العمل الروتيني، عمل سهل وبسيط يستطيع أي موظف أن يقوم به، سواء كان مديرا أم مرؤوساً، لا يحتاج إلى جهد فكري أو بدني، حيث أن العمل يكون محاكاة للذين سبقوه، وبطبيعة الحال ينعكس على مستوى الأداء، وجودة الانتاج، وهنا نلحظ بعض المديرين من هذه الفئة يمضون سنوات في عملهم دون تقديم منجز يذكر، أو تطوير يلفت الانتباه، فيصبح منسيا سواء وهو على رأس العمل أم بعد ترجله، وهذا النوع من المسؤولين لا يرون ضعفاً في منتجهم حيث ينحدر مستوى الأداء وتتراكم الأخطاء وتزداد السلبيات، وربما يبرر مثل هؤلاء بمسوغات غير منطقية ، هم - فقط - من يقتنع بها، ويضعون تلك المبررات كشماعات يعلقون عليها أخطاءهم ويوهمون أنفسهم بأنها السبب في تلكؤ وبطء حركة عجلة العمل لإدارتهم، كأن يقول بأن الموظفين غير قادرين على العطاء، أو الأنظمة لا تساعدهم على تطوير العمل أو أمور أخرى، والمدهش أنهم يُصدقّون أنفسهم، وفي المقابل يوجد بعض الموظفين – وهم قلة- يرون أن العمل بدون تحسين وتطوير وتغيير عمل باهت، لذا تجدهم قلقون، يمنحون أنفسهم ساعات من التفكير الجاد والإبداعي والابتكاري خروجا عن الصناديق المغلقة والعمل الروتيني وينعكس بطبيعة الحال على مستوى الأداء. ولما كان العمل الإداري فن وعلم ومهارة وتواصل فإن البعض يُكرس جهده في حفظ التعاميم عن ظهر قلب، ويضيّق الواسع، بحجج واهية بأن النظام يفرض، في الوقت نفسه يدير قائد أخر ذات العمل بأسلوب يحقق الانجاز، تلو الانجاز وتكون درجة الرضا عالية لدى المستفيدين، ومن هنا تتفاوت نظرة المستفيد عن مديري المصالح الحكومية، إذ يقول البعض بأن تلك الإدارة متميزة نابهة، في حين توصم إدارات أخرى بأنها خاملة جامدة، ولم يأت التميز بمعسول الكلام، أو التراخي، بل نتيجة امتلاك الرؤية الادارية الواعية، والتواصل الاجتماعي المتميز، ومهارة القيادة، وينسحب هذا على ما يمكن تسميته ببصمة المسؤول فهناك من يقض سنوات طويلة ويخرج من عمله سواء بالتقاعد أو النقل فينسى ذكره، وتنتهي صفحته، وآخرون يظلون راسخون في الذاكرة رغم انتقالهم أو تقاعدهم، ويمكن الاستدلال في هذا الصدد بالكثيرين من النوعين، وهذا ما ينبغي أن يفهمه أي مسؤول بأن شخصه وعمله يقعان تحت مجهر النقد من المواطنين، فهم من يُحدد اتجاه البوصلة سواء برضا أو عدم الرضا، انداحت هذه الاسطر السابقة عندما جلس عدد من الزملاء في ذكر أسماء مديرين أمضوا سنوات في منطقة الباحة فمنهم من يشار إليه بالبنان وآخرون لم تتمكن الذاكرة من حفظ أسمائهم، ياليت المسؤول أي مسؤول يتدارك ذلك وهو على رأس هرم إدارته إذ أن الدولة منحته كامل الثقة ليكون على مستوى المسؤولية وحين يصبح عمله روتينيا مملا، فحتماً سيكون ذلك على النقيض مما يطمح ويتمناه المواطن، حيث يتمنى وجود المسؤول النشط المنجز المبتكر المطور الذي يحلق في سماء الابداع بعيدا عن التعقيد أو التجميد ليحقق لإدارته التميز والسبق المطلوبين، ومن هذا المنبر الإعلامي أود ذكر أسماء ادارات بعينها إلا أن المساحة قد تضيق، ويكفي مديريها ما يستحقونه من ثناء وشكر وتقدير من الأهالي، في الوقت تجد الفئة الثانية عبارات السخط وعدم الرضا، ليتنحى عن الادارة مثل المديرين المتقاعسين والذين يجيدون فقط التشبث بالكرسي بأيديهم و أسنانهم.
وعودة إلى عنوان المقالة، فالبصمة تعني ترك أثر واضح ، مثلما يترك الابهام من خطوط عند التوقيع، يترك المسؤول أثره لدى كل المراجعين. وليشارك القارئ في نبش ذاكرته باسترجاع منتج المديرين الذين تعامل معهم وليصدر حكمه دون غضاضة.
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
جمعان الكرت
التشبث بالكرسي وبصمة المسؤول
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3531695/