أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل خطبته الأولى بحمد الله وشكره وقوله: أعظمَ العباداتِ العمليةِ، التي تُغذِّي المطالِبَ الروحيةَ، وتُحقِّقُ الحوائجَ الفطريةَ: هي عبادةُ الصلاةِ لربِّ البريَّة، ولذلك كانتْ عمُودَ الدِّين، وصِلةَ العبدِ بربِّ العالمين، وقُربةَ جميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ.
فالصلاةُ سَلوةُ الـمُخبتين، وخَلوةُ الـمُتقين، وطُمأنينةُ المُؤمنين، وقرَّةُ عُيونِ المُحبِّين، ولذَّةُ أرواحِ المُوحِّدين، وبُستانُ العَابِدين، ولذَّةُ نفوسِ الخاشِعين، ومَحكُّ أحوالِ الصادقِين، وميزانُ أحوالِ العَامِلين، وهي رحمةُ اللهِ المهداةُ إلى عبادِهِ المؤمنين، قالَ ربُّ العَالمين: (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ).
وأضاف: الصلاةُ لها في الإسلامِ منزلةٌ عظيمةٌ، ومَكانةٌ رفيعةٌ: فلقدْ فَرَضَهَا اللهُ مِنْ غيرِ واسطةٍ في ليلةِ الإسراءِ والمعراجِ، مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ، فهي أفضلُ الأعمالِ بعدَ الشهادتين، وهي عمادُ الدِّين، وأكثرُ الفرائضِ ذكراً في كتابِ اللهِ الـمُبينِ، وآخرُ وصيةٍ أوصىَ بها أمتَهُ خاتَمُ النَّبيين، وأولُ مَا يُحاسبُ عليهِ العبدُ مِنْ حُقوقِ ربِّ العَالمين، ومِنْ أعظمِ أسبابِ مرافقةِ النبي صلى الله عليه وسلم في الجنةِ يومَ الدِّين.
أن للهِ في كلِّ جَارحةٍ مِنْ جَوارحِ العبدِ عبوديةً تخصُّها، وطاعةً مطلوبةً مِنْها، خُلِقتْ وهُيئتْ لأجلِها، والصلاةُ وُضعتْ لاستعمالِ الجوارحِ جميعِهَا، في عبوديةِ خالقِها، فلكلِّ عبوديةٍ في الصلاةِ سرٌّ وتأثيرٌ وعبوديةٌ لا تحصلُ منْ غيرِها، فمَنِ استعملَ تلك الجوارحَ فيما خُلقتْ لهُ، فهو السعيدُ الذي ربحتْ تجارتُه، وحُطَّت خطيئتُه، ورُفِعتْ درجتُه؛ لأنه عرفَ طريقَ النجاةِ، فوقفَ على قدَمِ الأدَبِ في المناجاةِ، فنالَ من ربِّه ما رَجَاهُ، فله عندهُ أعظم قدْرٍ وجَاه.
وقال: بالصلاة تتمُّ الصلةُ الحقيقيةُ بين العبدِ وربِّه، فترتقي الروحُ إلى مَدارج عاليةٍ منَ التقوى والطمأنينةِ، والسكينةِ والخشوعِ، فتُؤتي في النفسِ أُكُلها، وتُثمرُ في العبدِ آثارها، وبذلك يحصلُ للعبد الفلاحُ، الذي وعدَ اللهُ بهِ أهل الإيمان والصلاح، حيثُ قال الله: (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ – ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُون)، وهذه مقاماتٌ منَ الإيمانِ عاليةٌ، وسموٌّ عن دَرَكاتِ الدنيا الفانيةِ، لا يُرتقى إليها إلا بمراكبِ الخشوعِ والاصطبارِ عليها، قال تعالى (وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ).
