خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته قائلاً: عباد الله اتقوا الله في حقوق الناس فإن التفريط فيها من أعظم المصائب، اتقوا الله في حقوق الناس فإن التفريط فيها أثقال وتبعات وهموم وحسرات، اتقوا الله في حقوق الناس فإنها حمل ثقيل وخطب جليل وحساب طويل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه ِمِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئَاتِ صاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
وأضاف فضيلته: أيها الناس ألد الخصوم يوم القيامة أعظم الناس حقاً، فياليت شعري كيف حال من كان خصمه بين يدي الله من أقرب الناس إليه، وأولى الناس به، (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)، فالله الله في حقوق الناس، الله الله في حقوق الغرباء الذين قد لا تجد فرصة للقائهم وحقهم مرهون بعفوهم ورد مظالمهم، الله الله في حقوق الأهل والأقرباء الذين أوصى الله بهم، الله الله في حقوق الوالدين والأبناء، الله الله في حق الزوجين.
وأكمل: إن الله تعالى قد جعل أساس العلاقة الزوجية الرفق والمودة والرحمة، فقد أمر بحسن العشرة وتقدير العلاقة الزوجية، وقد شرع الله الأحكام و الحقوق الزوجية فجعل لكل من الطرفين أحكاماً وحقوق وواجبات، ورتب عليها الجزاء والحساب، وحتّم أمرها بالثواب والعقاب، وليست هذه الحقوق مجرد أخلاق ذوقية وآداب اجتماعية و أحكام قانونية، بل هي أحكام ربانية و آيات قرآنية وسنة نبوية يتعبد الله بالالتزام بها، كما يعصى بمخالفتها، وهي ميدان اختبار وامتحان.
وأضاف: إن من أعظم الحقوق الزوجية حفظ الأسرار، فالأسرار أمانة، و إفشاؤها غدر وخيانة ولا إيمان لمن لا أمانة له.
وأكمل فضيلته: قد خص الله كل واحد من الزوجين بحقوق على الآخر، فمن حقوق الزوج على زوجته طاعته في حاجته، وصيانة عرضه، وعدم الخروج بغير إذنه، ومن حقوق المرأة على زوجها المهر، والنفقة، والسكن، والكسوة، والعدل.
واختتم الخطبة بقوله: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وأبرءوا ذممكم قبل الموت، وتحللوا من أصحاب الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها وآتوا كل ذي حق حقه.