بعد سنوات طويلة من الانتظار، دخلت شركة آبل عالم “النظارات الذكية” من بابه العريض مطلقة العنان من خلال نظارة الواقع المختلط Vision Pro لثورة جديدة في هذه الصناعة.
ورغم أن آبل ليست الشركة الأولى التي تدخل هذا المجال، فإن السوق تنتظر هذه الخطوة منذ وقت طويل، من قبل الشركة الأميركية، حيث سيكون لهذا الجهاز تأثير كبير لناحية رفع المبيعات، وتشجيع شركات أخرى على دخول هذا المجال والمنافسة فيه، وهذا ما سيؤدي إلى تطور هذه الصناعة بسرعة، حيث يُنظر إلى المنافسة على أنّها قوّة دفع إيجابية، تساعد الشركات على تحقيق إنتاجية أعلى، من تلك التي يتم تحقيقها عند العمل في بيئات غير تنافسية.
وبحسب الوصف الذي أدهشت به آبل خبراء التقنية، تتمتع Vision Pro بقدرات تقنية هائلة لم يسبق لها مثيل، إذ أن إنتاجها أتى نتيجة عقود من الخبرة، أمضتها الشركة في تصميم الأجهزة عالية الأداء، والأجهزة المحمولة القابلة للارتداء، مشددة على أن Vision Pro هي أكثر منتجات آبل ابتكارا على الإطلاق.
دمج المشاهد الحقيقية بالافتراضية، وإظهارها بـ 12 ميلي ثانية
وVision Pro هي نظارة للواقع المختلط MR، وهي قادرة على دمج العالم الافتراضي بالعالم الحقيقي، وقد تم تزويدها بـ 12 كاميرا، مهمتها تصوير – وبشكل ثلاثي الأبعاد – ما يحصل حول المستخدم، عند ارتدائه للنظارة، ليتم نقل هذه المشاهد إلى شريحة المعالج التي تحتويها النظارة، والتي تساعد في مهمة دمج المشاهد الحقيقية بالمشاهد الافتراضية، وإظهارها أمام أعين المستخدم في غضون 12 ميلي ثانية من وقت حدوثها الفعلي، أي أن مزج Vision Pro للعالم الحقيقي بالعالم الافتراضي، يتم في وقت قياسي وخالٍ من التأخير تقريباً.
شريحة مزدوجة أسرع 8 مرات من رمشة العين
ويقول المحلل والكاتب التقني ألان القارح، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن قدرة Vision Pro على دمج المشاهد الحقيقية، بالعناصر الافتراضية بسرعة قياسية، يعود إلى امتلاكها شريحة مزدوجة فريدة من نوعها، تتألف من شريحة M2 وشريحة R1، إذ أن وجود هذا الثنائي من الشرائح، يتيح للنظارة إظهار المشاهد المركبة أمام أعين المستخدمين خلال 12 ميلي ثانية، أي أسرع بـ 8 مرات من رمشة العين، مشيراً إلى أن النظارة تمتلك 12 كاميرا وخمسة أجهزة استشعار وستة ميكروفونات، لضمان ظهور المحتوى على شاشاتها الداخلية في الوقت الفعلي، ما يعد إنجازاً لآبل في حال أظهرت تجربة الاستخدام ذلك فعلاً.
دور شريحة M2
وبحسب القارح فإن دور شريحة M2 التي تم الكشف عنها في يونيو 2022، يرتبط بتشغيل نظام Vision Pro والتطبيقات التي تحتويها، لافتاً إلى أنها شريحة من صنع آبل تم تصميمها وفقاً لتقنية 5 نانوميترات، وهي تضم 20 مليار ترانزستور ووحدة معالجة مركزية، ووحدة معالجة غرافيك، إضافة إلى محرك عصبي يستطيع معالجة ما يصل إلى 15.8 تريليون عملية في الثانية، حيث يمكن لـ M2 أن تقدم أداءً يتطابق مع أقوى أداء لشرائح أجهزة الكومبيوتر، مع قدرتها على تشغيل مسارات فيديو متعددة بوضوح 4k و8k.
شريحة R1 القلب المشغِّل
أما بخصوص الشريحة الثانية وهي شريحة R1 فيقول القارح، إنها القلب المُشغّل لـ Vision Pro، وقد تم تصميمها بعناية بهدف جعل النظارة توفر تجربة “واقع معزز AR” ذات سلاسة وسرعة استجابة، فـ R1 تعالج المشاهد الواردة إليها من الكاميرات الـ 12، بسرعة عالية، لتغمسها بكفاءة مع ما تقدمه تطبيقات الواقع المعزز المتوفرة على النظارة، لتكون النتيجة الظاهرة أمام أعين المستخدمين، شبيهة بأفلام الخيال العلمي.
الانغماس بأعلى درجات الواقع المعزز والافتراضي
ويضيف القارح أن شريحة R1 جديدة تماماً وهي من إنتاج آبل، ومسؤولة عن جمع وتحليل وإدارة البيانات التي تلتقطها المستشعرات والكاميرات والميكروفونات في النظارة، وبالتالي فإنه وعند دمج R1 مع شريحة M2، فإنها تتحول إلى شريحة ثنائية متكاملة، من حيث عناصر القوة التي تجعل المستخدمين منغمسين بأعلى درجة ممكنة، في العالم المعزز والافتراضي، مشدداً على أن هذه الشريحة الثنائية، هي سبب أساسي في ارتفاع سعر Vision Pro ووصوله إلى 3500 دولار، وذلك كنتيجة مباشرة للتقنية المعقدة والتصميم الإبداعي، الذي استخدم في إنشاء شريحة R1 تحديداً.
وجدد القارح تأكيده على أن مسار صناعة النظارات الذكية سيختلف كثيراً بعد ظهور نظارة Vision Pro للواقع المختلط من آبل.