في ظل الانتهاكات المتواصلة للحرية الصحفية والإعلامية في اليمن وجنوبا خصوصاً ما شهدته الأوضاع في العاصمة عدن وبقية محافظات جنوب اليمن من قبل سلطة نظام صنعاء بعد حرب صيف عام 1994م من سياسة التدمير الممنهجة وطمس للإرث التاريخي للنقابات ومنع انشاء أو تأسيس اي مؤسسات لمنظمات المجتمع المدني للدفاع عن الحقوق والحريات ومنها نقابة الصحفيين والإعلاميين التي في جنوب اليمن إضافة لما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية وبتنسيق مع إخوان اليمن المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح
أعلن صحافيو وإعلاميين جنوب اليمن نقابة الصحفيين والإعلاميين والذي جاء برعاية نائب الرئيس عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وبمشاركة أكثر من 800 مشارك صحفي وإعلامي من عموم محافظاتهم وبمشاركة وفود عربية وأجنبية.
وفي بداية انعقاد جلسات المؤتمر ،تحدث نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي قائلا أننا ننتهزها مناسبة لأن نُبارك هذا الإنجاز المهم، الذي سيكون له ما بعده في النهوض برسالة الصحافة والإعلام الجنوبي، وفي الدفاع عن حقوق ومصالح منتسبي هذا القطاع، بكل توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، والذين طالهم الكثير من التهميش والإهمال، كما نعبّر عن تقديرنا وامتنانا لكل الجهود التي بُذلت في الإعداد والترتيب للوصول إلى هذه اللحظة التي سيحتفظ تاريخ الصحافة والإعلام في الجنوب بتفاصيلها في صفحةٍ مشرقة.
وأشاد بهذا الانتصار إن الديمقراطي قائلا، أيها الإعلاميون والصحافيون الجنوبيون، وأنتم تجتمعون لانتزاع حقكم المهني وإثبات وجودكم، يُعيد إلى أذهان وطنكم وشعبكم، ما حققتموه من انتصارات، وما اجترحتموه من مآثر، وأنتم تدافعون بأقلامكم الحرة، وأصواتكم الصادحة بالحق، عن قضية شعبكم، حتى وصلتم بها إلى مسامع العالم، وسجلتم حضورها كقضية سياسية عادلة، لشعب تجرع كل ويلات الظلم والقمع والاحتلال والإرهاب.
ونوه أن الإعلام الجنوبي قدم تضحيات جسيمة في معركة الدفاع عن الوطن وهويته وحريته، وكان المرآة الناقلة ليوميات النضال السلمي لشعبنا، والمعبر عنه بقوة، رغم شحة الإمكانات، كما كان رفيقا ورديفا للقوات المسلحة الجنوبية، وللمقاومة الجنوبية الباسلة، في معارك تطهير الوطن وتحريره، من جحافل الغزو وقوى الإرهاب والتطرف ونقل الصورة الكاملة لانتصاراتها.
إننا اليوم نتذكر باعتزاز ما سطّره الإعلام الجنوبي من ملاحم خالدة، وما أدّى من رسالة وطنية، وما قدم من تضحيات جسيمة، وإذ نقف بإجلال في هذا المقام لتحية شهداء الإعلام الجنوبي الحر، وفي مقدمتهم الشهيد البطل المصور العالمي نبيل حسن القعيطي، والصحفي احمد أبو صالح والمصور طارق مصطفى والناشطون الإعلاميون رامي البُر، وخالد عسكر، وغالب لبحش رحمة الله تغشاهم.
وحث المشاركون بأنهم أمام لحظة مفصلية في ترتيب البيت الصحفي الجنوبي، وتفعيل العمل النقابي، بما يحقق إعادة تفعيل وتحريك النشاط في مختلف المؤسسات الإعلامية، وفي مقدمتها الإعلام الرسمي المُعطَل، رغم ريادته على مستوى المنطقة والوطن العربي.
كما تقع على القيادة المُنتخبة من هذا المؤتمر، مهمة التنسيق والتواصل مع الاتحادات النظيرة، العربية والدولية، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، بما يحقق استعادة الحضور الصحفي والإعلامي الجنوبي في المؤسسات والكيانات الدولية، بالتزامن مع الجهود السياسية لاستعادة المكانة والحضور الجنوبي عربياً ودوليا
بعد انعقاد اللقاءات التشاورية في محافظات جنوب واختتام اعمال المؤتمر المنعقد 17 –18 يناير 2023,م وانتخاب نقيب الصحفيين والإعلاميين الاستاذ عيدروس باحشوان وأعضاء الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين واصفين بهذا العرس النقابي باستعادة الإرث التاريخي التي شهدتها العاصمة عدن المنتزعة منذ عام 1994م والذي وصف بمنعطف تاريخي لإعادة المكانة الاعتبارية
وأكد المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ علي الكثيري رئيس الهيئة الوطنية للاعلام الجنوبي في ختام أعمال المؤتمر بانة علامة فارقة في تاريخ الإعلام الجنوبي، وهو إعلان تشكيل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، ولقد تم تحقيق هذا الإنجاز بجهود كبيرة تمت من خلال عدة آليات وترتيبات تم تنفيذها والعمل عليها حتى وصلنا لهذا اليوم مضيفا بقوله ” أننا بصدد عمل كبير ومسؤوليات ليست سهلة مرتبطة بهذه اللحظة التاريخية، الأمر الذي يتطلب منا الارتقاء للنجاح وأن نكون على مستوى الحدث، متمنياً التوفيق والنجاح للنقابة وأن يكون الجميع عوناً لقيادتها للعمل على تحقيق الأهداف المنشودة والطموحات المرجوة من هذا الكيان.