مما لاشك فيه أن الثروة الحيوانية من أهم العوامل التي تسهم ببقاء الإنسان. والعرب في الجزيرة العربية بشكل عام والسعوديين بشكل خاص سوا رجال أو نساء يهتمون بهذه الثروة ومع الإبل وتحمل الصعاب لهم علاقة وثيقة وقصص حياة كثيرة في الماضي أو الحاضر وكذلك المستقبل سوا كانوا افراد أو رجال أعمال أو رموزا أو ملوكا.
لذلك فالإبل عنصرًا ثقافيًا مهمًا من مكونات الثقافة في مجتمعنا السعودي لان الثقافة (كل مركب) كما عرفها أدوارد تايلور. إذًا هي مكونة من عدة عناصر وهناك عناصر ثقافية تبقى وتستمر وتحافظ على قيمتها واستدامتها وعناصر أخرى تبرز وأخرى تختفي وسر استمرار بعضها هو تحديثها باستمرار بمعنى الحفاظ على الجوهر أو اللب للعنصر مع تطويعه وتسييره حسب المتغيرات ومتطلبات الحياة، وسر الاختفاء ترك العنصر كما هو من دون تحديثه أو تكييفه مع المتغيرات ، والبروز الجديد هو اختراع أو عمل أبداعي يسهم بسهولة الحياة ويلقى قبولا ثم يصبح عنصر مهم في الثقافة،
وكما يقال أيضا (بإن الثابت في الحياة هو التغير) ، من يريد مواكبة الحياة يلزمه التغيير باستمرار وهذا ما احدثتهُ رؤية المملكة 2030 من تغيرات راديكالية سريعة ومثمرة وذات ابعاد استراتيجية على مستوى الدولة داخليا وخارجيا وتشمل جميع المجالات تبدا من تحسين حياة الفرد المادية والمعنوية حتى تصل لشرق أوسط عظيم، وهذا عمل جبار ويحتاج لتركيز وتخصص في المجال سوا من الفرد او المنظمة , وتوجيه الموارد المتاحة نحو الهدف المراد من هذا التخصص فالتركيز يوسع الافاق ويتوقع المستقبل من خلال توليد الأفكار وابتكارها وبالتالي عمل مميزًا, ويسهم التركيز أيضًا في أخذ الاحتياطات اللازمة . إذًا أي عنصر نريد له ان يبقى ويستمر يحتاج لتركيز وتحديث .فالابل عنصر من العناصر المكونة لثقافاتنا السعودية , ولها دورا في بقائنا ونحن لنا دورًا اجتماعيًا في بقائها . واذا اردنا الحفاظ عليها لابد من معرفة محركات الثقافة العصرية, وعندما نلقي نظرة على محركات الثقافة العالمية في العصر الحالي ونحن جزاء من هذا العالم نجد أن التقنية والاقتصاد والسهولة والاتاحة تشكل ركائز الثقافة ، لذلك ينبغي أن نركز على هذه الركائز الأربعة وكيف نجعل الإبل تدخل الثقافة عبر هذه الركائز للحفاظ عليها كعنصر ثقافي سعودي، وهذا التماهي أو الدخول يحتاج لعصف ذهني لإيجاد فكرة استراتيجية ثم التخطيط لكيفية التخطيط ثم القيام بعملية التحليل والتخطيط الاستراتيجي مع الاخذ بالاعتبار الوصول لأعلى فائدة ممكنة، والبحث عن أفكار ومبادرات تدعم ذلك وتتميز بالإيجابية وتكون اكثر عمقا واكثر فائدة لمجتمع ملاك الابل معنويًا وماديًا ، لهذا لا استطيع تجاوز العمل الاستراتيجي المدعوم من القيادة في المملكة العربية السعودية والذي يشرف عليه رئيس مجلس الوزراء وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حيث أصبح للابل كيان حكومي يضم موظفين متخصصين وله مجلس إدارة ورئيس تنفيذي وخطط استراتيجية وتم ادخال التقنية والعلوم وإيجاد منصات رقيمة لتسجيل الابل وترقيمها وتأمينها وتحليل الحمض النووي لتمييز السلالات وتنظيمها بشكلٍ إداريًا حديث ومنظم ومتطور وكل ذلك عبر نادي الإبل ، ورؤية النادي (ان نكون الرواد في عالم الابل عالميًا ومرجعًا تاريخيًا وحضاريًا واقتصاديًا ) فأرى أنها رؤية موفقة وواقعية وممكنة التحقيق وحتى الرسالة والقيم والاهداف كذلك واقعية وممكنة التحقيق , وأحاول في هذا المقال البحث عن فكرة مبادرة وليست مبادرة تناسب مع ركائز الثقافة المذكورة سابقًا لعلها تساعد في تحقيق رؤية النادي وهي تعبر عن رائي الشخصي فقط. ولن تكون أهم من أفكار ممن يقومون على أعمال النادي، وأتمنى ان ترتقي لمستواهم وتحوز على رضاهم .
