من أسعد الأزمان واثلجها على الصدر . يوم التأسيس وعصره في حياة السعودية شعباً ودولةً ، ويدفعنا إلى هذا اليوم الوطنية . إنه يوم السعد في مفهومه ونتائجه . يوم التأسيس وما أدراك ما يوم التأسيس ، وما أدراك ما يوم التأسيس . ياسادة هل عرفتم تأريخ التأسيس ؟ هل عرفتم بدايةً التاسيس ؟ هذا اليوم درة في المفارق ، ويفصل عما قبله ، واستشراف مابعده . إنه يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى من قلب نجد محور انتشارها وانكماشها . بزغت هذه الدولة من الدرعية تمدداً وانحساراً . ياسادة هل تعرفون تاريخ تأسيس هذه الدولة السعودية ؟ ولدت من الدرعية إنساناً ومكاناً . شاع ذكرها في أقطار المعمورة ، وهزت أركان الدول الكبرى ببزوغها في عصرها بما تحمله من بذور الاصلاح ، وعقيدة التوحيد ، وذاع صيتها ، أصبح ذكرها غير خامل . ياسادة هل عرفتوا يوم التأسيس وتاريخه متى ؟ ام لم تعرفوه ؟ ان معرفة تأريخ التأسيس ويومه يعد من الوطنية وحب الوطن . هذه الدولة قامت على منهاج الحق ، ومحاربة البدع والخرافات . تستند على عقيدة التوحيد ، وصفى الدين على حنفية أبو الأنبياء والرسل ، وأولي العزم ، وماكان عليه السلف الأول . حملت عمود مشعل النور المسطر إلى ارجاء نجد أولاً ثم أطراف شبه جزيرة العرب . ياسادة هل عرفتم يوم التأسيس ؟ إنه فجراً جديد في مفهومه ، ونتائجه وسمكه . شمس الوضوح ، وزبدة العقيدة الصافية لا يشوبها شائبة ، ولا قتر ، ولا زيف . يوم التأسيس يطوي في طرفيه إصلاح العقيدة ، وتنظيم مناشط الحياة الاجتماعية وفق قواعد الشريعة ، وأصول الدين الحنيف ، وحفظ الحقوق ، وكليات الحياة الضرورية بثلاثيتها : الحدية والكلية والتكملية - الحاجات والتحسينات - من أجل الحفاظ على الهوية ، واللحمة الوطنية ومحاربة الفساد وأهله بكافة صوره ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، واستئصال الخرافات المنتشره في ذالك الزمان ومحاربة الجهل والبدع ببناء الإنسان وتوعيته وفق المنهج السليم عقيدةً وسلوكاً ، وتعريفه بالنظام واحترامه ، ومعالم خريطة الأهداف السامية .
ياسادة يوم التأسيس ثماره مانعيشه اليوم ، ونقطف أكله ، ونتفياء في ظلال أمنه ووحدته ، ويوم التأسيس بداية التنمية المكانية ، وبناء الانسان ، والتنمية الاقتصادية والمعرفة نحو يوم أفضل من أمسه ، وغداً أفضل من الأمس ، واستشراف المستقبل ، وبناء حضارة تشتجر فيها المنافع ، ومنابع الإبداع والابتكار . ان الحديث عن يوم التأسيس ذات شجون تلاحم وتماسك بين السلطة والمواطن . إتفاق بين سلطتين السلطة الروحية " الدينية " والسلطة الزمنية " السياسية" بين هامتين رجلين أحدهما سلفي المنهج والدين " الشيخ/محمد بن عبدالوهاب " ، والاخر وريث الإمارة وأرطبون السياسة " محمد بن سعود " أظهر حضوره وتواجده بهيبة الإمارة ، وحسن التدبير . يوم التأسيس يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى عاصمتها الدرعية في ١١٣٩/٦/٣٠ هجرياً - ٢٢ فبراير ١٧٢٧م في النصف الثاني من عام ١١٣٩ هجرياً الموافق ١٧٢٧/٢/٢٢م . أسسها الإمام وريث الائمة/ محمد بن سعود بن محمد ابن مقرن . توارثها عن أبيه سعود ، وجده محمد ، ومن منجزات الدولة السعودية الأول توحيد الدرعية بضفتيها على وادي حنيفة " نسبة لبني حنيفة " ، وبناء حي الطرفية بجانب غصيبة ، والإسهام في نشر الوعي والاستقرار ، والاهتمام بالأمور الداخلية ، وبناء المكان ، وتقوية وتماسك مجتمع الدرعية ، والسعي ماوسع المسعى حكام الدولة السعودية الأولى الثلاثة الحكام الذين قبله ، والثلاثة الذين خلفوه من بعد وفاته الأبن " عبدالعزيز بن محمد " والحفيد " سعود بن عبد العزيز بن محمد " ، والأخير ينعت بسعود العظيم أو الكبير ، وفي عهده توسعت الدولة السعودية توسعاً كبير ، ثم حفيد الحفيد " عبدالله بن سعود " فالمؤسس الأول من اهتماماته الحرص على الاستقرار الإقليمي وتجنب الالوج في الصراعات والنزاعات الإقليمية ، والمنغصات الاجتماعية ، ودعوة البلدان المجاورة من أجل الانضمام إلى الدولة السعودية الأولى من أجل البناء والتنمية " الإنسان والمكان " والشروع لبناء سور عاصمة الدولة - الدرعية - من أجل التصدي للهجمات الخارجية ، والانفراد بالاستقلال السياسي ، كيان واحد مستقل ، وعدم التبعية لأي نفوذ . من أجل تحقيق الوحدة ، والاستقرار والازدهار ، والشروع في تنظيم موارد الدولة ، ومناصرة الدعوة السلفية وحمايتها ، وتوحيد معظم نواحي نجد العذية ، والتصدي لتعدي بعض الإمارات المجزأة ، والحملات المغرضة ضد الدولة ، وتأمين طرق الحج والتجارة ، وفرض قوة النظام والسلطة ، وبدء حملات التوحيد ، وبناء العقيدة الصحيحة وفق ميزان الشريعة والمنهج الرباني المطلوب . مستعين بالله ثم بأهل العلم والفقه والعرف وانزالهم منازلهم ، وأذرعة الخبرة الضمنية في تدبير الأمور وحسن الدراية .
ومن المعلوم بالضرورة الدرعية نشأت وتم بناءها على يد الأمير/ مانع بن ربيعة الجد الأعلى لآل سعود عام ٨٥٠ هجرياً - ١٤٤٦م على ضفتي وادي حنيفة قبل سته قرون من الزمن منذو عصور سحيقة . أسسها فيما بعد الإمام نجل الإمام حفيد الإمام " محمد بن سعود " .
يوم التأسيس ماضي تليد ونواة الدولة السعودية باطوارها الثلاثة على مدى ثلاثة قرون عريقة . يوم التأسيس منارة ، ورمز للوحدةالتي يعيشها جيل هذا اليوم في هذا الوطن العظيم ينعم برغد المعيشة ، ودوحة الأمن والاستقرار ، وجلب الازدهار والتنمية بشطريها بمشاركة أبناء الوطن بمختلف شرائحه ونواحيه بادية وحاضرة .
أبرز أحداث التأسيس قطعاً ولادة الأمير/ محمد بن سعود عام ١٠٩٠م ، ومشاركته في الدفاع عن عاصمة والده الدرعية في عهد والده سعود بن محمد عام ١١٣٣ هجرياً.
خلف والده في إمارة الدرعية عام ١١٣٩ هجرياً وكرس جهده وخليفتيه من بعده " الأبن والحفيد " أبنه عبدالعزيز وحفيده/ سعود في توحيد أطراف البلاد من أطراف الشام شمالاً حتى أطراف بحر العرب جنوباً ، ومن أطراف سواحل الخليج العربي شرقاً إلى أطراف البحر الأحمر غرباً . من قلب نجد إلى روابي وادي حلى ، ومن نجد العذية إلى روابي الأحساء ، ومن روضة نجد الفيحاء إلى روابي حران بالشام ، ومن هضبة نجد العالية إلى روابي صلالة . نشر العلم وشجع على طلبه ، ووزع الدعاة عام ١١٤٩ في إرجاء نواحي البلاد ، وأهتم بتوعية الإنسان ، ومناصرة الدعوة الاصلاحية .
ياسادة هذا يوم التأسيس ننعم بخيراته ونقطف ثماره في حاضرنا الزاهر دولة السعودية الثالثة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد العزم يحفظهما الله ، ويرحم الله المؤسس الأول رحمةً واسعة . دام عزك ياوطن ودامت رموزك .