بدأ اليوم الجمعة التصويت في جزء تسيطر عليه روسيا من أوكرانيا في عمليات استفتاء من المتوقع أن تستخدمها موسكو لتبرير ضم أربع مناطق.
وقال فلاديمير روجوف، وهو مسؤول في الإدارة المدعومة من روسيا في تلك المنطقة “بدأ التصويت في الاستفتاء على أن تصبح منطقة زابوريجيا جزءا من روسيا باعتبارها كيانا أصيلا من روسيا الاتحادية! إننا عائدون إلى الوطن!”.
وأدان الغرب على نطاق واسع مثل هذه الاستفتاءات ووصفها بأنها غير شرعية ومقدمة لضم غير قانوني.
وقال سيرهي جايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوجانسك، إن مدير إحدى الشركات في بلدة بيلوفودسك التي تسيطر عليها روسيا، أخبر الموظفين أن الاستفتاء إلزامي وأن من يرفضون المشاركة سيُطردون وتسلم أسمائهم إلى جهاز الأمن.
وأضاف أن السلطات الروسية في بلدة ستاروبيلسك منعت السكان من المغادرة حتى يوم الثلاثاء مع إرسال مجموعات مسلحة لتفتيش المنازل وإجبار الناس على الخروج للمشاركة في الاستفتاء.
ومن المقرر أن يستمر التصويت في أربع مناطق هي لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، التي تمثل نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، من اليوم وحتى الثلاثاء المقبل.
ويأتي هذا بعد أن استعادت أوكرانيا هذا الشهر السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم مضاد، جاء بعد سبعة أشهر من بداية الغزو الروسي.
وتبحث السلطات الموالية لموسكو الاستفتاء منذ شهور، لكن الانتصارات الأخيرة التي حققتها أوكرانيا دفعت المسؤولين إلى الإسراع في تحديد موعد لها.
ويبدو أن موسكو تحاول استعادة اليد العليا في الصراع مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط للقتال في أوكرانيا.
وتقول روسيا إنها فرصة لسكان المنطقة للتعبير عن آرائهم.
وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف هذا الأسبوع “منذ بداية العملية… قلنا إن شعوب المناطق المعنية يجب أن تقرر مصيرها”.
وتقول كييف إن موسكو تنوي تصوير نتائج الاستفتاء على أنها علامة على دعم شعبي، ثم استخدامها ذريعة للضم، على غرار استيلائها على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي.
* تبرير الدفاع عن النفس
من خلال دمج المناطق الأربع مع روسيا، يمكن لموسكو تبرير التصعيد العسكري على أنه ضروري للدفاع عن أراضيها. وقال بوتين يوم الأربعاء إن روسيا “ستستخدم كل الوسائل المتاحة” لحماية نفسها، في إشارة على ما يبدو إلى الأسلحة النووية، مضيفا أن هذا “ليس خداعا”.
وقال دميتري ميدفيديف، الذي كان رئيسا لروسيا من 2008 إلى 2012، في منشور على تيليجرام “التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام كل قوى الدفاع عن النفس”.
ويعتقد أن نتائج الاستفتاء ستكون حتما لصالح روسيا. وكانت النتيجة الرسمية للتصويت في شبه جزيرة القرم في عام 2014، الذي قوبل بانتقادات دولية بوصفه مزورا، هي تأييد الضم بنسبة 97 بالمئة.