عقد وزراء الداخلية العرب، اليوم الأربعاء، في تونس، اجتماعات الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، تحت رعاية الرئيس التونسي قيس سعيّد.
وترأس وفد المملكة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ونقل الأمير عبدالعزيز بن سعود في مستهل كلمته بالاجتماع، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ، وتطلعهما بأن يُحقق الاجتماع ما يعزز الأمن العربي المشترك بحول الله وقدرته.
وأعرب عن شكره للرئيس قيس سعيّد، على رعايته الاجتماع، وللشعب التونسي الشقيق، ولوزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، على افتتاح أعمال الدورة، وعلى ما وفره للاجتماع من أسباب النجاح، مرحّبًا بالوزراء المنضمين حديثًا لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وقال الأمير عبدالعزيز إن مجلس وزراء الداخلية العرب حقق خلال دورته الماضية مجموعة من المكتسبات والمنجزات في عدد من المسارات المتكاملة التي ترجمت الأفكار والطموحات المشتركة إلى واقع عملي، ومنها: إنشاء فريق عمل عربي يعنى بالتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو ما سيمثل أداة جديدة؛ لتعزيز التعاون العربي في مواجهة هذه الآفة الخطيرة.
وأضاف أن المجلس يضطلع بمسؤولياته المتمثلة في أدواره ضمن آفاق ومجالات تكاملية تعاونية مع جميع الشركاء الدوليين، ما أسهم في ترسيخ قوة ومتانة الأمن العربي المشترك، إذ يشهد التعاون العربي الدولي تطوراً ملحوظاً عبر مواءمة الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب مع استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وفق خطة تنفيذية طموحة، إضافة إلى عقد وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات المشتركة مع المنظمات الإقليمية والدولية.
وتابع قائلاً: “يشهد عالمنا مستجدات متسارعة نتج عنها تهديدات أمنية واجتماعية متعددة، ومن أبرزها خطر انتشار آفة المخدرات التي تهلك المجتمعات وتستهدف الشباب وتهدم كل أسس التنمية والازدهار، لذلك فإن الارتقاء في تطبيق نموذج التعاون العربي المأمول، يتطلب دعم جهود التكامل والتنسيق وتبادل التجارب والخبرات لتطوير وسائل وآليات تعتمد على دراسات تحليلية شاملة للبيانات والمعلومات المتعلقة بكافة أنواع الجرائم للوقاية منها ومكافحتها، وفق منظومة شاملة من الاستراتيجيات والخطط والسياسات والقرارات المتعلقة بمجالات الأمن بمفهومه الشامل، وإنني على يقين بأننا قادرون على تجاوز كل التحديات التي تواجه أمن واستقرار أوطاننا العربية اعتماداً على توفيق الله وعونه ثم انطلاقًا من القيم السامية لمجلسكم الموقر، التي ساهمت منذ تأسيسه في تحقيق منجزات متتالية تدفعنا للتطلع نحو مستقبل يرتكز على أعلى درجات الحماية لمجتمعاتنا من الجرائم للعيش في وطن عربي ينعم بالأمن والأمان والاستقرار”.
وفي ختام كلمته أعرب الأمير عبدالعزيز عن شكره للأجهزة الأمنية على مواصلة جهودها في تأدية أدوارها وتحملها لمسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، كما تقدم بالشكر للأمين العام ومنسوبي الأمانة العامة للمجلس على جهودهم في الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع، داعيًا الله النجاح للاجتماع بما يعزز مسيرة التعاون العربي الأمني المشترك.
وافتتحت أعمال الاجتماع بكلمة لممثل الرئيس التونسي في الاجتماع، وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، مؤكدًا حرص جمهورية تونس لدعم كل المبادرات التي من شأنها تعزيز أواصر التعاون والعمل العربي، منوهًا بالدور المتميز للأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب في سبيل تعزيز الأمن العربي المشترك.
كما ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة أوضح فيها بأن الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب تتسم بأهمية كبيرة من حيث الموضوعات التي تناقشها، منوهًا بالتعاون القائم بين المجلس والمنظمات الدولية التي تعنى بالشأن الأمني.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، كلمة، أكد فيها بأن المجلس في أوج عطائه بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب، والسعي الحثيث لتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة منذ إقرار نظامه الأساسي في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في الرياض عام 1982 م، برئاسة المغفور له -بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، منوهًا بالمقترح الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون العربي في مواجهة آفة المخدرات والوقاية منها عبر إجراءات عملية تحد من انتشار المخدرات.
ومن ثم منح المجلس وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة في دورته الثانية لأمير دولة الكويت السابق صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- والذي حالت ظروف جائحة كورونا دون تسليمه له في حينه، وتسلمه الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت.
بعد ذلك سلم وزير الداخلية بسلطنة عُمان السيد حمود بن فيصل البوسعيدي رئيس الدورة التاسعة والثلاثين، رئاسة الدورة الأربعين لوزير الداخلية بدولة فلسطين زياد هب الريح.
وعقب ذلك ناقش المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال من بينها، تقرير أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس التاسعة والثلاثين والأربعين، وتقرير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس التاسعة والثلاثين والأربعين، والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2022م، ونتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية، إضافة إلى عدد من الموضوعات التي من شأنها تطوير أعمال المجلس في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب.