يبدو أن قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى , قد انتزع لقب ملعب العالم من سويسرا . كل العالم الآن يتفاعل مع قطاع غزة بين مؤيد ومعارض . الغرب والشرق جاؤوا بقضهم وقضيضهم . الأساطيل الغربية بقيادة أمريكا في مواجهة الأساطيل الشرقية بقيادة الصين . الأزمات العالمية الأخرى مثل أوكرانيا وسوريا ومالي وقره باغ والسودان لم يعد لها أي ذكر . وما بين هذا وذاك هناك اللاعب (الجوكر) الذي يلعب على كل الحبال ، تجدها تزايد وتداهن على جميع الأطراف , وتريد ان تحصل على أكبر قدر من المكاسب والمغانم دون أي وازع ديني أو إنساني ( دين باطني خبيث ) . يأتي هذا في ظل تراجع الدور العربي والإسلامي (العجز التام) . اليوم العالمي للقدس الذي نادى به الهالك الخميني , وفيلق القدس الإيراني المصنف على قائمة الإرهاب أيضا يرفع شعار تحرير القدس , الغريب في الأمر أن كل ضحاياه كانوا من المسلمين السنة . في الماضي رفعوا شعار تحرير القدس يتم عن طريق بغداد , سقطت بغداد ولم يتم تحرير القدس , ثم رفعوا شعار تحرير القدس يتم عن طريق دمشق , سقطت دمشق فتم ذبح وتهجير المسلمين السنة على الطريقة العراقية . ورفعوا شعار تحرير القدس يبدأ من مكة المكرمة ولكن خابوا وخاب مسعاهم . والآن الحشد الشعبي الإرهابي في العراق عفوا الإيراني الهوى والولاء , يحشد قواته على الحدود الأردنية من أجل السماح له بدخول الأردن من أجل تحرير القدس والذي لن يتم إلا عن طريق عمان !! , طبعا بعد أن قام بإبادة الفلسطينيين في العراق . لقد سبق وأن حذر ملك الأردن من الهلال الشيعي (العراق , سوريا , لبنان) , وها هو يكاد أن يكتمل لو تمكن من احتلال الأردن , وبنفس الطريقة التي تمكن فيها الحوثيين من احتلال صنعاء دون إطلاق رصاصة واحدة . حتى الحوثي الآن يزايد على تحرير القدس ويلعن أمريكا واليهود وينام معهم في فراش واحد مثل أسيادهم في إيران . الغريب في الأمر أنه في المعتقد الشيعي فإن المسجد الأقصى في السماء وليس في الأرض (دين باطني خبيث) ؟! . وهذا ما بدأ يستشهد به بعض الحاخامات في إسرائيل , من اجل تبرير هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه . إيران لن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل , بل أن أدواتها في المنطقة سوف تقوم بالمهمة على أكمل وجه , ولا عزاء لكل الحمقى والمغفلين , إبران من خلال عملية طوفان الأقصى تحاول أن تحقق بعض المكاسب , سواء فيما يتعلق بملفها النووي أو رفع العقوبات عنها أو حتى تقاسم مناطق النفوذ من أجل إقامة إمبراطورية فارسية مجوسية طبعا على حساب الدول العربية . يوجد في إسرائيل حاليا حوالي (50) الف يهودي من أصول إيرانية , وهم يعتزون بأصولهم الفارسية , والبعض منهم تبوأ مناصب كبرى في الكيان الإسرائيلي , مثل الرئيس الإسرائيلي السابق "كاتساف" . وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا ورئيس حزب كاديما حاليا "موفاز" , ورئيس هيئة الأركان السابق "حالوتس" .. إلخ . نائب الرئيس الإيراني سابقا "أبطحي" قال : لولا إيران لما تمكنت أمريكا من احتلال كابل وبغداد ؟! ، يعني إيران هي بمثابة النسخة الحديثة عن الرافضي الخبيث "إبن العلقمي" عندما سهل للمغول احتلال عاصمة الخلافة العباسية بغداد وقتلوا مليون شخص . فالأدبيات الشيعية الصفوية تمجد هذا الخبيث كما تمجد عصابة الحشاشين . إيران تقف مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان المسلمة الشيعية ( ملالي إيران ) ؟! . للأسف فإن الدور العربي ليس له أي وجود أو تأثير باستثناء قطر (ملف الأسرى) . وهذا يتطلب من الدول العربية أن تلعب دورا أكبر في وقف العدوان من خلال اتخاذ مواقف أكثر استقلالية وموثوقية . حتى لا تنفرد إيران بالملف الفلسطيني وتجني ثماره لوحدها .