تكملة مقال ستة على ستة ٧١ . الجولة متنقلة بين عدة قرايا ووديان وهضاب ، وسهول ونفود ، وعروق رملية ، وبيداء تطوي في ظاهرها السهل والوعر ، والطعوس ما نبسط منها وما استوى ، وما برز منها ، وفي باطنها ما استودعه المولى منّ خزائن أرزاقه، وثروات متعدده لا حصر لها ، وغير معلومة ، ويستودع الله في باطن الأرض مايشاء ، ومن الأماكن والقرايا : الذنايب ، ومروراً بالخضارا ، فالإنسيات وسجا ، وسحيلة وقمعة ، وشرمة ثم رفائع العوازم ، ومقلع طمية ، والمزارعية ، ثم حاذه والأصيحر ، والحيل وأم الغيران ، والصفية والغاشية ، وبيضان ثم الطراة " جبل تشاهد من خلاله بوضوح أنوارا مدينة جدة ( عروسة البحر الأحمر ) وساعة الحرم المكي الشريف ، وأنوار مدينة الطائف ( درة المصائف ) والسياحة ) - في الليلة الظلماء وقصير ، والشفان ونعام والقاع ، وعين ضرعاء ، والقرين الأبيض - جبل فارع ، ومن صخوره أرضية صحن طواف الكعبة ، والمسعى والحرم الشريف ، وكذلك حرم المدينة المنورة الشريف - والرهيان ، وصبر - وصبر جبل أسود يطل بخشمه على وادي حماة ، وأبارها من شرق - واوطاط به مسجد ثلاب بن عسير الدعيجي العالي على جانب الطريق العام مدركة/البركة . قرايا تتباعد ، وتتقارب ، وتتقاطع ، وتتفاوت عن بعضها البعض تأخذ زخرفها ، وزينتها من فطرة أهلّها ، ومكارم الأخلاق ، وحسن الرفادة . تتسع أخلاقهم للغريب بطيب الخاطر ، وحسن التعامل . كبار السن لا يبخلوا باي معلومات عن المكان والإنسان . تجدهم أول دخول للمسجد وأخر خروج منه . تظهر عليهم السماحة والفطرة . استمتعنا بالتسوق باسواق هذه القرايا الشعبية ثم مررنا بعين النبي بمركز رهاط ، ولم ينالها اي شيء من الأهتمام مهملة ، وتحتاج عناية من الجهة المعنية باعتبارها من العيون التاريخية والقديمة ، وعدم تركها بهذا الوضع المزري . لاحظ رفاق الرحلة ان جميع المرافق الخدمية تطورت ماعدا موارد البادية اهملت من قبل الجهة المعنية ، فالموارد " الآبار أو المناهل " القديمة والتاريخية مهملة بعيدة عن العناية بها والأهتمام بأعتبارها مخلفات إنسان المنطقة ومقر مخيم عمالةالمزكية للدولة السعودية بأطوارها الثلاثة تتطلب العناية بها ، والمحافظة عليها من الضياع ، والأندراس ، والأندثار أو التعدي عليها باي شكل من أشكال التعدي .
