شارك الآلاف من الأكراد والأتراك اليوم الأحد في تظاهرات احتجاجية ضد عمليات القمع واستخدام العنف في إيران لفض التظاهرات بعد وفاة مهسا أميني، فيما شهدت الاحتجاجات في تركيا تمزيق جوازات سفر إيرانية، وقص عدد من النسوة شعرهن احتجاجًا على تقييد الحريات، وفقًا لـ”العربية نت”.
وفي التفاصيل، خرج المئات من الجالية الإيرانية وناشطون فرنسيون في شوارع العاصمة باريس اليوم تضامنًا مع التظاهرات في إيران ضد النظام، ورفع المتظاهرون لافتات وصورًا تندد بمقتل مهسا أميني.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة “هيومان رايتس ووتش” اليوم الأحد ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في إيران إلى 133.
وتشهد إيران حملة قمع ضد التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من أوسلو مقرًّا.
وتحدثت المنظمة في وقت سابق الأحد عن سقوط 92 قتيلاً ارتفاعًا من 83 قتيلاً في تحديث سابق، فيما قال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن “من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع إيران من ارتكاب جرائم أخرى”.
وفي تطور جديد أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء اليوم الأحد بمقتل اثنين من أفراد التعبئة الشعبية في اشتباكات مع متظاهرين في إيران، فيما أشارت الوكالة إلى أن أحدهما قُتل في قم، بينما لقي الآخر حتفه في قشم إثر إصابتهما بعد أن تعرَّضا “لهجوم” من المحتجين.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة اليوم الأحد إن مَن وصفهم بالأعداء يهدفون إلى التخطيط “لمؤامرة جديدة من أجل منع البلاد من التقدم. وكانوا يقصدون عزل البلاد لكنهم هزموا”، على حد تعبيره.
وحذَّر رئيس البرلمان الإيراني اليوم الأحد من أن الاحتجاجات قد تزعزع استقرار البلاد، وحث قوات الأمن على التعامل بقسوة مع مَن قال إنهم “ينتهكون الأمن”.
وقال محمد باقر قاليباف في جلسة برلمانية إنه خلافًا للاحتجاجات الحالية، التي تهدف للإطاحة بالحكومة، فإن المظاهرات السابقة التي شارك فيها معلمون وموظفون متقاعدون بسبب قلة رواتبهم كانت تهدف للقيام بإصلاحات، بحسب الموقع الإلكتروني للبرلمان.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لضابطَين إيرانيَّين، يعلنان فيه دعمهما للاحتجاجات.
ولا تزال الاحتجاجات الشعبية مستمرة؛ إذ شهدت مدن إيرانية عدة مسيرات ليلية، استمرت لفجر اليوم الأحد.
فمن مدينة سقز بمنطقة كردستان الإيرانية، مسقط رأس مهسا أميني، التي قضت من التعذيب على يد شرطة “الأخلاق” الإيرانية، تظاهر مئات الإيرانيين ضد عمليات القمع واستخدام العنف الذي تمارسه قوات الأمن الإيراني.
وشهدت مدينة سنندج في محافظة كردستان إيران تظاهرات غاضبة، طالب خلالها المحتجون بوقف عمليات الاعتقال والعنف ضد المتظاهرين.
وخرجت تظاهرات حاشدة في مدينة بندر عباس جنوب إيران ضد استمرار القوات الأمنية في قمع المتظاهرين. وردد المتظاهرون شعارات غاضبة ضد النظام في إيران وأجهزته الأمنية.
واندلعت الاحتجاجات إثر الإعلان في 16 سبتمبر عن وفاة أميني، وهي كردية إيرانية، تبلغ 22 عامًا، توفيت بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشددة في إيران.
وخارج إيران انطلقت مسيرات أمس السبت في مدن عدة حول العالم تضامنًا مع حركة الاحتجاج في إيران التي أشعلتها وفاة أميني، كما خرجت تظاهرات في لوس أنجلوس الأمريكية دعمًا للاحتجاجات في إيران.
وتظاهر عشرات الآلاف أمس السبت في مونتريال ومدن كندية أخرى تضامنًا مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة “الأخلاق” الإيرانية.
وشارك عشرات الآلاف في مسيرات التضامن في مدن كندية عدة، بينها فانكوفر وتورنتو والعاصمة أوتاوا.
وفي مونتريال أقدم عدد كبير من النساء على قص شعرهن. ورفع حشد من أكثر من 10 آلاف شخص لافتات، كُتب عليها “العدالة”، و”لا للجمهورية الإسلامية”.
ودعا كثير من الأشخاص الذين انضموا للحشد إلى تغيير النظام في طهران، وإلى تشديد العقوبات على إيران من جانب كندا