارسنا حتى حصل على المرحلة الثانوية حيث عمل معلما عام ١٩٥٣ في بني سهلا وأثناء عمله حصل على دبلوم في الصحافة
تعرض للاعتقال من قبل القوات الاسرائيلة عام ١٩٥٦ ، وتم التحقيق معه بتهمة الانتماء الى المقاومة بعدها تم الافراج عنه .
استشهد والده الحاج خليل محمد علاء الدين عياد اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦
اما قصة عمله معلما في القنفذة
فيقول اللواء عرابي:
انه في عام١٩٥٧ تم التعاقد مع أكثر من ٦٠٠ مدرس من قطاع غزة للعمل في المملكة العربية السعودية وكان في ذلك الوقت الاخ خليل الوزير يعمل في المكتب السعودي في القاهرة الذي كان يديره الاستاذ (ناصر المنقور )حيث كلف الاستاذ خليل الوزير بالسفر معهم والاشراف على توزيعهم من قبل الوزارة على عدة امارات في المملكة وتم ارسال حوالي ٤٢ مدرس بالعمل بمنطقة نائية تسمى القنفذة .
كان من بين هؤلاء المدرسين الشباب كل من الأخوة احمد وافي (صاحب هذه السيرة )وسعيد المزين وغالب الوزير وكان الأخ خليل الوزير على رأس هذه المجموعة حيث كلف من قبل ناصر المنقور بالذهاب إلى القنفذه
هؤلاء الشباب بدأت تربطهم علاقة مع الأخ خليل الوزير الذي كان شعلة من النشاط وكان وجوده في تلك المنطقة حافز وتمهيد لبناء عمل وطني جديد مع هذه المجموعة في السعودية ،
وخلال الفترة القصيرة التي قضاها خليل الوزير معلماً من عام١٩٥٧ إلى عام١٩٥٨ حاول تأليف نواة تنظيمية من كل من الأخوة احمد وافي وسعيد المزين وسعيد المسحال وعبد الفتاح حمود حيث تدارسوا وضع تنظيم فلسطيني مقاوم .
كان احمد وافي له السبق في تأسيس الخلايا التنظيمية ألأولى لحركة فتح بالسعودية .
وقد اُبعد احمد وافي من السعودية إلى قطاع غزة بسبب نشاطه السياسي .
وقد لاحظنا ونحن طلاباً نشاط هذه الخلايا وتأييدهم لثورة اليمن والغارات الجوية للطيران المصري على المدن الجنوبية للمملكة ، ومنها القنفذة . غارت الطائرات على القوات السعودية المرابطة بالقنع جنوب شرق مدينة القنفذة حيث تصدت لها المدافع ولم تحقق اهدافها .
لقد كان التأييد للقضية الفلسطينية مشروع وطني تدعمه الدولة من خلال الدعم المالي الذي عرف في ذلك الوقت باسم (ريال فلسطين) الذي كان مفروضاً على كل موظف مدني او عسكري إضافة إلى الشعارات التي كان يرددها الطلاب ، ومنها (جينا وجينا لك يا فلسطين )
بعد عودة الاستاذ احمد وافي (ابو خليل ) إلى غزة سافر إلى الجزائر وهناك كان له شأن عظيم حيث أصبح مندوبا لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ومشرفاً على أعمالها في المغرب العربي وبعض دول أفريقيا التي بنت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية ، فأصبح الرجل الثاني في المنظمة .
تعرض أبو خليل لعدة اغتيالات من العدو الاسرائيلي بطرود ملغومة ، وذلك بعد حادث الهجوم على الفرق الرياضية الإسرائيلية في ميونخ عام
١٩٧٢ وأصيب إصابات نتج عنها ضعف في السمع والبصر ثم تماثل للشفاء .
واصل جهاده وكفاحه في خدمة القضية الفلسطينية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من خلال علاقاته بقادة دول المغرب العربي وأفريقيا وامريكا الجنوبية حتى حين وفاته في القاهرة بتاريخ 2013/5/12 وقد عملت له إجراءات بإرسال جثمانه إلى مسقط راسه مدينة خان يونس حيث دفن بها
رحم الله القائد المناضل ، والمربي الفاضل ، وعفا الله عنه فيما بدر منه من إساءة لي فقد عذرته لان ذلك من زلات اللسان ، ولأن الحرمان من الأوطان أعظم من الحرمان من الوالدين ، وذلك الذي انعكس على تصرفات بعض الأخوة الفلسطينين نحو إخوانهم العرب ، وخاصة أبناء المملكه العربيه السعوديه الذين عاهدوا الله على نصرة هذه القضية متناسين كل الاساءات .
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه .