وزير صحة في دولة مجاورة صرح قائلا : ارتفاع نسبة الأمراض النفسية بسبب قراءة الأخبار السيئة ؟! , لا أعرف اذا كانت الحرب الروسية الأوكرانية , أو الانقلاب في مالي , أو غرق مركب يثير الحزن أو حتى مجرد التفكير لدى المواطن العربي ؟! , مجرد أخبار عابرة على الشريط الإخباري لا يلتفت إليها أحد , بل نجد أن لسان حال الجميع يقول : اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين . قد يمر الإنسان في مرحلة ما من حياته بحالة من القلق والخوف والحزن والرجاء واليأس والقنوط ..الخ . وسرعان ما تجد الأطباء النفسيين يصنفون ذلك تحت بند (الأمراض النفسية) , بل تجدهم وضعوا قائمة بالأمراض النفسية كي تشمل الجميع ؟! . وبالتالي لا غرابة أن تجد البعض منهم يطلقون التصريحات المستفزة وغير المسؤولة ، مثل قولهم ان ما نسبته 30% من سكان هذه الدولة أو تلك يعانون من الأمراض النفسية (التهريج) ؟! , الحقيقة يجب محاسبة أي طبيب نفسي يطلق هذا النوع من الاتهامات الباطلة والخطيرة . نعم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لها دور كبير في إصابة الإنسان بالقلق والاكتئاب والأرق والحزن .. , لكن أن يتم تصنيف ذلك بأنه نوع من الأمراض النفسية فهذا أمر لا يمكن القبول به . لقد مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من المحن والمصائب (عام الحزن) عفوا من المفترض ان تتغير التسمية إلى سنة الحزن لأن العام في اللغة يشير إلى الخير والسرور , والسنة إلى المحن والابتلاء .. إلح . لقد عانى المثير من الصحابة من المحن والتعذيب والتهجير ومصادرة أموالهم ونقص في الأنفس والثمرات , ومع ذلك لم نسمع أن أحدا من الصحابة كان يعاني من الأمراض النفسية . بل كانوا مثال في الصبر والاحتساب والثبات والأخلاق العالية والإيثار والتضحية ( الثقة بالله ) . أنا لا أحبذ الذهاب إلى من يطلق عليهم (أطباء نفسيين) , فمن كانت قدوته المعتوه (سيجموند فرويد) مؤسس علم التحليل النفسي لا يمكن أن يأتي بخير , والذي حاول أن يفسر كل شيء من منظور جنسي . الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفراي وصف فرويد بالخرف . فرويد يفسر رضاعة الطفل من ثدي أمه او عندما يلبي الإنسان نداء الطبيعة بأنه نوع من العملية الجنسية , يعني تفكير هذا (الفرويدي) لا يتجاوز حدود فرجه فقط ( تحت الحزام ) !! . علماء النفس الذين أسسوا علم النفس لم يستطيعوا معالجة المشاكل التي تعترض مجتمعاتهم الغارقة في الماديات . هناك حالات من الضعف قد يمر بها الإنسان , ولكن لا أعنقد أن الحل السحري يكون عند أطباء علم النفس بل بالعودة إلى الله . والعلاج يكمن بالرضا والقناعة بما كتب الله لنا , (وبشر الصابرين) , والمواظبة على الصلاة فهي التي تضبط إيقاع الإنسان في الحياة . وتلاوة القرآن الكريم (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) , وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك . وأن الرزق مقدر لصاحبه قبل أن يولد . الإنسان عندما يتعرض إلى الضعوط الحياتية بحاجة إلى جرعات روحانية وليس إلى دروس نظرية , ( ففروا إلى الله) وليس إلى أطباء علم النفس , والدليل على ذلك أن سكان الأرياف لا يتعرضون إلى الأمراض النفسية (الوهم) , لأنهم أكثر تدينا ويعيشون في أحضان الطبيعة بعيدا عن الضغوط . والتواصل والتكافل الاجتماعي فيما بينهم كبير جدا , وبالتالي لا يوجد بينهم ما يسمى اكتئاب أو قلق أو حتى أرق .