يثار فضول عارم في الولايات المتحدة والعالم، حيال الشاب الأميركي المتهم بتسريب وثائق حساسة لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، لا سيما بعد انتشار مقطع فيديو يوثق لحظة توقيفه.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الشاب الذي وجه إليه الاتهام رسميا في قضية الوثائق المسربة، يسمى جاك تيكسيرا، الذي يبلغ 21 عاما، وعمل طيارا في مؤسسة الحرس الوطني.
ونقلت الصحيفة آخر ما صدر عن الشاب الذي جرى توقيفه، وكيف بدا نادما بشدة على كل ما حصل، لا سيما أنه أضحى يواجه سنوات طويلة في السجن.
وقام المتهم بتسريب الوثائق من خلال مجموعة مغلقة للألعاب الإلكترونية على الإنترنت، في اختراق سبب حرجا واسعا للولايات المتحدة، كما أدى للكشف عن عدد من الخطط العسكرية.
وقالت “نيويوك تايمز”، إن الشاب المتهم، جاك، بدا في حالة ذعر، وهو ينضم إلى محادثة وداع مع أعضاء مجموعة اللعب التي أصبحت في قلب تحقيق فيدرالي واسع.
وقال عضو لقب نفسه بـ”فاكي”، إن جاك، بدا كما لو أنه كان في سيارة تسير بسرعة، ثم قال “شباب، لقد كانت الأمور جيدة، أحبكم جميعا”.
وما لبث الشاب المتهم أن أضاف “لم أرغب أبدا أن تسلك الأمور هذا المنحى. لقد دعوت الله ألا يحصل ما حصل على الإطلاق. ثم دعوت ودعوت ودعوت”.
وفي إدراك لمدى عمق المأزق القضائي الذي يواجهه، قال الشاب الأميركي المعتقل إن “لا أحد سوى الله يقرر بعد اليوم بشأن ما سيقع”.
البداية كانت لعبا
ويوم الخميس، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي، بتوقيف جاك تيكسيرا، بعد ساعة ونصف تقريبا من كشف “نيويورك تايمز” عن هويته بمثابة مشرف على مجموعة على الإنترنت تعرف بـ” Thug Shaker Central”.
وجرى تسريب الوثائق في تلك المجموعة على الإنترنت، فأحدثت ضجة واسعة في مختلف مناطق العالم، سواء لدى حلفاء واشنطن أو خصومها.
والشاب المتهم كان عنصرا في الحرس الوطني بولاية ماساشوستس، ويرجح أنه حصل على وثائق مصنفة فقام بنشرها على المجموعة، ثم انتشرت وخرجت إلى العلن.
وقال عدد من أعضاء مجموعة اللعب، إن الفكرة في البداية كانت هي إقامة منصة للعب والتسلية، خلال فترة كورونا، لأجل طرد الملل، حيث يلتقي الأصدقاء لأجل الحديث عن شغفهم بالأسلحة ومشاركة منشورات عنصرية في بعض الأحيان، إلى جانب التسلية بلعب إلكترونية تحاكي الحروب.
وفي خضم هذه المحاكاة والأحاديث التي جرت حول الحروب، أصبح تيكسيرا، وهو عنصر ملحق بوحدة الاستخبارات في الحرس الوطني، ينشر معلومات مصنفة في المجموعة، مع تقاسم مئات الصفحات من الوثائق الحساسة التي تضم خرائط عسكرية من أوكرانيا وتقييمات استخباراتية بشأن العمليات العسكرية الروسية.
“تسريب غير مقصود”
يقول أعضاء من المجموعة إن جاك أراد أن يحقق أمرين اثنين، أولهما أن يعلم باقي الأعضاء بعض الجوانب المتعلقة بالحرب، كما أنه سعى أيضا لأن يذهل الآخرين ويجعلهم ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.
وفوجئ أعضاء المجموعة وعددهم كان متراوحا بين 20 و30 كما شعروا الذهول، عندما وجدوا أن تسريبات جاك تصدق بالفعل، إذ يكون سباقا إلى الحديث عنها، ثم تحدث في وقت لاحق وتظهر على الصحف والتلفزيون.
وأمام تلك التسريبات، بدأ أعضاء المجموعة ينظرون بالإعجاب إلى جاك، حتى أنهم وصفوه بالأسطورة، وقد جاءهم بوثائق يصعب الحصول عليها.
ويقول أعضاء المجموعة إن جاك لم يكن ينوي أن يثير ضجة على غرار إدوارد سنودن (إدوارد مانينغ)، ممن أقدموا على تسريب وثائق أميركية بشكل متعمد، من أجل فضح أمور ينظرون إليها بمثابة “مظالم”.