أقامت المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية لمجموعة العشرين (CORDAP) حفلاً كبيراً للتعريف بالدور الرائد والجهود المؤثرة للمملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعاب المرجانية حول العالم، وبالإطلاق الرسمي لمؤسسة المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية (مؤسسة CORDAP) التي تم إنشاؤها بموجب مرسوم ملكي بتاريخ 15/8/1444، الموافق 7/3/2023 لتسريع البحث والابتكار اللازمين لإنقاذ الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم كونها من الموارد الطبيعية المهددة التي يعتمد عليها نحو مليار شخص حول العالم في الحصول على الغذاء والدخل والدواء وحماية السواحل.
وشارك في هذا الحدث وفود وشخصيات سعودية بارزة من مختلف القطاعات الحكومية والصناعية والأكاديمية، وفي مقدمتهم سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود التي حلت ضيفة في حلقة نقاش بعنوان «صعود القيادة السعودية في حماية البيئة: جهود إنقاذ الشعاب المرجانية».
وألقى الأمين العام للأمانة السعودية لمجموعة العشرين المستشار في الديوان الملكي الدكتور فهد بن عبدالله تونسي، كلمة ترحيبية عكست مسارات تحول هذه المنصة من مبادرة اقترحتها المملكة إلى فكرة يتبناها قادة مجموعة العشرين في ظل الرئاسة السعودية التاريخية لمجموعة العشرين في عام 2020، التي كان من نتائجها إنشاء المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية. وأعقب ذلك كلمة ترحيب من رئيس لجنة حوكمة مبادرة (CORDAP) لمجموعة العشرين رئيس مؤسسة المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة في المملكة العربية السعودية الدكتور أسامة فقيها.
وتلا ذلك كلمة لرئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) البروفيسور توني تشان، أكد خلالها دعم الجامعة لمنصة (CORDAP) والجهود الكبيرة التي توليها قيادة المملكة في مجال أبحاث الشعاب المرجانية.
وتخلل الحفل مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم وخطاب نوايا لعدد من الجهات السعودية المشاركة، التي تهدف لدعم عمليات مؤسسة المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية وجهودها الرائدة، وهي: خطاب نوايا مع هيئة البحر الأحمر ممثلة بالرئيس التنفيذي بالإنابة محمد العسيري، مذكرة تفاهم مع صندوق البيئة ممثلاً بنائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية خالد الحبردي، مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للحياة الفطرية، ويمثله الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور محمد علي قربان، مذكرة تفاهم مع منصة «أيون كوليكتيف» ممثلة بالمؤسستين المشاركتين للمنصة الأميرة نورة بنت تركي آل سعود والأميرة مشاعل سعود الشعلان.
ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي لمنصة (CORDAP) الأستاذ المتميز في كاوست البروفيسور كارلوس دوارتي، أن «مستقبل محيطاتنا يعتمد على اتخاذنا الآني للإجراءات اللازمة للحد من خسارة ما بين 70 إلى 90 % من الشعاب المرجانية المتبقية خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 القادمة، وهو توقع يتجسد في الخسائر المرجانية الكارثية المستمرة في منطقة البحر الكاريبي المتضررة من موجة حر بحرية غير مسبوقة. إن وجود محيط دون شعاب مرجانية صحية أمر لا يمكن تصوره؛ لذا ينبغي أن يكون في مقدمة أولوياتنا تسريع الجيل القادم من العلوم والتقنية للمساعدة في الحفاظ على الشعاب المرجانية واستعادتها، مع عدم ادخار أي جهد لتخفيف الضغوط الواقعة عليها».
وستعمل مؤسسة المنصة العالمية لتسريع البحث والتطوير للشعاب المرجانية على تمكين المنصة من توسيع انتشارها العالمي وجهودها الكبيرة لطرح حلول البحث والتطوير للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، وفقًا للمبادئ التوجيهية والتشريعية التي وضعتها لجنة حوكمة المبادرة، وستوفر المؤسسة الموارد المالية لمساعدة المنصة على تحقيق أهدافها في استقطاب أفضل العقول على الصعيد العالمي والعمل معهم في تطوير العلوم والتقنيات المطلوبة لتأمين مستقبل الشعاب المرجانية.
ويشمل ذلك أيضًا تسهيل تلقي المنح أو الأوقاف أو أي دعم أو مساهمات أخرى من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، إضافة لتقديم الدعم المالي وصرف الأموال للأبحاث والمشاريع التي تعلن عنها اللجنة العلمية والاستشارية للمبادرة، وإنشاء فروع أو مكاتب داخل المملكة أو خارجها حسب الضرورة، وغيرها من المسؤوليات الأخرى.