في اليوم العالمي للسلام الذي أقرته الأمم المتحدة بتاريخ 21 سبتمبر من كل عام , قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يلقي خطابه الناري , والذي اعترف فيه بالهزيمة في أوكرانيا , ثم أعلن التعبة الجزئية , الرئيس الروسي لوح في خطابه بأنه قد يقوم باستخدام السلاح النووي إذا تطلب الأمر ذلك , وقال إن بلاده في مواجهة مع حلف الناتو في أوكرانيا . التعبئة الجزئية مصطلح فضفاض وقد يتحول إلى التعبئة الشاملة دون إعلان ذلك . وزير الدفاع الروسي شويغو قال إن بلاده قادرة على حشد (25) مليون جندي . يبدو أن شويغو ما زال يفكر بعقلية الحرب التقليدية , فالحرب العالمية لن يكون للتفوق البشري أي قيمة (أسلحة الدمار الشامل) , والغرب يتفوق على روسيا بمراحل فلكية سواء في أسلحة الدمار الشامل أو التقنية وهي التي بدورها سوف تحسم أي حرب قادمة . في العقيدة العسكرية الروسية ليس هناك أي قيمة أو اعتبار للخسائر البشرية . الهزيمة في أوكرانيا تعني نهاية بوتين وتفكك روسيا إلى أكثر من (10) دول , وهذا ما يسعى إليه الغرب حاليا . وبالتالي فليس هناك بديل أمام بوتين إلا تحقيق النصر أو خيار شمشون (تدمير المعبد على من فيه) . يبدو أن أمريكا وبريطانيا لا يباليان بالتهديدات الروسية , ولكن الحلفاء الغربيين يدركون عواقب ذلك وأن بلادهم في حال نشوب الحرب العالمية الثالثة سوف تكون (ميدان رماية) لكل أطراف النزاع . الرئيس الروسي يدرك أيضا أن كسب الحرب العالمية أمر بعيد المنال وأن الشعب الروسي كما هو الحال مع الشعوب الأوروبية قد أصابه الوهن والضعف ولا يرغب في القتال . الصين بدورها نأت بنفسها عن تهديدات بوتين وأعلنت عن استعدادها للتوسط من أجل حل النزاع في أوكرانيا سلميا . ناهيك عن كون الصين مشغولة حاليا بالملف التايواني . وفي نفس الوقت تدرك جيدا في أنه في حال هزيمة روسيا سوف تكون الهدف الثاني للغرب المتوحش . في النهاية يبقى خيار السلم (التسوية) هو الأقرب . ولكن يبقى خيار الحرب قائما , ولا ننسى بأن الحرب أولها كلام (الحرب الكلامية) . دول العالم الثالث سوف تبقى في موقع المفعول به في حالة السلم والحرب , والخيار الوحيد المتاح أمامها هو بذل أقصى جهد من أجل تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي من الغذاء لمواجهة المجاعة التي سوف تحل في العالم في حال نشوب أي حرب عالمية .