لا حدس سطر الفقهاء آراءهم بوضوح في النوازل والزكاة ، والكوارث ومخلفاتها ، وتعجيل الزكاة في حق هذه النوازل وعصرنتها بثلاثيتها الحدية والحقيقية والكلية . وما تحدثه من مخفسانية ، وشبختانية تطايرها وتقاذفها من جوف الأرض لخارجها تنوش الكتل السكانية ، والمناشط الاجتماعية بالعطب الحسي والمعنوي .
محور هذا المقال كوارث الزلازل والبراكين والفيضانات والعواصف والرياح المدمره من القضايا المعاصرة ، والمعضلات ، وأخرها ما حدث هذه الأيام المنصرمة جنوب الأناضول والشمال السوري ، وكذلك تعجيل الزكاة قبل الحول في الظروف غير الطبيعية ، وقد تكلم المتقدمين والمتاخرين فيها ولا حدس اتفق الجمهور من تقدم ، ومن تاخر منهم بايضاح تحت مايسمى فقه النوازل أو الطواريء .
يجوز التعجل في دفع زكاة المال قبل حلول الحول لمساعدة من نزلت به نازلة من المتضررين ، ومن مات تحت الركام ، وتغسيله وتكفينه ودفنه .
تعجيل الزكاة بعد اكتمال النصاب وقبل حلول وقتها ، وإن أختلف الفقهاء فيها بين مؤيد وممانع ، فالبعض متمسك بالنص شروطاً وأركاناً ، والبعض الأخر الجواز ، وغيره فلا ، فالأركان والشروط تكون في الظروف الطبيعية ، وغيرها فلا ، والأكثرية جائز ، وهو قول جمهور أهل العلم، للحديث الذي رواه أَبو داود، والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أنَّ العباس سأَل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحلَّ فرخَّص له في ذلك)، قال الإمام النووي في "المجموع": "وَلَهُ التَّعْجِيلُ مِنْ أَوَّلِ الْحَوْلِ وَلَوْ بَعْدَ لَحْظَةٍ مِنْ انْعِقَادِهِ".
وقد أجاز أهل العلم تعجيل الزكاة لسنة ، وأجاز بعضهم أن تُعجَّل لسنتين ما ورد عن إمام الجبل " لبنان " الاوزاعي ، والواقع يقارن بين تقدير الضرر فأن كان الضرر كبير، والحاجة شديدة، وعلى أصحاب الأموال والقادرين إلى المسارعة ، والتعجل بدفع زكاة أموالهم ولو مقدماً لسد الحاجة الشديدة، كما ينبغي على كل مستطيع أن يهب إلى نجدة إخوانه من الصدقات العامة. والزكوات المعجلة . فالمجتمعات تتكون من أفراد ومؤسسات ودول ويؤتي الله فضله من يشاء منهم ويتفاوتون في فضول أموالهم.
يجوز أن تغطى نفقات المستشفيات الميدانية وأجور الأطباء والمسعفين من الهلال الأحمر ، والمطافي من أموال الزكاة، كما جاء في قرار مجمع الفقهي الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي رقم (٧)في دورته (٩) بتاريخ ١٤٢٥/١٠/١٦ ، وفيه: ".. الإنفاق على الفقراء والمحتاجين من أموال الزكاة لا يقتصر على إطعامهم وكسوتهم وإيوائهم فقط، بل يشمل كل ما تتم به كفايتهم ، وتنتظم به حياتهم، ومنها المشاريع الصحية والمدارس التعليمية وفرص العمل ونحوها مما يعتبر من ضرورات الحياة المعاصرة".
من مات بالزلزال تحت الركام، والبراكين والفيضانات وما جرفته السيول فنرجو أن يكون من الشهداء عند الله تعالى في الآخرة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه) متفق عليه.
لكنهم يعاملون في الدنيا كسائر أموات المسلمين، فيغسلون ويكفنون ويصلى عليهم.ومن أخرج بعضه أو بعض أشلائه أو بتر جزءً من أطرافه أو جسمه فيُغسل ما يوجد منه ويكفن ويصلى عليه، فإن تعذر تغسيل الميت أو أشلاؤه فييمم ويكفن ويصلى عليه، وإن لم يمكن تغسيله أو تيميمه فيكُفن دون غسل أو تيمم.
ومن دفن دون تغسيل أو تكفين فلا شيء عليه، أما من دفن دون صلاة فتشرع صلاة الغائب عليه ولو بعد حين كضحايا وباء كرونا المعاصر ، وتيفود والطاعون فيما سبق من عصور قبل أكتشاف دواءها.
يجوز دفع الزكاة لإيواء المتضررين من الزلازل والنفقة على سكنهم وعلاجهم وطعامهم ونقلهم، فهم بين فقير ومسكين وابن سبيل ، وقد أحسنت الدولة بانشاء مركز الملك سلمان للإيغاثةالخارجية إيداع الزكاة والصدقات والتبرعات العينية والنقدية فيه باعتباره يمثل الصفة الرسمية النظامية للمملكة العربية السعودية لإخواننا المنكوبين في كافة ارجاء الأرض الإسلامية -فرج الله عنهم- الترخص برخص الجمع بين الصلوات إن تعذر أو صعب عليهم أداء كل صلاة في وقتها على ما ذهب اليه أبن حزم الأندلسي كما يجوز لهم التيمم عند فقد الماء أو الخشية من البرد الشديد على ماذهب اليه شيخ الإسلام ابن تيمية حتى تزول عنهم هذه المحنة.
لأبد من ربط اللازم بالملزوم حث المسلمين على بذل ما يستطيعون من الأموال والأطعمة وسائر الاحتياجات العينية والخدمية تخفيفاً عن المصابين وإسهاماً في رفع الضر عنهم، ونوصي الجميع بالصبر والالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء ، ورفع أكف التضرع أن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويرد المفقودين، وأن يلطف بالمنكوبين، إنه على ذلك قدير ومجيب .
وما نميل إليه ان تتظافر الأفراد في مابينها بإنشاء مشروعات وجمعيات تعاونية من أجل سد فجوة هذه الأزمات والكوارث على مستوى الأفراد ، وكذلك لا يقل عن نظيرها المؤسسات الاعتبارية الأهلية بالوسط الاجتماعي بانشاء فيما بينها مشروعات تعاونية خيرية تساعد في تجفيف اضرار الكوارث والنكبات ، وكذلك الدولة عن إنشاء الصناديق السيادية من أجل مواجهة الكوارث والهزات الاقتصادية وانتفاضات الشعب ، من أجل تخفيف حجم الكارثة . المسلم أخو المسلم ومرآته كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض ، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
نسأل الله الذي لا يسأل سواه ان يصرف عن بلاد الإسلام الكوارث والفتن ماظهر منها وما بطن والمحن والزلازل والبراكين والسيول والفيضانات ، وغيرها من الكوارث والنكبات إن الله على ذلك قدير .
دام عزك ياوطن ودامت رموزك .
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
- البنك المركزي السعودي يرخص لشركة “بوابة العملات للصرافة”
- أمين منطقة القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ” إخاء”
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
- الأردن : مقتل مسلح وإصابة 3 رجال أمن
بقلم_ خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة – ٣٦ –
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3538994/
التعليقات 1
1 pings
عبدالله الحضبي
12/02/2023 في 10:53 ص[3] رابط التعليق
موضوع مميز شكراً لك استاذنا ابو حسن
دام تألقك
(0)
(0)