يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت منعطفا جديدا وفارقا في مسيرتها، بعد مرور عام على اندلاعها، وتمثل ذلك في زيارة الرئيس الأمريكي بادين بشكل مفاجئ أمس الاثنين إلى العاصمة كييف، فيما أعربت بكين عن قلقها الكبير.
ويستعد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، لإلقاء خطابَين الأول من العاصمة البولندية وارسو والثاني من العاصمة الروسية موسكو، في ما يشبه المبارزة بين الاثنين، ويُتوقع أن يعرض الرئيسين وجهتَي نظر متعارضتين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير 2022م، وفقا ل،«وكالة الأنباء الفرنسية».
ووفقا لجدول الرئيس بايدن، فمن المقرر أن يلتقي في وارسو مع الرئيس أندريه دودا وقادة بولنديين آخرين، يعتبرون من الداعمين الأوروبيين الرئيسيين لأوكرانيا.
كما يلتقي بايدن غدا الأربعاء مع قادة مجموعة «بوخارست التسع» من الكتلة الشيوعية السابقة التي انضمّت إلى حلف شمال الأطلسي، وهي بولندا رومانيا وبلغاريا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وتشيكيا وسلوفاكيا.
كما سيتحدّث الرئيس الأمريكي –هاتفيا- مع قادة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، فيما سيلتقي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في العاصمة واشنطن في 3 مارس القادم.
وحول فحوى خطاب بايدن اليوم، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي: «ستسمعون في خطاب الرئيس رسائل سيكون لها صدى بالتأكيد لدى الشعب الأمريكي ولدى حلفائنا وشركائنا… ولدى الشعب البولندي» وتابع «وأظن أنّكم ستسمعونه يوجّه رسائل إلى بوتين أيضاً، وكذلك إلى الشعب الروسي».
أما في العاصمة الروسية موسكو، فسوف يلقي الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، خطاباً سنوياً مهمّاً أمام النخبة السياسية الروسية، وهو أول خطاب يلقيه منذ بدء هجومه على أوكرانيا.
وبحسب معهد دراسة الحرب (ISW)، فإنه من غير المرجّح أن يعلن الرئيس الروسي إجراءات لتصعيد جديدة للحرب في أوكرانيا، أو مبادرات تعبئة روسية جديدة كبرى أو أي برنامج آخر.
وكان بوتين انتقد في وقت سابق، التهديد الذي يعتبر أنّ حلف شمال الأطلسي يمثّله على بلاده، مبررا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
الصين دخلت هذه الأيام على خط الأزمة بقوة وفعالية، حيث دعت بكين إلى «تعزيز الحوار» في أوكرانيا، مؤكدةً أنها «قلقة للغاية من النزاع الذي يتفاقم بل يخرج عن السيطرة».
وقال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ خلال مؤتمر صحفي في بكين «سنواصل تعزيز حوار السلام… وسنعمل مع المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار والتشاور، ومعالجة مخاوف كلّ الأطراف، والسعي لتحقيق الأمن المشتركۑ.
ومن المتوقع أن يصل كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، إلى العاصمة موسكو اليوم الثلاثاء، ضمن محطّته الأخيرة في جولة أوروبية.
يذكر أن القوات الروسية دخلت الأراضي الأوكرانية يوم 24 فبراير 2022، وأعلنت موسكو عن قيامها بـ«عملية عسكرية حاصة» باوكرانيا، وأحرزت تقدما في البداية قبل أن تتراجع قواتها وتفقد الكثير من المدن التي سيطرت عليها.