ليس لي أصدقاء لأنه هو الصديق ؛ يسكن حبه قلبي ، وموجه رقة وحنين تسري لروحي؛ لتنعش فؤادي، وتجعلني أسرح في عالم الخيال والحب…..
في عالم الشعر البديع، وعالم الزهور والبساتين ذات الروائح المريحة للنفس التي تجعلك كأنك تحلق في سماء بلا غيوم ولا رياح عاتية مثيره.
إنه البحر صديق غربتي …
صديقي الذي أشكو له آلامي وآهاتي الموجعة التي أدمت قلبي، وزودت أنينيّ، وجعلتني أصرخ بصوت كتوم حتى أصابتني العلل عللًا، وهمومًا ثقيلة وعقبات كئود.
أحكي له فيخفف عني ويصبرني.
البحر صديق كل محب، ورفيق كل مهموم، ويستر كل مفضوح باح له بسره.
موجه نسائم، وعبيره يحيي قلوب يائسة، ويشعرك بالأمل والحياة المنعشة….
تزوره في الصباح يسعدك بقربه، ويحدثك بلغته كأنه يعرف ما بداخلك من جروح وآلام، كأنه يقول لك لا تحزن، إستنشق هذا العبير وستسعد وسيطيب قلبك وستفرح.!!
عندما يروق لك الجلوس على شاطئه يحاكيك ويقول لك: تعرَّف إليّ أكثر وأكثر، أنا أمين أسرار كل البشر؛ فلم أبح بهذه الأسرار منذ الأزل ، فاطمئن ولا تخف فيشعرك بالراحة والأمان، فتقص عليه قصصك المخزونة بفؤادك، وتسترسل في البوح وهو يسمع بدون ملل ويجيب بهديره المتموج مع كل بوح ….
هو صديقي الأمين المخلص؛ وطبيبي المداويً لعللي وآهاتي.
صديقي البحر: عندما أقف أمامك أستحضر كل لحظات الجمال والروعة والذكريات الجميلة، بل أتخيل طفولتي البريئة، ولعبي ومرحي الرائع كنسائم موجك الهفهاف.
بل أستحضر لحظات الحزن والغربة، وقصائد الألم لفراق الأحبة، وذكرياتهم الجميلة التي تسكن عقلي ومخيلتي..فأنفجر في حبك لأنك ملهمة جمال روحي وحياتي وقصائدي وأشعاري ورحيق نسيان ٱلامي وأحزاني ؛ تمسح دمعتي، بموجك ونسيمك البارد لصدري، وحنينك المتواصل ، وسؤالك عني في البعد، ورسائلك التي لا تنقطع عبر الأسير والذكريات.
حتى عندما أمسك بريشتي وأرسم ملامح غربتي وفقد أحبتي في قصائدي ؛ تكون بإلهام من زرقتك وصفائك وهدوئك ،
أودعك وتفهم وداعي ، وتخبرني أنك في انتظاري حتى أبوح لك بأسراري ، وعندما أعود ؛ أعود اليك مسرعا لأنك معشوقي وصديقي؛ حتى أسترح على شاطئك من عناء الغربة، ووحشة الفراق، وبعد القصيدة.