- سته على سته ٥٣ -
تواترت أخبار سقوط الأمطار على عموم نواحي المملكة ومراكزها لاسيما منطقة مكةالمكرمة النصيب الأوفر ، وبالأخص بين كشب ومدركة ونواحيها بغزارة ، ومتكررة الهطول تجنب جنوباً إلى ذات عرق ميقات أهل نجد والعراق ، وتشمل شمالاً صوب رهاط والقصير والطراة بين لابتيها حماة والقاع .
تبادل أطراف الحديث أربعة أشخاص . ولدوا ونشأوا في حي واحد ، ودرسوا في مدرسة واحدة بمركز جعرانه مراحل التعليم العام ، وتفرقوا بين الجامعات ، والكليات المدنية والعسكرية ، وتخرجوا منها ، وألتحقوا بالأعمال الحكومية المدنية والعسكرية بعد تخرجهم ، وبينما يدور الحديث بينهم استقر الرأي بعد النقاش والحوار على جولة لتلك النواحي والمراكز الممطورة . أثمرت بتأكيد العزم برحلة برية نحو هذه النواحي المشار إليها انفاً ، والوارد ذكرها أدناها .
الأربعة الأشخاص اتفقوا أحدهم أمير الرحلة ، والأخر أمين القطة والأنفاق أثناء الرحلة ، وبرفقتهم قهوجي وطباخ " تلك ستة كاملة "، وكامل العزبة في ونبت غمارتين نوع نيسان .
أنطلقت الرحلة في شتاء هذا العام ١٤٤٤ هجرياً صباح يوم الاربعاء الموافق ٢٥ رجب في رحلة بعد سقوط الأمطار ، وسماع تناقل اخبارها ، وتزايد تعشب الأرض ، واكتساء اديمها بالعشب وأزهارها ، والفرصة سانحة لهم - إذا هبت رياحك فغتنمها ، وإذا درت نياقك فحتلبها - استمتعوا في رحلتهم بالمناظر الخلابة على الطبيعة في مناكب تلك النواحي ما كف المهد شمالاً ، والطائف جنوباً ، وشفاء نجد " المحازة وكشب " شرقاً ، والواديين " مدركة ورهاط " غرباً ، أديم الأرض يكسوها اخضرار العشب وتزهو بأزهار الربيع ، والاقحوان والبسباس والنفل ، والجبال والحرات يغطيها النصي كأنها زمردة خضراء تلفت الأنظار بحسن جمالها ، والإبل زرفات في كل ناحية غاطسه في العشب ، واثنا السير على الطرق العامة ، ودخول بعض أسواق النواحي والمراكز وضواحيها ، ومشاهدة سلوك البيع والمناشط الاجتماعية ، وجوانب من العمران ، وترامي أطرافه ، والشقق الفندقية ، والمساجد وجوامعها ونظافتها ، ومباني المنشاءات الحكومية المتعدده بروزها أول ما تطالعها اثناء دخول النواحي والمراكز .
تبادل الرفاق الأربعة داخل المركبة أطراف الحديث على هذه النعمة ، ومشاهداتهم على الطبيعة ، وجهود دولتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين في التنمية الاقتصادية ، ودعم النهضة العمرانية ، والمناشط الاجتماعية ، والمراكز الأمنية المنتشرة في كل النواحي والهجر ، وانتشار الدوريات الأمنية داخل النطاق العمراني والكتل السكانية ، وبين التقاطعات ودورات الكتل السكانية ، وأطراف النواحي ، وقد أحسنت البلديات بالمجسمات الجمالية ، والأرصفة والإنارة ، والحدائق والميادين العامة ، والمسطحات الخضراء ، ومسارات ممشى هوايات رياضة المشي ، وكذلك أمن الطرق على الطرق العامة ، والرئيسية والفرعية ، وبين النواحي ، وما تؤديه من خدمة المسافرين المتعطله مركباتهم ، والمنقطع عنها الوقود . جهود وإنفاق الدولة المستمر على المرافق الخدمية المنظوره ، وغير المنظوره . تحكي عن سمو الإنجاز السعودي في كافة المجالات ، والقطاعات المجتمعية ، وتنمية المكان ، وبناء الإنسان من جميع الجوانب الاجتماعية والفكرية والجسمية والوجدانية ، وتعزيز القدرات ، والمهارات الحركية ، وقد أحدثت فروع الجامعات بتلك المراكز والنواحي نقلت نوعية في الجوانب الفكرية والحس الثقافي حراكاً في رفع مستوى الثقافة ، والفكر واللغة ، وحسن الحوار بين الأفراد وبين الأفراد والمؤسسات المجتمعية المختلفة ، والمتنوعة الرسمية ، وغير الرسمية ، والجمعيات الإنسانية غير الربحية ، وبداء الحس الوعي يتنامى شيئاً
فشيئاً ، وقد لاحظوه في سلوك إنسان تلك المراكز والنواحي ، وفي كل جوانب المجتمع أطرافاً وقلباً ، ومعالم الفكر والثقافة قالب واحد ، وتقارب اللهجات وتيرة واحدة ، واتحاد الزي ، والمباني ووسائل النقل ، ولا حدس ماقامت به الدولة من جهود جبارة نحو هذه النواحي والمراكز تشكر عليها ، واثناء الانكاف يشاهدون من بعيد خيمة منصوبه ، وقريباً منها قطيع من الغنم طاش له ركون هنا وهناك ، فهزعوا إليها ، فإذا بمسن جالس في ظل الخيمة من الجهة الغربية في إشراقية الصباح ، وعلى بساط أصفر ، وبجواره وعاء" سحلة ماء " وبالقرب منه طوفرية بها دلة ، ومجموعة فناجيل قهوة ، وأبيلات شاي ، وترمسين حافظة .
