“الخلايا وصحة الإنسان”

من المألوف أن لكل منا أمنيات ورغبات ولكنها تتفاوت من شخص لآخر بحسب السن والإمكانيات الصحية والثقافية التي يفرضها المجتمع وهي غالباً ما تكون مرتبطة بالزمن، ومن المؤكد أن أعمارنا بيد الله عز وجل، وعندما نستعرض مراحل النمو منذ النطفة الأولى التي تنشأ من انقسام الخلية وتضاعفها إلى أن يتكون الجنين وينبض القلب وتستمر عملية النمو بقدرة الله تعالى، وفي مراحل العمر الأولى تكون الخلايا المنتجة تتضاعف وتشكل المحور الرئيسي لبناء الأنسجة التي تنمو حتى سن ( 21 عاماً ) عندها يكتمل نمو الأنسجة وأجهزة الجسم الحيوية وهناك أنواع عديدة من الخلايا تنتج في جميع أجزاء الجسم وجميع الخلايا تنتهي صلاحيتها على فترات، ما عدا خلايا المخ التي تنمو ولا تتلف وإنما تنشط الخلايا العصبية وتزدهر صحياً عند ممارسة الجهد البدني بصورة تفوق تأثير المنبهات عليها كالكافيين، الأمر الذي يساعد الفرد على التخلص من الإدمان المفرط على القهوة بكميات تؤثر سلباً على صحة الفرد، وأما بقية الخلايا متجددة باستمرار وفيها تكون الخلايا المنتجة أكثر من الخلايا التالفة حتى سن ( 40 عاماً ) عندها تتساوى الخلايا المنتجة مع الخلايا التالفة وفي هذه المرحلة تظهر نتائج السلوكيات الصحية على صحة الفرد سواءً الإيجابية أو السلبية من عدة جوانب ( الغذاء ، النشاط الحركي ، النوم العميق المنتظم ، الإنفعالات العصبية ) وبعد هذه المرحلة تتغير طبيعة الخلايا فتبدأ الخلايا التالفة بالازدياد عن الخلايا المنتجة بالتناسب طردياً مع تقدم العمر وفي حال تأثر الفرد بالسلوكيات السلبية في الجوانب المذكورة سابقاً وخاصة الحد الأدنى من النشاط البدني المنتظم، مع سوء التغذية تظهر حالة على الفرد تعرف بـ muscl shrink (الانكماش العضلي) في العضلات الإرادية والذي يؤثر سلباً على مرونة المفاصل فتبدو حركة وملامح الشخص أكبر من سنه الحقيقي، عندها يتوجب عليه استدراك الوضع القائم بتغيير نمط الحياة بالتحول الى السلوكيات الإيجابية قبل الوصول لمرحلة اللاعودة بعد الانهيار في أجهزة الجسم الحيوية والاستسلام للأمراض المزمنة فيصبح الفرد رهين حالة نمطية لا تتناسب مع أقرانه ممن تحكموا مبكراً بسلوكياتهم الصحية فتمتعوا بحياة ترتقي لفرصة حياة ملؤها الأمان الصحي.
بقلم : د. محمود كـائـن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى