في عام ١٣٩٩ هجرياً معلم بأحد مدارس روما الإيطالية في الصفوف النهاية من المرحلة المتوسطة ( الإعدادية ) . يدرس طلاب في أحد الصفوف النهائية . أنزعج المعلم من تصرفات أحد الطلاب يدعى " جورج ملر " ، واستدعى المعلم والد الطالب " جورج " للمدرسة لمناقشة وضع أبنه.
قال لوالد الطالب : أريدك أن تفهم بأن أبنك جورج يحتاج ( لدواء لمن يعانون من صعوبة التركيز ، وفرط الحركة) يسمى { رتيتالين } .
معللاً انه يزعج خلال الدرس ، ويشوش على زملاءه ، ومجرى الدرس كثيراً ، وهو لا يتعلم!
وافق الأب على اقتراح المعلم ، لكن الطالب قال لأبيه: إنه يخجل من تناول الدواء أمام أعين زملاءه طلاب صفه .
أقترح المعلم بأن يتوجه لغرفة المعلمين ليتناول {حبة الدواء} ، ويحضر القهوة ، ويعود للصف.
وافق الطالب ، وجرت الأمور كما هو متفق عليها ، وانصرم شهر من الزمن .
استدعى المعلم الأب مرة أخرى ، ومدح تصرفات أبنه الطالب وذكر مدى تحسن سلوكه ، وهدوءه ، وتعلمه.
فعلاً كان الأب مسروراً لسماع هذا الخبر السار عن أبنه من قبل المعلم ، توجه لأبنه مبتسماً ، وقال له: من الجميل أنك تتعلم الآن أفضل من ذي قبل، حدثني عن التغيير الذي مررت به ، والنجاح الذي قمت به.
قال الأبن لأبيه: الأمر يا أبي بغاية البساطة ، فقد كنت أتوجه لغرفة المعلمين، أحضر القهوة للمعلم ، وأضع " حبة الدواء " في قهوته.. هكذا أصبح المعلم أكثر هدوءً واستطاع أن يعلم بشكل جيد كما يجب ..
يا سادة كم مسؤول ومعلم يحتاجون هذه الحبة ؟ وهل يجب ان نعطي بعض المعلمين التي تصدر من بعضهم بعض التصرفات كتصرفات هذا المعلم الإيطالي ؟ من أجل تحسين جودة العملية التربوية " جودة مخرجات التعليم "
ما نستشفه من هذه الواقعة يجب أن نراجع حساباتنا فربما نتهم الآخرين ، والخلل فينا ، وليس فيهم ، فلنتفقد عيوبنا قبل بعيوب الأخرين ، ولا يكون همنا عيوب الناس !!! فكم من بعض المعلمين والمسؤولين بالمنشآت الحكومية والأهلية لحبة كحبة هذا الدواء "رتيتالين " ؟
لا حدس طلابنا ثمرة الفؤاد وفلذة الأكباد يهمنا صلاحهم ، وفلاحهم ، لا يتم صلاح المجتمع إلا بالقدوات فالأب في أسرته ، والمعلم في مدرسته ، والمسؤول في حقل عمله ومنشآته ، وكل راعي مسؤول عن رعيته في ميدانه ومناط مسؤوليته ، وفق الحدود الحدية ، والكلية للواجبات والمسؤولية .