ألقي السلام عليه ورد هذا المسن بأحسن منها ، وادركوا من رد التحية لديه أثرة من العلم ، وتثاقل في النهوض لكبر سنه وطلبوا منه ان لا يقوم للنهوض احتراماً لكبر سنه ، وتقديراً لعمره ، وكاد ان لا يأخذهم البساط المفروش، ولم يلبثوا قليلاً حتى جاء فتى غض العمر صغير السن ريان البدن بين الثلاثةعشر والرابعةعشر من العمر مسرعاً بمركبة داتسن غمارتين فبادر بالتسليم على خشم ورأس ويد الطاعن ، ويبادره بالقول: كيف حالك ياجد ثم ألقى السلام عليهم ودخل الخيمة وأحضر بساطاً اخر وثلاثة من المراكي ونثرها بينهم وأخذ الطوفرية ومابها وماعون الماء ، فذكروا على عجل من الأمر فقال الغلام: ليس بهواءكم بعد ان وقفتم ، وجلستم عند جدي ، وبحلتنا ؟ بعد القهوة يتيسر كل أمر ، ودخل الخيمة ولم يلبث إلا قليلاً ، فأحضر القهوة وقدحين " وعائين " مملؤه بتمر أشعل اللون يسر الناظرين ، وأخرين صغيرين فيهما سمن يقول: هذا سمن بري ضان من حلالنا ، وتعجبوا من سرعة قهوته ، وخفته على ان لا يلبثوا إلا قليلاً وأردوا مداعبة المسن ، فاذا بسيارة أخرى طرفت جانباً غير بعيد ، وأنزل منها خروفاً أسوداً ماعدا الرأس والأقدام أبيض لونها . تسمع طرابه ثم وجهه للقبلة فصرخوا عليه على عجل من أمرنا ، ونهض أثنين ركضاً إليه من أجل منعه ، فسابقهم بشفرته ذكاةً الخروف والأخرين سمعون المسن يقول: ليس بهواكم ؟ جلستم بإذن ولا تنصرفوا إلا بإذن بعد كرامتكم ، وحق الضيافة ، فأنتم ضيوف والقاعدة المتعارف عليها عرفاً " الضيف بحكم المعزب " والعادة محكمة ، فلا تكسروا ماتعارف عليه مجتمعنا من عرف ، والعرف محكم ، وسلموا بالأمر الواقع ، ولا تسمع من المسن إلا كثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والحوقلة والحمد . بادروه بالسؤال عن الأحوال يقول: الحمدلله خير أمطار وسيول ، وانعام تترع ، وأمن وأمان ، ويستأنف الاستغفار والتسبيح ، والتهليل والحوقلة ، ويكثر من الحمد ، وكل ما سئل يكثر من الحمد ، وعاد للاستغفار والتسبيح والتهليل والحوقلة ، فأدركوا فيما بينهم المسن متمسك بهذا الذكر ، والفتيان يدبران الغداء ، فالأربعة خدموا أنفسهم بصب القهوة ويغمسوا فذات التمر بالسمن بينما يمتنع المسن من القهوة ويقول : السن يمنع التناول مزيد من التمر والقهوة والشاي وبسواله عن العمر ؟ ضحك متبسماً ثم قال: قدروا ، فتلافت بعضهم على بعض فقالوا: في بحر السبعين ، فتبسم قائلاً : بل تجاوزت التسعين من العمر ، والحمدلله ثم جاء الفتى الأول يفك أحد أروقة الخيمة الشرقية كاملة وبقى من الشمالية والجنوبية بعض الأروقة بمسافة أقل من مترين ، وأستأذنهم بالدخول الخيمة لإن الظل قصر . ثم دخلوا والمسن سوياً داخل الخيمة في ظلها ، والهواء يطرقهم ويحتسوا من القهوة ويغمسوا بعضاً من التميرات في السمن ثم يتبعوها حساءً من القهوة ، وأطراف الحديث يدور ويتنقل بينهم والمسن يردد الاستغفار ويكثر من التهليل ، والحوقلة ثم طرحوا سؤالاً ياوالد اين تعلمت هذا الذكر ؟ قال: من مشايخ الغطغط ومازلت مواظباً ، ومداوماً عليه أسال الله ان يختم حياتي بخاتمة طيبة تحول بيني وبين العذاب يوم أجساد العباد لا تقواه ثم طرح المسن عدة اسئلة قال: ما أعظم سورة في القران وآية ؟ فأجبوا سورة الفاتحة وآية الكرسي فقال : أحب وارجاء وأخوف في اي سورة ؟ فاخذوا يتنقلوا في آيات الفاتحة فلم يهتدوا للإجابة فقال: أحب آية ( الحمدلله رب العالمين ) مجامع المحامد والثناء على الله ، ومعالق الشكر بالله ، والاعتراف بمحبته وربوبيته .
- الرجاء آية ( الرحمن الرحيم )
- الخوف آية ( مالك يوم الدين )
وذهلوا مما قال إعجاباً ، وشكراً على هذه المعلومة ثم استطرق المسن قليلاً أو أنقص منه قليلاً متسائلاً عن فضائل الذكر ؟ فقالوا زدنا مما عندك زادك الله علماً وفقهاً ، فتبسم مستهل الوجه وأخذ يعدد فضائل الذكر بقوله:
أولاً: " لاحول ولا قوةً إلا بالله " معدودة الكلمات عظيمة المعنى . لا يستشعر عظيم أثرها إلا من واظب لسانه على تكرارها وقلبه على معناها موقناً بها . من أدام الحوقلة دامت له المعونة .
ثانياً: من راى فتوراً أو كسل في عبادته يكثر من " الحوقلة " ما نقل لنا مشايخنا بالغطغط عن ابن مسعود رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم انه قال: من معاني الحوقلة " لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته " . يا الله لا حول ولا قوة لنا إلا بك .
ثالثاً : ينقل عن أحد الصالحين انه يقول: " منذ ان لزمت الحوقلة ، وكل الأمور المعقدة حلت ، فالعسر أصبح يسراً ، والهم أصبح فرجاً ، والحزن تبدل حبوراً "
رابعاً: الزم الحوقلة مستشعراً افتقارك لله تعالى ، وضعفك وحاجتك إلى معونته وتوفيقه وتسديده لا حدس سترون من الأمر العجب العجاب .
خامساً: من ادمن على الحوقلة وتكرارها . فانه يربي قلبه بالتوكل على الله ، والتبرؤ من الحول والقوة ، ومن كان كذلك ، فلن يخذل . لو يعلم صاحب الحاجة ما في هذه الحوقلة من العون والتوفيق والسداد ما جف لسانه قط منها .
سادساً: الحوقلة رافعة نافعة ، وكنز من كنوز الجنة من لزمها سيجبر الله كسره ، وسيجد اختلافاً كثيراً .
"لا حولَ ولا قوَّة إلّا بالله"
قليلةُ المبنى .. عظيمة المعنى،
ولا يستشعر عظيم أثرها إلا مَن تواطأ لسانه على لفظها ، وقلبهُ على معناها .. موقنًا بها،،،
فمن أدامَ الحَوقلة دامت له المعونة.
سابعاً: أستغفر الله تجلب الرزق والأولاد والثمار ولا تقل عنها الحمدلله ثناء على الله المنعم .
ثامناً: سبحان الله ولا اله الا الله والله أكبر تعظيم وتوحيد لله .
هذه فوائد الذكر .
ياسادة هذا المعمر حفظ الذكر في صغره من مشائخ الفطرة " أخوان من طاع الله " فكأن أثرها عليه في كبره ، وحسن فهمه لمعانيها .
بعد الطعام وصلاة الظهر والعصر قصراً بجمع صلاة العصر مع الظهر جمع تقديم . الثناء والشكر لحسن الضيافة ، وكمال الرفادة ، وحسن الاستقبال ، وخطف أذهانهم بجميل قوله ، وحسن طرحه .
انصرفوا إياباً لمنازلهم بمكةالمكرمة ، وقد استمتعوا برحلة برية في ربوع ومناكب ثلاث مناطق أقصى الغرب لمنطقة الرياض ، وأقصى الشمال لمنطقة مكةالمكرمة ، وأقصى الجنوب لمنطقة المدينة المنوره بين ثلاث عواصم العاصمة السياسية أو الزمنية ، والعاصمة المقدسة أو الروحية أو الدينية ، والعاصمة الإسلامية أو العلمية "مدرسة الحديث والاثر والفقه ".
دام عزك ياوطن ودامت رموزك .
بقلم/خالد بن حسن الرويس
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة {٥٣}
24/06/2023 12:30 م
خالد بن حسن الرويس
0
394878
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3556955/