بر الوالدين ثماره تعود على من يبرهما ، ولا حدس تواترت النصوص القطعية من القرآن الكريم ، ومن الاحاديث النبوية صحاحها وحسانها ماتواتر منها ، وما أشتهر على بر الوالدين دلالة تفيد اليقين تحقيقاً لا تعليقاً . نورد قصة الشابين السعوديين أخ وأخته برهما لوالدتهما . تذهب الرواية ان شاباً سعودياً في العقد الثاني من العمر ، وأخته تصغره بسنتين ، وهما من سكان أقصى شمال السعودية مابين محافظتي طريف والقريات . تعرضت والدتهما إلى الاصابة بمرض غامض اعيى الاطباء معرفته ، وما تركا مصحةً أو مستشفاً حكومياً أو خاصاً إلا عرضت عليه ، وأنهكتهما المواعيد . تتباعد وتتقارب حيناً . فضلاً تجشم السفر ، ومشاق الطريق ، ومايترتب من مصاريف الطريق ، والإقامة والأكل والشرب ، وغيرها من نفقات . أشار بعض جلدته ومعارفه ان يسافرا بها إلى مصر ، لكن قلة المادة منعدمة عندهما ، ومتقدم على إحدى الكليات العسكرية من ضمن المتقدمين ، وينتظر اشعار القبول ، وظروفه صعبة جداً لاسيما المادية ، ومما زاد صعوبةالظروف ماتعانيه والدتهما من مرض قلقهما ، يونون مع ونينها ، فقد نفر طائفة من جماعتهما ، وجمعوا مالاً لاباس به على سبيل التبرع من أجل مساعدتهما لعلاج والدتهما في مصر ، وحزما أغراضهما وأمتعتهما استعداداً لسفر ، وحجزا تذاكر الطيران على الخطوط المصرية في أول الصيف ثلاث تذاكر ، الشابان ووالدتهما ، واثناء وصولهم القاهرة قاهرة المعز استأجروا أول الأمر بأحد الفنادق البسيطة ثلاث نجوم ، وأتصل الأخ من حينه بسفارة بلاده السعودية بالقاهرة لإرشاده أمهر المراكز الطبية المتميزة ، وقدمت له سفارته بإرشاده المراكز الصحية ذات الجودة الجيدة ، والمشهود لها بكفاءة طاقمها الطبي ، مستشفى كليوباترا العام ، واثناء عمل الفحوصات الاولية أرشده أحد السعودين بان يحجز بالفرسان للشقق الفندقية بمدينة النصر خلف المصرف الكويتي . يمتاز بنظافته ، وحسن الخدمات المقدمة فيه ، وأجرته متواضعة مقارنة مع غيره ، وقربه من جامع تعز . فضلاً إن نزلاءه من الخليج العربي بعوائلهم ، وقد وجد بالفندق مبتغاه المطلوب وفق نصيحة من نصحه ، وتوفق الاطباء في اكتشاف علة مرض والدته ، وساروا في خطة العلاج ، وفق استشاريين إخصائين متميزين في مسارهم الصحي لإتمام مراحل العلاج ،وقد شارفوا على الانتهاء ، وبينما في إقامته بالقاهرة تلقى اتصالاً من الكلية يتطلب حضوره مقر الكلية بعد غداً ، فأراد منحه متسعاً من الوقت حتى يتمكن من الحضور باعتباره خارج الوطن ، فأكدوا ان لم يحضر بالموعد ، هناك البديل على قائمة الانتظار ، وسوف يؤخذ الذي بعده ، ويصرف النظر عنه ، فحتار في أمره بين أمرين : مستقبل ينتظره بفارغ الصبر ، وأماً ينتظر تماثل شفاءها ، وتحسن حالها . اجتمع عسران والخطوط تعتذر عدم وجود مقعد فضلاً موعد إقلاعها وهبوطها بالرياض يتفاوت مع موعده ، وعليه الانتظار شاهده بعض النزلاء الخليجين في غير عادته ، وباشروه سلامات على الوالده لعلمهم بحالتها الصحية . أفصح عما هو فيه من موقف ، فأشار احدهما في فندق شرتون يقيم احد المتنفذين بالخليج العربي . يمكن ان يساعدك كون له ثقله الاجتماعي ، ووجهاته الاجتماعية ، وفعلاً ذهب للفندق ، من حسن الحظ وجده في مطل الفندق جالساً بين أثنين من مرافقيه يتبادلوا أطراف الحديث . جلس وأصنت حتى انهوا الحديث بينهم ، وعرض موضوعه ، ولابد ان يكون غداً بالسعودية ، وطلب مساعدته ما وسعه المسعى ، وتسأل عن سبب تواجده بالقاهرة ، واخبره من أجل علاج والدته ، واستحسن طرحه وأسلوبه ، فضلاً عن وسامته ، وعطف عليه من أجل حسن سمته ، وحديثه ووسامته ، وأجرى اتصالاته واستطاع ان يجد له مقعداً واحداً في رحلة هذا المساء ، وتم إجراءات الحجز وبعد الفراغ من حجز المقعد . طرح المتنفذ سؤالاً متسائلًا عن أخته هل شقيقة من الوالدين ؟ فأجاب بنعم . ثم اثنى بسؤال أخر فارغة ام متزوجة او مخطوبة ؟ فأجابه بل فارغة . أطنب قليلاً ثم عاود القول طالباً خطبتها . ان ينكحه أيها بعد مشاورة والدته وأخته ، وموافقة الجميع بينما المتنفذ أزف الثمانين من العمر ، فأخبر والدته بالأمر بطلب المتنفذ خطبة أخته ، فقالت والدته : أنت تعرف مانحن فيه من قلة وعوز ، ولولا بعض المتبرعين ما أستطعنا العلاج بمصر ، وماكان منه ووالدته وأخته الا الاذعان ، والقبول طمعاً بمصاهرة المتنفذ ، حسباً لا نسباً ، ومن أجل تحسن الأحوال مادياً ، فاتصل بالمتنفذ مخبره بالقبول . فكان الموعد بالرياض بعد عودتهم من رحلتهم العلاجية . يتواصل بعضهم بالأخر ، ويحدد عقد القران بمشيئة الله . بانصرام العشرة الايام من عودتهم من مصر . تم التواصل ثم حدد مراسم عقد القران ، ولم تمضي بضع أيام حتى تم إعلان وإشهار مراسم الزواج .
أستقر المتنفذ في أحسن حال وكانت زوجته نعم الزوجة وحسن التبعل ، وتمضي ثمانية أشهر ، والأيام لا يؤمن كدرها ، والقضاء والقدر سنة ربانية ، وينتقل المتنفذ في ذمة الله ويكون ميراث أخت الشاب من زوجها المتنفذ مليار وكسور.
ياسادة ان القدر ساق الشاب واخته ببرهما والدتهما إلى مصر مرغماً من أجل ان يلتمس سبباً في شفاء والدتهما ليتمخض القدر من الله بسبب بر الوالدين الالتحاق بالكلية العسكرية ، وزواج أخته ، وتحسن أحوالهم المادية بتزويج المتنفذ ، وميراثها مليار وكسور ، وشفاء والدتهما .. سبحان مصرف الأمور ومقلب الأحوال من حال إلى حال يرزق من يشاء بغير حساب صدق الله في كتابه الكريم قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً # ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق آيتين ( ٢-٣ ) تعذرت مستشفيات وطنه ، وتمادت بالمواعيد من إرجاء إلى إرجاء اخر ، وما التوفيق إلا من الله .
- معالي وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل
- التصدي لتهريب 250 كجم قات بجازان ومنع ترويج 5.6 كجم حشيش بعسير والجوف
- 5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024
- “الضمان الاجتماعي” يوضح الشروط الملزمة للمستفيدين لقبول الفرص الوظيفية المقدمة لهم
- «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي
- “المدني” ينقذ شخصًا عالقًا بمرتفع جبلي في الطائف
- «الزكاة»: مراحل ربط الفوترة الإلكترونية سيتم تحديدها وإشعار الفئات المستهدفة
- “تنظيم الإعلام”: فسح أكثر من 470 من الكتب والمطبوعات و55 محتوى سينمائيًّا خلال أسبوع
- «الصحة العالمية»: جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
- «النمر»: عدم التحكم في «الضغط» من أكثر مسببات قصور القلب
- الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات
- باستثمار مليار دولار.. “أرامكو ديجيتال” تتجه للاستحواذ على حصة كبيرة في “مافينير” الأمريكية
- سقوط 22 متستِّرًا في قبضة الحملات الميدانية.. ضبط 19696مخالفًا
- بطء الكلام والصوت العالي.. تعرَّف على 5 علامات لضعف السمع عند الأطفال
- تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
بقلم_خالد بن حسن الرويس
سته على سته-٩-
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3517620/
التعليقات 1
1 pings
ابو فهد
29/08/2022 في 6:16 م[3] رابط التعليق
عندما تفكر في تغير حال الشاب وعائلته تصيبك الدهشه
و تعرف بلا شك في ان بر الوالدين له ثمار دينيا ودنيويا
وسبحان مغير الاحوال.
(0)
(0)