أستقر المقام بين ميقات ذات عرق واوطاط ومدركة ، ونصبت خيمة الرحلة ، وتم إنزال العزبة ، وأدوات الرحلة بينما يستعد الرفاق بسط الفرشة ، وإذا بشخص سمح الخلقة نشاش الحال ، نحيل الجسم ، فارع القامة ، حنطي البشرة ، ذرب اللحية ، بشوش الوجه . ترجل من مركبته ، وألقى السلام ، ورحب بالرفاق مرحباً ترحيب ود ، وأستحسن الجميع منطقه وقوله ، وأشار ان يكون المنزال خلف العرنون شمال الحرة ، فلما تساءل الرفاق عن السبب أشار نحو خيام قائلاً: هذه منازلي وعائلتي ان يكون العرنون ساتراً بيننا وبينكم ، فأمر أمير الرحلة بالانتقال عملاً بوصية هذا الشخص ، ووجاهة ما أشار إليه ، فلم فرغنا من بناء الخيمة وترتيب عدة الرحلة وفرش قطعة الزل فاذا الأعرابي جالب في مركبته الحوض نيسان م/٨٩ كبشين أبيضين مشيراً ضيافة رغم محاولة أمير الرحلة الاعتذار ، وموفرة الإ أنه أصر بشدة على قبولها ، وأراد أمير الرحلة أعطاه قيمتها رفض رفضاً قاطعاً مؤكداً ضيافة قائلاً: ترضونها ، وليس من شيم العرب رد الضيافة أو اخذ القيمة . نزلتم بجوارنا فوجبة ضيافتكم ، فلا تمنعوا معروفاً متعارف بين عرب الجزيرة ، فأذعن الجميع لرغبته ، ثم انصرف مسرعاً بمركبته لأهله واحضر ترمسين أحدهما القهوة العربية ، والأخر الشاي ، ومعهما قدوع التمر ، ووعاء بالزبد ، وقطعاً من الأقط ، وطلب أمير الرحلة ان يتناول وجبة العشاء معهم ، فاعتذر قائلاً : أنتم كشاته ، وزكرتيا استانسوا ، فأصر الجميع ان يتناول وجبة العشاء ضيافته تأبى الأعراف العربية ، بل أن يحيي بضيوفه على عشاءه ، فلم يمانع ، فقال: بعد صلاة المغرب ، وأجلب لكم حليب الإبل ، وان نقص شيء من لوازم العزبة ، فلا تترددوا طلبها .
مما لفت أسماعنا وأنظارنا لا يخلو خدر بدوي من المذياع يتسمع من خلاله على القرآن الكريم ، والذكر ومواعظ العلماء ، ومواقيت الصلاة والأذان ، وأخبار الدولة ، وإعلام دخول شهر رمضان ، والعيدين ، وكذلك رعاة مواشيهم الأجانب يحملوا المذياع في المفالي والمراعي ومقر عزبهم ، واثناء جلسة رفاق الرحلة تبادلوا الحديث عن ظاهرة انتشار المذياع ، فقال المضيف : المذياع الجامعة ، ومحطة إذاعة دولتنا الرسمية ، فقال الأكاديمي المذياع لا يعد علماً يؤخذ منه ، ولا مرجع علمياً ، ولا جامعة .احتدم الحوار بين الأكاديمي والمضيف . نقاش حاد وحار . الثاني سماح الدولة به يعد منارة علمية رسمية من أجل تنوير المستمع المواطن والمقيم ، وإعلامهم بالواجبات والمحاذير ، وأصرار الأول ليس مصدر ، ولا مرجع علم يعتمد عليه ، وأنهى أمير الرحلة الحوار بينهما ، واستطرق البدوي المضيف قوله: للأكاديمي ماذا تفهم من هذه الآية ( رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ) ؟وردت في أكثر من سورة من القرآن الكريم ، فتذبذ الأكاديمي وتلعثم ، وقال: أسئل أهل ذكر ، فقال: أجيبك مما سمعته من أهل الذكر من خلال المذياع بمايلي :
هذه آيةٌ تكررت في أربعة سور أومواضع من القرآن الكريم ، ونتوقف عندها لبرهة لروعتها .
الآيةُ قوله تعالى :
(( رضي الله عنهم ، ورضوا عنه ))
تكررت في :
- سورة المائدة آيـة ١١٩
- سورة التوبة آيـة ١٠٠
- سورة المجادلة آية ٢٢
- سورة البـيـنـة آيـة ٨
(( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
هذه الآية تتكون من شقين :
الأول : هو رضا الله عنهم - عن عباده الموحدين المخلصين أو العبد مجتمعين أو منفردين-
وهذا هو ما نسعى له جميعا .
وأظنُ أنَّ هذا الشق مفهومٌ للجميع .
الثاني : وهو الأصعب التركيزَ عليه وهو قول الله تعالى : ( ورضوا عنه ) .
وهنا السؤال :
هل أنت راضٍ عن ربك ؟
لا حدس سؤال صعب أليس كذلك ؟
دعني أعيد صياغة السؤال كما ذكرها المشائخ الاجلاء بالمذياع :
هل تعرف ما معنى أن تكونَ راضٍ عن ربك ؟
- الرضا عن الله :
هو التسليم والرضا بكل ما قسمه اللهُ لك في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر .
