وسط توتر الأجواء بين موسكو وحلف “الناتو” بعد تعهد أعضاء في الحلف بإرسال دبابات متطورة لأوكرانيا، تبدو فرنسا حريصة على كبح جماح التصعيد، في مسعى لتفادي نقطة الصدام التي يخشاها الجميع.
وفي حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، ربط محلل روسي الموقف الفرنسي بالأزمات التي تعانيها بسبب الحرب، فيما حذر محلل أوكراني من اجتياح موسكو لأوروبا إن تقاعست عن دعم كييف.
خطوة فرنسية للوراء
“لسنا طرفًا في النزاع مع موسكو”.. قبل 3 أيام”، حددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن كلير ليجيندر، بتلك الكلمات موقف بلادها من حرب أوكرانيا، حتى مع إمداد باريس لكييف بالأسلحة المتطورة، ردا على اعتبار الكرملين أن إمداد دول، منها فرنسا، كييف بالسلاح المتطور يعني تورطها في الحرب مباشرة.
تصريحات الخارجية الفرنسية أعقبها تعليق من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تعهد بمواصلة الحوار مع روسيا، مشيرا إلى أن جميع الدول مسؤولة عن النظام العالمي، ويجب أن تساهم في الحفاظ عليه، ومنع التصعيد.
جاءت أحدث تأكيدات ماكرون على هذا الأمر خلال حفل استقبال أقيم في قصر الإليزيه، بمناسبة العام الجديد بالتقويم القمري للصين، داعيًا إياها لممارسة دور نشط في حرب أوكرانيا نحو الهدوء؛ فهل سينجح ماكرون في نزع فتيل “الحرب العالمية الثالثة”؟
الغرب يدرك الخطورة
الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، يفسر هذه التصريحات الفرنسية بأن الغرب يدرك خطورة التصعيد ضد موسكو، وترى باريس أنه لا يجب قطع وسائل الاتصال مع روسيا، أو محاولة شيطنتها؛ نظرًا للمصالح المشتركة.
ويوضح فيكتوروفيتش، ما يراها أسبابا تدفع فرنسا لتجنب الانزلاق لمواجهة مباشرة مع “الناتو”:
• الوضع الاقتصادي في فرنسا صعب للغاية في الوقت الراهن.
• الجيش الفرنسي يحتاج لميزانية كبيرة، وهذا غير سهل حاليا.
• باريس تخشى توريط واشنطن لأوروبا مباشرة في الصدام مع روسيا.
• لا توجد مصلحة أوروبية مباشرة بمعاداة روسيا.
• أوروبا بالكامل، وفرنسا خاصة، أدركت أن واشنطن تستنزف بالفعل مخازن أسلحة “الناتو”، إلى جانب توسيع الفجوة بين موسكو والغرب.
• استطاعت روسيا تقوية علاقاتها مع الصين والهند والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
تحذير من اجتياح أوروبا
في المقابل، اعتبر موسيينكو ماتوزوف، المتخصص بالسياسة الدولية بمركز البحوث العسكرية والاستراتيجية بأوكرانيا، أن الرئيس الفرنسي دائم التغريد خارج السرب الأوروبي والأميركي فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
وبينما يقلل من أهمية التصريحات الفرنسية الرافضة للتصعيد، يعول ماتوزوف على موقف بقية دول أوروبا، قائلا إن خلافاتها حول روسيا أخذت في الهبوط والتوحد حول دعم كييف، وهذا ما أكدته الموافقة على دعم أوكرانيا بمدرعات ودبابات.
وزاد المحلل الأوكراني بالقول: “أمن أوروبا الحالي بالكامل متوقف على انسحاب بوتين من أراضي أوكرانيا التي تم احتلالها”، محذرا من اجتياح روسيا لأوروبا في حال التراجع عن دعم بلاده.
ماكرون والضمانات
في مساعٍ لكبح التصعيد، دائما ما يتحدث ماكرون عن الضمانات الأمنية التي يجب تقديمها لبوتين حتى ينهي القتال، حيث تطالب موسكو بالتالي:
عدم عسكرة حدود بيلاروسيا، أو ونشر أسلحة غربية هناك.
تتعهد الولايات المتحدة بمنع المزيد من التوسع باتجاه الشرق.
رفض انضمام دول اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابقة إلى خلف الناتو.
منع أي نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا والدول الأخرى في أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى.