في الوقت الذي يخشى العالم من كارثة نووية تهدد الأرض والبشرية وأزمات إقتصادية كبرى مستمرة تنذر بمجاعة عالمية وأوبئة تتجدد وتتوالد لاتتوقف عن الظهور بدون هوية وترفض الهدنة مع البشرية وأزمات مناخية وبيئية تعيد تشكيل الأرض بصورة رمادية كئيبة لاحياة فيها !
يواصل يسار العالم المتطرف سيره إلى أقصى اليسار بعيداً عن هموم العالم وقضاياه الهامة
بعيداً عن مفهوم الحياة والفطرة الإنسانية كما قدر لها أن تكون مغالطاً لأبجدياتها ويريد أن يقيم مكانها مفاهيمه التي يتلقاها من أبالسة الأرض وشياطينها ويسعى لتمريرها وغرسها جنباً إلى جنب مع ماقبلت به الفطرة الإنسانية ونادت به الأديان وتعارفت عليه الأمم والشعوب يتم كل ذلك بدعوى ترسيخ الحريات وتعزيز حقوق الإنسان التي ينتهكونها في الوقت ذاته بعد أن تحول نهج هذا اليسار من الدفاع عن توجهاته إلى العدوانية ضد الرافضين لها ومحاولة فرضها عليهم بالإجبار كما رأينا ذلك في محاولاتهم البائسة خلال بطولة كأس العالم في قطر حينما أصروا على فرض قيمهم كدعم المثلية ومخالفة قوانين البلد المستضيف وثقافة ومبادئ مجتمعه وتجاهل وايذاء الملايين من الرافضين لها من أبناء الشعوب العربية واصرارهم على تبرئة البيدوفيليين وتحويلهم من مجرمين إلى ضحايا !! في انتهاك صارخ لحقوق الأطفال واستغلالهم جنسياً بشكل علني وأمام العالم ! ولما نذهب بعيداً نحن مازلنا نسمع الكثير من الأصوات المعارضة داخل العواصم الغربية لنهج وسياسة الأحزاب اليسارية الراديكالية تلك الأصوات التي أدركت خطورة الصمت على محاولات اليسار المستمرة في الترويج لأفكارهم وقيمهم وفرضها عليهم في المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية وعبر البرامج الترفيهية ! والتي تتخذ الآن شكلاً من الحرب الثقافية المدمرة لقيم ومثاليات الأسرة التقليدية والمجتمع المحافظ والذي مازال يقاتل من أجل استعادة قيمه ومبادئه التي نشأ وشب عليها إيماناً منه بأن تلك الأفكار والمعتقدات والقيم المستحدثة من قبل هذه الجماعات ماوجدت إلا لتدمير منظومة الفطرة البشرية السوية ومساساً بالقيم الدينية والمجتمعية المسيحية ذلك بعد أن تفشت الأمراض الإجتماعية وتوالت في السقوط العديد من الثوابت وانهارات أسس القيم الأخلاقية والإنسانية وأصبح بقاء تلك الأفكار والمعتقدات في فضائهم الإجتماعي خطراً على وجودهم البشري الذي يعاني من انعدام الأمان في جميع مناحي الحياة أضف إلى أن سياسة اليسار المتطرف دائماً ماتضع كامل تركيزها وطاقتها في الإنتصار لمعركتها الثقافية وتثبيت دعائم أفكارها في أوساط مجتمعاتهم بدلاً من اعطاء الأولوية للقضايا المعيشية التي تهم معظم المواطنين وخاصة في ظل الأزمات الإقتصادية المستمرة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا وأيضاً مايؤكد وجود المناهضين للفكر اليساري هو صعود نجم الأحزاب اليمينية في بعض الدول الغربية وهذا مؤشر على التحول السياسي والشعبي الذي يدعم هذه الأحزاب لإعادة إحياء الأفكار المحافظة والتقليدية بعد التجربة اليسارية المدمرة والتي تسعى الآن إلى اقحام نفسها محملة بمعتقداتها الخبيثة وأفكارها النتنة وقيمها المنحلة إلى داخل المجتمعات الشرقية لإفسادها وتدميرها ! وعلينا مواجهتهم والتصدي لها بكل السبل والوسائل وتحصين مؤسساتنا الإعلامية والتعليمية واطلاق الحملات على وسائل التواصل الإجتماعي لنشر الوعي وتفتيت جملة هذه الأفكار والمعتقدات بالحجج والبراهين العقلية والأدلة الشرعية لحماية مجتمعاتنا العربية .