- الرضا عن الله :
يعني إذا أصابك بلاءٌ امتلأ قلبُك يقيناً أنّ ربَّك أراد بك خيراً بهذا البلاء .
- الرضا عن الله :
يعني أن تتوقفَ عن الشكوى للبشر وتفوضَ أمرَك لله وتبثَ له شكواك .
- الرضا عن الله :
يعني أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك ، وإذا أغناك ، وإذا أخذ منك ، وإذا كنتَ في صحة ، وإذا مرضتَ . أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .
الرضى عن الله أن ترضى بالأحكام الشرعية وتعمل بها ، وقلبك راضٍ مطمئن أن فيها الخير ، وان كان ظاهرها ضد مصالحك(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
انظر حولك وأسأل نفسك :
هل أنت راض عن شكلك ، زوجك ، أهلك ، مالك ومكتسباتك المعنوية والمادية ، قدرك ؟!!
كل هذه الأشياء قد اختارها الله لك ، فهل أنت راضٍ عن اختيار الله لك ؟؟
هناك خمسُ نقاطٍ مهمةٌ يجب أن نفهمَها خلال تدبرنا لهذه الآية :
١ - الرضا عن الله لا يتنافى أبداً مع الألم الذي قد نشعر به أحياناً لسبب أو لآخر ، فنحن بشرٌ وهذه الدنيا دارُ ابتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحدٌ ، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه .
٢ - هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر . والرضا يطوي في طرفيه التسليم والإذعان . أن تصبرَ يعني أن تتحملَ الألَم لأن هذا قدرُك وليس في يدك شيئا غير الصبر ، ولكن الرضا أن تحمد الله مع هذا الألم !
٣ - الرضا عن الله منزلةٌ عاليةٌ لا يصلُ إليها إلا من امتلأ قلبُه حباً لله ، ولرسوله - عليه أفضل الصلاة والتسليم - وولاة أمره . فهناك أناسٌ حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا
قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :(رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ) ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين ...
٤ - اعِلَمْ علمَ اليقين أنّ اللهَ لا يبتليك إلا ليغفرَ ذنوبَك أو ليرفعَ درجتَك في الجنة ، فارضَ عن ربك .
٥ - الإنسان إذا لم يرضَ عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلَها فلن يرضى أبداً ، لحديث :(من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ، وسيبقى ساخطاً على كل شيء وسيعيشُ حياته في نكد وشقاء .
" راقبْ كلماتِك وتصرفاتِك ، وإذا كنتَ ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فأعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك ، واقترب من ربك بالصبر والقناعه والرضا ".
تذكر : ( أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ).
انتهى كلام البدوي ماسمعه من المشائخ بالمذياع .
لا حدس أمسية جميلة مع إنسان أجمل ما واجهنا في ذلك المكان مما جعل الجميع تتوقف عن مناقشته ، وتسأل الله ان ينفع الجميع بما سمعوه من مضيفهم " مضيف وواعظ " وبعد إقامة يومين انكفأ أعضاء الرحلة الجميع نحو مساكنهم بضاحة العرفاء .
مما استشف رفاق الرحلة ونطاق جولتها بين ثلات مناطق الرياض " العاصمة السياسية أو الزمنية " ومكة المكرمة " العاصمة الروحية أو الدينية " والمدينة المنورة " العاصمة العلمية ومشعل النور والحق لإرجاء المعمورة " ان قرى منطقتي الرياض والمدينة المنورة التي وقف عليها أعضاء الرحلة لمستها التنمية المكانية ، وتشكر أمانتي الرياض والمدينة المنورة على دعم بلديات تلك النواحي ، وحسن أختيا ر رؤساء تلك البلديات ، وفريق العمل بها . اظهرت عبق أزهار التنمية المكانية بها .
دام عزك ياوطن ودامت قيادته ورموزه .
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة – 72 –
25/11/2023 12:39 م
خالد بن حسن الرويس
0
1164451
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3577599/