النظرة السوداوية لاتبشر بخيرٍ حتى في أحلك الظروف ، وهي من مسببات عدم الشعور بالسعادة والإرتياح والرضى ويكون الإنسان منزعجاً بشكلٍ دائم ويسهلٌ إستثارته لأتفه الأسباب لأنه على درجة معينة من الغليان الداخلي لعدم إنسجامه مع نفسه والآخرين والواقع الذي يعيشه ، وترى البعض قد تغشاه الهم وغزاه الشيب و شاخ وعاب مبكراً ، كل ذلك بسبب تلك النظرة المتشائمة وعدم حسن الظن بالله ، فمثل تلك المجتمعات كثيرة الشكوى والتذمر بمناسبة وبغير مناسبة فيعيشون حياة البؤس والألم ، وتوقع الأسوأ دائماً ، فهذه لعمرك العذاب المعجل والذي حكمت أنت على نفسك بذلك .
فكأي إنسان إذا قُدر لك أن تكون من ضمن الحضور ، ستستمع مضطراً لكثيراً من الحوارات والجدال الذي لا فائدة مرجوة منه سوى السوداوية في تلك المجالس فجُلها متشائم ومتذمر وميؤوسٍ منه أن يعي أو يتعلم أو يوسع مداركه ليرى أمامه من الإيجابيات مالله به عليم ،، فمثل هؤلاء لا ترى أعينهم إلا الضيق في الأفاق ، وعتمة الليل في مسالك الطريق ،حتى وهم يمرون بتجربة جميلة في حياتهم أو من خلال قطاع خدمي أو مواقف إيجابية من خلال فرد أو مجتمع ، إلا أنهم يستجلبون الماضي والمآسي التي يرون أنهم عاشوها فيُغرقون أنفسهم في تفاصيل الألم ويفوتون عليهم متعة اللحظة التي يعيشونها ، ولا يستمتعون في حاضرهم ولا ينظرون للمستقبل .
فمن وجهة نظري أنهم أصحاب " عيونٌ مزيفة " لا ترى الواقع بواقعية ولابنظرة تفائلية ،، كل ذلك بناءً على سوء فهمهم للحياة برمتها أو بسبب تجربة فردية أو خطأ أو قصور في شيئ ما أو معاناةٌ أكل عليها الزمان وشرب .
كيف لهؤلاء أن تعرف السعادة إليهم طريقاً ومتى لهؤلاء أن ينظرون للجانب المشرق من الحياة ، ليس شرطاً أن يعجبك كل شي أو ترضى عن كل ذلك ، فما يعجبك قد يغيض غيرك وماتحبه أنت قد يكرهه آخر ، ،، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع ، ولولا إختلاف الأفكار لتكررت النسخ من البشر ، فتكرر معهم الأهداف والإتجاهات والنوايا ، ولكانت بوصلة الجميع في إتجاه واحد " وهذا هو الملل الحقيقي بشحمه ولحمه فلقتتل الناس في الطرقات وتزاحموا في الأماكن ولفسدت الأرض والسماوات .
فالتغيير والتغيّر سنة الله في هذا الكون ،، فلولا المرض لم نعرف طعم الصحة ، ولولا الموت لم نعرف قيمة الحياة ، ولولا الفراق لما عرفنا معنى الإجتماع بالأهل والأحبة ، ولولا الخوف ماعرفنا معنى الأمن ، ولولا التجارب والمحن لم نتجاوز الظروف ،
فلذلك إجعل نفسك سعيداً مادامت الشمس تُشرق في حياتك متسلحاً بالصحة والأمن و الإيمان ، وكن متفائلاً ومتقبلاً لتغيير والتعايش ، تعلم كيف تتكيف مع واقعك بقدر إسعاد نفسك ومن حولك ،، فلا تعتقد أن الحياة ستنتهي بمجرد حصول المرغوب فيه ، فإنتهائها بالنسبة لك ، ولادة حياة جديدة لغيرك ، فتمتع بما لديك قبل فواته ، فلا تتوقع أن السماء ستمطر يوماً بالسعادة والتفائل ، وأنت تتقوقع تحت مضلتك ، لابد أن تُحسر عن رأسك ، وتخرج من عباءة ظنونك السيئة ، لتنظر للحياة من نافذة الأمل والأمنيات لترى بنظرة المقبل السعيد المتفائل ، حتى تنعم بالحياة التي أرادها الله لك ، فكن كما تحب أن يراك الله ، لا كما يحب أن يراك الناس ، عندها سيقبلك الجميع وتعيش راضي النفس مطمئن البال ..