الأضحية لا خلاف فيها بتاً ولا حدس فيه قطعاً والجمع بين بتاً وقطعاً يقينياً لا يتطرقه ظناً ، فالأضحية شعيرة من شعائر الإسلام . مشروعيتها تتجلى بالنص القطعي من القران الكريم ، والاحاديث النبوية المطهرة . ما طوته الآيات المدنية كتشريع للمجتمع المسلم الإسلامي ، وما تواتر من الاحاديث النبوية الصحاح والحسان ما أشتهر منها ، وشاع بالقبول بين العلماء ، وأهل العلم وطلابه مشهورها ومرفوعها . تفيد اليقين في مشروعية الأضحية من حيث الوجوب سنه مؤكده لها منزلة كبيرة في الإسلام . جاءت الآيات على ذلك ، وعظم مكانتها في الدين الإسلامي ، ومنزلتها في نفوس المسلمين . ورد عن أبن كثير في قوله تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) سورة الحج آية ٣٢ باعتبارها أوامر انزالها منزلت التنفيذ ، وينقل عن ابن قدامة في المغني إجماع المسلمون على مشروعية الأضحية ، وقال أبن حجر : لا خلاف في كونها من شرائع الدين ، والنووي الأضحية سنه موكده ينبغي المحافظة عليها ، ويوافقه الإمام الغزالي من الشعائر والسنن المؤكدة ، وعدد كثير من علماء الإسلام كأبن باز وأبن عثيمين والشنقيطي يرحمهم الله المعاصرين هذا العصر الذي نعيشه ، ومن سبقهم كالشوكاني ، وأبن مفلح ، وأبن دقيق العيد وغيرهم ، والأحاديث النبوية في مشروعية الأضحية كثيرة منها حديث انس بن مالك قال: ( ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين ، أقرنين . ذبحهما بيده ، وسمى وكبر ، ووضع رجله على صافحهما ) ومما نقل عن عبدالله بن عمر قال:( أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي) وعن البراء بن عازب ان النبي قال: ( .. من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب السنة ) ، وروي عن عقبة بن عامر قال ( قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة ) فقلت يارسول الله صارت لي جذعة ، قال : " ضح بها " مما سبق يستشف مشروعية الأضحية ، ففعل النبي عليه الصلاة والسلام ، وقوله سنه مؤكده الأتيان بها ، ومفسرة النسك ، وموضحة ما أبهم من آيات النسك ، فالحكمة من مشروعية الأضحية تقرب من الله ، وتوسيع المسلم على أخوانه الفقراء ، والمساكين عن السؤال يوم الزينة ، والطلب في العيد . باعتبارها احدى شعائر الإسلام . يتقرب بها المسلمين من ربهم من أول أيام العيد حتى نهاية أيام التشريق .
- الأضحية:
بتشديد الياء . سنه مؤكده بإتفاق جميع مذاهب السنة وجماعة الفقه ، فالشافعية والحنابلة والمالكية يرون أنها واجبة إجمالاً سوى بعض الروايات ، وممن قال بوجوبها شيخ الإسلام أبن تيمية يرحمه الله ، وروايتين عن أحمد ، وأحد القولين في مذهب المالكية . اما الاحناف يرون أنها واجبة وجوباً قطعياً ، ويرى الشيعة مستحبة بخلاف الزيدية ترى استحباب مؤكد لا وجوباً .
تعرف الأضحية لغةً ما يضحى بها أو مايذبح أيام عيد الأضحى بعد الركن الأساسي من الحج " الوقوف بعرفة " وجمعها الاضاحي . تعرف شرعاً (ذبح أنعام مخصوصة ،وفي وقت مخصوص ، وأشخاص مخصوصة . بنية التقرب لله ) وبهذا التعريف حصرها في بهيمة الأنعام وأخرج ماسواها من حيوان وطيور ، وزواحف وحيتان ، فلو ذبح فرساً أو زرافةً أو حماراً وحشياً أو نعامةً أو حوتاً مما يؤكل فلا يقبل منه إنما محصورة على بهيمة الأنعام أعلاها الإبل ، وأدناها الغنم ، وأوسطها البقر . وقت وجوبها يوم العيد العاشر من ذي الحجة بعد صلاة العيد ، وثلاثة أيام التشريق من بعد اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك . أشخاص مخصوصة المعصومين بالشهادتين ( لا إله إلا الله ، ومحمداً رسول الله ) طائفة المسلمين فلا تجوز من غيرهم . عدم الجواز غير المسلمين ان الدين عند الله الإسلام. لن يقبل من غير أهل الإسلام .
