قدم المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي (التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها «تواصل وتكامل»)، الذي تستضيفه مكة المكرمة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يومي 26 و27 من محرم 1445هـ، بمشاركة 150 عالماً ومفتياً من 85 دولة حول العالم، واختتمت فعالياته أمس، الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، على رعايتهما واهتمامهما بالمسلمين عامة، مثمنين ما تبذله قيادة المملكة من أعمال مباركة لخدمة الإسلام والمسلمين، وبناء جسور التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وتحقيق التكامل بينها، كما قدموا شكرهم لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتنظيمها هذا المؤتمر.
ونوهوا بالجهود المبذولة من إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز الوحدة الإسلامية، ونبذ التفرق والخلاف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
وتضمنت التوصيات ضرورة العناية بالفتوى وضبطها وفق نصوص الشريعة بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد وأخذ الفتوى من أهلها والحذر من الفتاوى الشاذة، وكذلك التأكيد على مسؤولية الإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الدعوي ومناهج التعليم من خلال تأهيل وتدريب الأئمة والخطباء وتكثيف البرامج في ذلك ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال، وضرورة الحفاظ على الأسرة وتحصين النشأ وتعزيز القيم والمبادئ بما يكفل حماية المجتمعات من موجات الإلحاد والانحلال من خلال برامج نوعية تستهدف الوقاية والمعالجة الصحيحة.
تعميق الشراكات بين المشيخات
أوصى المشاركون في المؤتمر برفع برقيتي شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين على الموافقة السامية على انعقاد هذا المؤتمر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ودعوا إلى مزيد من التواصل والتكامل وتعميق الشراكات في مجال الشؤون الإسلامية بين إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم بما يحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة بين المسلمين.
وأكدوا أن أول لبنة في بناء الوحدة الإسلامية هي التوحيد الذي دعا إليه الرسل جميعاًَ وأن الاعتصام بالكتاب والسنّة أصل الدين، وفيهما العصمة من الضلال والانحراف، مع ضرورة التمسك بهما وفق الفهم الصحيح للنجاة من الفتن.
استنكار لحرق المصحف الشريف
اشتملت التوصيات، على وجوب التصدي لمحاولات تشويه الإسلام وبيان حقيقته السمحة ورحمته وعدله وتحريمه للظلم والعدوان، وبيان انحراف مناهج وأفكار الجماعات المتطرفة ومدى جنايتها على الإسلام وأثرها في إذكاء الفتن والفرقة ونشر الفوضى واختلال الأمن في المجتمعات.
وتضمن البيان الختامي استنكار المؤتمر للأعمال البغيضة والمتكررة بشأن حرق نسخ من المصحف الشريف، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال الشنيعة تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية وتتناقض مع القيم الإنسانية المشتركة.
وأشاد البيان الختامي للمؤتمر بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية في التواصل والتكامل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم ونشر قيم الوسطية والاعتدال، إضافة إلى تطلع المشاركين في المؤتمر إلى انعقاده دورياً نظراً لأهمية موضوعه والحاجة إلى تنسيق الجهود في العمل الإسلامي المشترك.
يذكر أن تناول المؤتمر ــ الذي استمر لمدة يومين ــ سبعة محاور رئيسية، الأول: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الوحدة الإسلامية، والثاني: التواصل والتكامل بينها الواقع والمأمول، والمحور الثالث: جهودها في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، والرابع: الاعتصام بالكتاب والسنّة النبوية تأصيلاً وجهوداً، والخامس: الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنّة النبوية تأصيلاً وجهوداً، والسادس: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها في مكافحة التطرف والإرهاب، والمحور السابع والأخير: جهودها في حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال.
آل الشيخ: رعاية خادم الحرمين ودعمه كان سبباً في إنجاح المؤتمر
نوّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمؤتمر والعناية التي حظي بها من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان له تأثير كبير في مسار هذا المؤتمر وفي ما طرح فيه وكان له الأثر البالغ على جميع المشاركين. وقال إن عدد الشخصيات التي شاركت في المؤتمر بلغت ١٥٠ عالماً ينتمون لـ 85 دولة حول العالم، مشيراً إلى أن هذا الزخم من العلماء والمفكرين المشاركين سينتج عنه آراء وتوصيات سوف تخدم المسلمين في العالم. وأشار إلى أن المؤتمر يعالج بعض المشاكل التي تطفو على السطح في العالم الإسلامي، كما أن هناك إجماعاً على التعاون والتواصل والتقارب بين جميع المسلمين من خلال تبني القيم الإسلامية المعتدلة في الدعوة إلى الاعتدال والوسطية، ونبذ العنف وأسبابه وكذلك الإرهاب، وأيضاً التعاون والاستمرار على توعية الناس وتنبيههم وتحذيرهم مما يخل بعقيدتهم، وأهمية الأخذ بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وفق فهم السلف الصالح، والوقوف صفاً واحداً أمام التحديات خصوصاً الإلحاد والأمور الخارجة عن الفطرة والتي نراها الآن تُنشر في جميع الوسائل. وفي ختام حديثه، قدم الوزير آل الشيخ شكره وتقديره للعلماء والمفتين والمثقفين والمفكرين الذين شاركوا في هذا المؤتمر وأثروه بمشاركاتهم وآرائهم النيّرة.