هناك في زمن بعيد مرت عليه سنين وسنين وكأنها لحظات عشناها مع أناس لن يتكررون ولن يعودون .
أناس قلوبهم بيضاء نقية مليئة بالحب والعطاء وكانت الطيبة والمحبة والعفوية من السمات التي طبعت شخصيتهم .
إنهم أناس منا هم آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وأرحامنا هم الذكرى الجميلة ذكري عشناها في بيت العائلة ( البيت الكبير) ليس أنه كبيراً في المساحة بل أنه يكاد أن يكون غرفتين أو ثلاثة لكنه كبيراً بقلوب آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وأحبابنا .
بيت به الخير والبركة ويملؤه الحب والحنان بيت كان دفئه حضن أمهاتنا ونوره عقل آبائنا وترابطه حكمة أجدادنا وكانو يتميزون أصحاب هذا البيت بالطيبة والحكمة والعلم الذي تعلموه من مدرسة الحياة كانت حياتهم بسيطة وعفوية كان الوقت عندهم مباركاً وكانت الحياة لا تشغل بالهم كثيرا .
فهي كانت حياتنا بكل طفولتنا وبرائتنا عندما كنا نجلس معهم في حجرة واحدة وتمتلئ بالأهل والأحباب يتسامرون ويضحكون .
كانت أنفاسهم تدفئ الحجرة في ليالي الشتاء الباردة وابتسامتهم تنيرها في الليالي المظلمة .
وكانو يتناولون طعاماً بسيطاً تعده الأم من أبسط المكونات .
كان طعاماً صحياً وشهياً والبعض منا ظل يتذكر هذا الطعام ولن ينساه .
كانت ألعابنا بسيطة لكنها كانت تتميز بالذكاء وكانت مشاكلنا قليلة وأفراحنا كثيرة كنا نتشوق للحديث مع آبائنا وأمهاتنا ولا نتركهم حتي اذا أطبق النوم على جفوننا .
صرنا إلى أماكننا نفترش فراشاً وغطاء قليل ورثاً في خامته ولكنه كبيرٌ في ( لمته ) وثقيلاً بالدفئ والحب .
حقا أنه زمن جميل ولم يقتصر على الأهل والأحباب فقط بل أيضا على الجيران التي كانت علاقتهم تكسوها مشاعر الترابط والتراحم فكان الجار بمثابة الأخ يشاركه في أفراحه ويواسيه في أحزانه وكان بينهم حب وتعاون وكانت العلاقه بين الجيران مميزة ومتينة وكانت علاقتهم كالأهل خصوصاً في ريفنا الجميل .
وعندما يخيم الظلام ويعم السكون والهدوء تغلق الأبواب والنوافذ في وقت واحد وينامون أهل الطيبة والمحبة في هدوء وأمان .
أما نحن الآن وبعد أن شغلت أوقاتنا مايسمى ( وسائل التواصل الاجتماعي ) نعيش في زمن عجيب ونسكن في بيوت كبيرة المساحات ولا يدخلها أهلاً ولا أحباب .
زمن تقطعت فيه الأرحام ووصل فيه الأهل إلي القطيعة والنزاع والاختصام أمام ساحات المحاكم .
وضعفت العلاقات بين الجيران حتي انها أصبحت شبه معدومة فهذا هو الزمن الذي نعيش فيه الآن .
أما الزمن الجميل لا يبقى من ذكراه إلا الحنين والأشواق الكبيرة لماضينا الجميل ليس لجماله فقط بل لجمال أهله وأرواحهم الطيبة النقية التي رحلت عنا ولم تعود ابدا وأصبحت الآن ذكراهم تدفئ قلوبنا وتؤلمنا لفراقهم .
رحم الله أرواحا حفرت ذكراهم في قلوبنا ورحلت عنا ولم تنسي ورضينا بقضاء الله برحيلهم المؤلم.
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
بقلم_وسام حسني غتوري
الحنين إلى بيت العائلة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3527792/