مع تزاحم النعم يطرُق أذهاننا هاجس كيف أحافظ على رشاقتي وعلى صحتي ؟ فيتسلّل إلى حياتنا تلك العادة الجميلة والأجمل أن تكون عباده بأن تنوي بها أن تقويك على الطاعة ، وهي الرياضة .
وكما لا يخفى على شريف علمكم وكثرة اطلاعاتكم ، ما للرياضة من فوائد كثيرة فهي : من طرق الوقاية من أمراض القلب والجلطات والسكري والبدانة ، وتحرك الدورة الدموية ، وتبعث بعد الله في الجسم النشاط والحيوية ، وتحارب الكسل ، وفيها استغلال للوقت بشكل ممتع ومفيد .
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :( ولحديث الرياضة وقصتي معها بقايا وبقايا ، ولولا أنّي تركت التمرين من نحو سبع سنين لمَا شخت ، فلقد كنت أتدرّب على الأثقال ، وعلى كيس الملاكمة ، وعلى السندو ، وعلى الدولاب الذي لم تخترع أداة رياضيّة أخف منه حملاً ، ولا أعظم فائدة للبطن ، ولا أسهل استعمالاً .
إنّي لا أزال "أعلم" الكثير عن التدريب ، وطرقه والحركات لكل عضو من الأعضاء ، ولكنّي "لا أعمل " بما أعلم ، فما فائدة العلم بلا عمل ؟أمّا قصتي مع السباحة فلها حديث آخر . وأنا أعترف الآن - مضطر متحسر - أنّي شخت وأنّي أنا الذي جعلت نفسي أشيخ .
فيا أيها الشباب عليكم بالرياضه فهي قوة والقوه زينة الرجال : قوة الجسم ، وقوة العقل ، وقوة الإيمان . وهي أوسع أبواب "التسامي " بالميول عن الغوص في حمأة الشهوات ، وهي أفضل ما يملأ الأوقات بعد أداء حق الله بالعبادة وحق العقل بالدراسة .
والرياضة إن خلت من المحرمات كانت أشرف ما يشتغل به الشباب).فتتعدّد الرياضات كلٌّ بحسب رغبته ، وهذه من الأشياء الجميلة في عالم الرياضة ، فهناك من يستمتع في رياضة السباحة وهي في نظري من أهم الرياضات لأنها تحرك جميع أعضاء الجسم تقريباً ، وتزيد من اللياقة ، بالإضافة إلى رياضة ألعاب الدفاع عن النفس بأنواعها.
ولكن كما يعلم الجميع بأن الرياضة الأولى في العالم هي كرة القدم ، لما يجدوا فيها من متعة ، وكذلك لأنها لعبة جماعية تقبل عدد كبير من اللاعبين ، وتستطيع أن تمارسها في أي مكان ، فهي لعبة جميلة وممتعة كرياضة.
ولكن الذي أزعجني بأن بعض الناس غيّر المعنى من كُرَة إلى كُرْه ،وهذه من خطوات الشيطان ، فتنتشر الكراهية والعداوة والحسد والغيبة والنميمة في مجتمعنا الإسلامي الذي يدعو إلى المحبة والمودة والتعاون على البر والتقوى.
أسأل الله أن يؤلّف بين القلوب وأن يجعلنا متحابين متوادّين متعاونين على البر والتقوى.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبد الله بن حامد الشهراني.