وفي الخطبة الثانية تحدث فضيلته بقوله: المقْصُودَ بِالصَّلاةِ إِنَّمَا هو تَعْظِيمُ المعْبُودِ، فهي تعظيمٌ لله منْ مُبتداها إلى مُنتهاهَا، وتَعْظِيمُهُ لا يَكُونُ إِلا بِحُضُورِ الْقَلْبِ في الطاعةِ، فتنتفي بذلكَ الوساوسُ والأفكارُ الرديئةُ، وهذا روحُ الصلاةِ ولبُّها، فإذا حصلَ للقلبِ روحُ الأُنسِ زالتْ عنه تلك التكاليفُ والمشاقُّ فصارتِ الصلاةُ قرةَ عينٍ لهُ، وقوةً ولذةً وسعادةً، ولذلكَ قالَ النبي: “وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلَاةِ” وقرةُ العينِ: أنْ تؤدِّيَها وقلبُك منشرحٌ مطمئنٌ بها، وعيناك قريرتَان، تفرحُ إذا كنتَ مُتلبساً بها، وتنتظرُها إذا أقبلَ وقتُهَا مشتاقًا لها، ولما كانتِ الصلاةُ راحةً للقلبِ منَ التعبِ والنَّصبِ قالَ : “يَا بِلَالُ، أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ”
وأشار بقوله: من معاني الصلاة الجليلة وغاياتها العظيمة: إقامة صلاة الجماعة، وفي ذلك ترسيخٌ لمفهوم اجتماع الكلمة وائتلاف صفوف المسلمين حتى يكونوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسَّهر، وما زالت الأمة تتنفس بهذه الروح، وفي مواقف المملكة النبيلة مع المسلمين من ذلك شروح.
- هل تعاني من القولون العصبي؟ إليك الطريقة لتخفيف الأعراض
- “22 ألف مخالف” و23 متستراً ارتكبوا الجريمة المُخلة بالشرف.. أرقامٌ جديدة تعلنها “الداخلية”
- أمانة منطقة القصيم تشارك في مؤتمر العمل البلدي الخليجي الثاني عشر بمدينة الرياض
- “البيئة” تصدر أول ترخيص تشغيلي لمشروع “زراعي تجاري” الأول من نوعه في الشرق الأوسط
- في يومهم العالمي.. وزير التعليم للمعلمين والمعلمات: دمتم عطاء وطن وضياء لمستقبل أخضر
- بداية من الغد.. 15 ريالاً على شحنات الأفراد الواردة من المتاجر الإلكترونية بالخارج
- وزارة الصحة: 4 نصائح لتوجيه الأطفال لممارسة النشاط البدني
- اليوم العالمي للمُعلم.. احتفاءٌ بإنجازات المُعلمين وتعزيزٌ لأهمية التعليم
- “التجارة”: تسجيل أنشطة متعددة في سجل تجاري واحد دون اشتراط التجانس
- إتاحة تخصيص عقارات الدولة لأكثر من جهة حكومية
- «الأرصاد» عن طقس السبت: فرصة لهطول أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- “يوتيوب” تمنح “شورتس” مزايا جديدة.. أهمها زيادة مدتها
- بلدية العمار تُنفذ أكثر من 2100 جولة رقابية لتعزيز الالتزام بالمعايير الصحية والبلدية
- خطيب المسجد النبوي: إخلاص الموظف وابتعاده عن الفساد يبني الوطن ويحقق جودة الحياة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ د. بندر بليلة: أحسنوا الظن والنية لتنالوا الألفة الصادقة
محليات > إمام المسجد الحرام: الصلاة عماد الدِّين وصِلةَ العبدِ بربِّ العالمين فهي خَلوةُ الـمُتقين وطُمأنينةُ المُؤمنين
12/05/2023 1:59 م
إمام المسجد الحرام: الصلاة عماد الدِّين وصِلةَ العبدِ بربِّ العالمين فهي خَلوةُ الـمُتقين وطُمأنينةُ المُؤمنين
مكة المكرمة - ياسر الجعيد :
مكة المكرمة - ياسر الجعيد :
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/3551065/