وما فكرة أنشاء النادي الا للحفاظ على الابل وعلى مصلحة ملاكها والتعريف بأهميتها للصالح العام للوطن والمواطنين ونشر ثقافة اقتنائها ، وبأذن الله سوف يتحقق ذلك وسوف يتحقق ما هو اكثر من ذلك . ولو امعنا النظر قليلا لوجدنا ان لاستدامة الابل اثر في استدامة الانسان حتى لو حصلت تغيرات عالمية كبيرة وغير متوقعة فالابل تعتبر سدا منيعا للأجيال القادمة وخطة استراتيجية احتياطية بديلة امام الكوارث والأزمات العالمية والتي لا نتمنى حصولها ولا نتوقعه.
وأتمنى ان ما تمخض به الذهن من أفكار تسهم بفائدة ولو بالشيء القليل في نشر ثقافة امتلاك الإبل وتسهم بتحقيق رؤية النادي والعمل على زيادة عملائه وتتناسب مع جميع الملاك حسب قدراتهم المالية ودرجات تقييم أبلهم، وتتيح أمام النادي فرص للتوسع والنمو والانتشار والوصول لكل الشرائح الاجتماعية المهتمة ، فانا وغيري يدرك بآن أصحاب النخب لديهم قدرة مالية عالية تمكنهم من شراء وبيع النخب بأسعار مليونيه وهذا داعم قوي للنادي ومؤشر جيدا والتعامل بمثل ذلك يرفع سهم النادي ويسهم برفع الناتج المحلي ومن ينتقد ذلك فهو ممن يريد بقاء الحال كما هو عليه من دون أحداث تغيير وهذا كما ذكرنا من أسباب الاختفاء والاندثار ، وفي المقابل حصر المسابقات الخاصة بالابل على النخب فقط يقلل من عملاء النادي لان هناك شرائح كثيرة من الملاك لا يستطيعون المشاركة لان المعيار أعلى من قدراتهم وبالتالي يؤثر على نشر ثقافة اقتناء الإبل وتحقيق الرؤية فاقترح ان تكون هناك مواصفة او معيار او درجة تتيح فرص اكثر لغير النخب في المشاركة في المسابقات وتكون على مستوى كل منطقة وتقام في نفس المنطقة لتقليل التكلفة على الملاك واثارة دوافعهم وحماسهم للمشاركة بشرط ان تكون تحت إدارة النادي وبتعاون وتنسيق مع امارة المنطقة تعد إمارة المنطقة مكان مناسب لذلك وتذهب لجان التحكيم وغيرها من لجان التنظيم الخاصة بالنادي الى المنطقة وهذا بدوره يزيد من عملاء النادي ويسهم بسد الفجوة بين الإبل النخب أو الدرجة الممتازة والدرجة العادية , ويحدث ذلك حراك لدى ملاك الدرجة العادية من خلال البيع والشراء وتطوير السلالة واقتناء سلالات قريبة من درجة النخب والتدرج التطويري لابلهم للوصول للمشاركة في النخب وكذلك النادي يحقق أرباحًا اكثر، واقتراح أيضا فيما يخص النخب وملاكها، فهم يتعاملون مع ابلهم كشركة أو كاقتصاد فاعتقد انها فرصة متاحة امام النادي لتقديم فكرة مبادرة ومناقشتها مع الملاك وأصحاب الاختصاص والجهات المعنية حول كيفية إدخال النخب كشركة تطرح في سوق الأسهم وتطرح للاكتتاب ويكون النادي هو من يتولى هذه العملية وأدارتها وتستثمر هذه الأموال فيما يعود على النادي والملاك والمساهمين بفائدة فاغلب اهتمامات العالم اليوم اقتصادية ومالية والبحث عن المتاح والسهل ، فكيف يستفيد النادي من خلال هذا الاتجاه والاهتمام الثقافي وتطويعه ليصب بالصالح العام للنادي وللابل بجميع درجاتها وملاكها . والنادي يمتلك نقاط قوة تؤهله وتمكنه من ذلك.
التعليقات 1
1 pings
محمد سويد الرشيدي
05/10/2022 في 4:15 ص[3] رابط التعليق
P
(0)
(0)