يؤثر اضطراب اللغة النمائي DLD الشائع للغاية على ما يقرب من طفلين في كل فصل دراسي. ويتمثل في معاناة الأطفال المصابين بمرض DLD لفهم واستخدام لغتهم الأم. كما يواجهون مشاكل في القواعد والمفردات وإجراء المحادثات.
وتزيد الصعوبات اللغوية لديهم بشكل كبير من خطر مواجهة صعوبات عند تعلم القراءة وقلة التحصيل الأكاديمي ويصبحون في الكثير من الأحوال عاطلين عن العمل وغير قادرين على مواجهة تحديات الصحة الاجتماعية والعقلية، بحسب ما نشره موقع “نيوروساينس نيوز” Neuroscience News نقلًا عن بحث نُشر في مجلة eLife.
مادة “المايلين”
استخدم دكتور سالوني كريشنان وزملاؤه في “جامعة أكسفورد” فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي التي كانت حساسة بشكل خاص للخصائص المختلفة لأنسجة المخ، حيث قاس المسح، على سبيل المثال، كمية مادة “المايلين” myelin والحديد في الدماغ. يعد “المايلين”، وهو مادة دهنية تلتف حول الخلايا العصبية وتسرع نقل الإشارات بين مناطق الدماغ، بمثابة نظام عزل مماثل للعزل حول الكابلات الكهربائية.
أظهرت نتائج البحث أن الأطفال المصابين بمرض DLD لديهم كمية أقل من المايلين في أجزاء الدماغ المسؤولة عن اكتساب القواعد والعادات، وكذلك تلك المسؤولة عن إنتاج اللغة وفهمها. ويقول دكتور كريشنان، الأستاذ بـ”جامعة لندن” والذي قاد الدراسة بصفته زميلًا باحثًا في “جامعة أكسفورد”، إن مرض “DLD حالة غير معروفة نسبيًا ولم يتم دراستها جيدًا، على عكس حالات النمو العصبي المعروفة مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعسر القراءة أو التوحد. لهذا تعتبر الدراسة خطوة أولى مهمة في فهم آليات الدماغ (التي تسبب هذا) الاضطراب”.
علاجات جديدة
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة دكتورة كيت واتكينز، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي في جامعة أكسفورد، إن “هذا النوع من الفحص يخبرنا المزيد عن تركيب أو تكوين أنسجة المخ في مناطق مختلفة. ويمكن أن تساعد النتائج في فهم المسارات المتضمنة على المستوى البيولوجي وتسمح في نهاية المطاف بشرح سبب معاناة الأطفال المصابين من مشاكل في تعلم اللغة”.
إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه الاختلافات في الدماغ تسبب مشاكل لغوية وكيف أو إذا كانت الصعوبات اللغوية يمكن أن تسبب هذه التغييرات في الدماغ، بما يمكن أن يساعد الأبحاث العلمية الإضافية في التوصل إلى علاجات جديدة تستهدف هذه الاختلافات الدماغية.