أصل ونشأة الأضحية:
المنظور الإسلامي ورد أصلها في القرآن الكريم ان إبراهيم عليه السلام رأى في المنام إنه يذبح أبنه إسماعيل عليه السلام ، ورؤيا الأنبياء حق يجب انفاذها والإذعان ، ووافق إسماعيل ، وحينما اضجع إبراهيم أبنه ، وتله للجبين ، ووضع السكين على حلقه ، فلم تقطع شيئاً ، وذكر أبن كثير سبب عدم قطع السكين الحلق جعل بينهما صفيحة من نحاس ونودي إبراهيم من الله ( ان يا إبراهيم # قد صدقت الرؤيا) الصافات:١٠٤-١٠٥ ، وافتدي من الذبح بكبش . اتفق على وصفه علماء الإسلام بأنه " كبش أبيض، أعين ، أقرن " أبصره إبراهيم في ثبير تحت ظل سمرة . ذبحه عن إسماعيل عليه السلام الجد الأعلى لرسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وينعت رسولنا أبن الذبيحين الأول إسماعيل عليه السلام الجد الأعلى والأخر الأب المباشر( عبدالله بن عبدالمطلب ) وفدي بمائة ناقة من الإبل فالأب الأعلى افتدي بكبش من الجنة ، والأب الأدنى بمائة ناقة من الإبل . سبحان الله التوافق بالفدي عن أبني إبراهيم عليه السلام الأعلى والأدنى " إسماعيل وعبدالله " .
وأورد القرطبي ان هذا البتلاء لإبراهيم وأبنه إسماعيل عليهما السلام نزلت في سورة البقرة قوله تعالى( وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) ابة/ ١٢٤ . أمتحان واختبار في ذبح أبنه، ومن هذا الكبش الذي أنزل على إبراهيم من الجنة ليذبحه شرع ذبح الأضاحي في يوم عيد الأضحى المبارك العيد الأكبر .
ورواية أخرى إن إبراهيم وأبيه أزر وأبن اخيه لوط بن هارون بن تارح ( أزر) حينما خرجوا من بأبل بلاد الرافدين لبلاد الشام المقدس شاهدوا في المقدس واقعة في المعبد رجلاً أحضر ابنه مكتوفاً وقربه لصنم يعبده تقرباً وقربًا اليه فقال أزر لأبنه إبراهيم :( يا إبراهيم تقرب لإلهك أحد أبناءك ) ماكان جواب إبراهيم عليه السلام لأبيه ( ان هذا لظلم عظيم في حق الصبي من أبيه) .
شروط الأضحية:
للأضحية شروط محددة يجب ان تتوفر في الأضحية " تكون من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم ، وسن معين الإبل خمس سنوات ، والبقر سنتين والغنم الضان سته شهور والماعز سنة ، وتكون خالية من العيوب التي اشترطها الفقهاء في الأضحية ، وملكاً للمضحي ، ولا يتعلق بها حق الغير ، ويضحي بها في الوقت المحدد ، والنية ، وغيرها تكون الأضحية غير مجزئة ، والحنابلة والشافعية تشترط التصدق ببعض لحمها نيء .
وملخص ماسلف :
١- الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام سنة الخليلين أبينا إبراهيم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام .
٢- الأضحية سنه مؤكده عند جمهور العلماء . بخلاف الشيعة ومستحبة عند الزيدية . الأحناف واجبة على القادر الموسر ، وهو أختيار شيخ الإسلام أبن تيمية يرحمه الله ، ومحمد بن الحسن سنه غير مرخص بتركها ، وعلى هذا القول تكون قريبة من الوجوب ، واجبة على المسلم القادر قول قوي ، وآحد الأقوال القوية بين علماء وائمة الإسلام .
٣- ذبح الأضحية في المنزل وأمام الأسرة هو الأولى والأكد حتى تظهر الشعيرة ويعلم بها وهذا من السنة ، وأعطى قيمة الأضحية لمؤسسات لذبحها خلاف السنة ، ومخالفة مقاصد الأضحية والسنة .
٤- للمضحي ان يختار الأضحية حسنة سمينة ، مصداق لقوله تعالى( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وجاء عن ابن عباس رضى الله عنهما تعظيم شعائر الله استحسانها واستسمانها .
المصادر :
- تفسير أبن كثير.
- القرطبي تفسير الجامع .
- المغني لأبن قدامة المقدسي .
- مجموع فتاوي لأبن تيمية شيخ الإسلام.
- الماوردي :الحاوي الكبير .
ياسادة هذا ملخص الأضحية نسأل الله لكم ولنا القبول وتقبل الله من الجميع أضحياتهم.
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة -54-
04/07/2023 2:50 م
خالد بن حسن الرويس
0
401147
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3558251/