أَلم يأنِ لأرباب الفكر أَن تخشع قلوبهم لذكر الله؟
لازالت قوى الشر التي تتوارى عن أَعين الناس وأمن الدولة ذات شر مستطير ،عيونهم تقدح شرراً، وافعالهم المشينة تحدث في البلاد ضرراً ،
لا يؤمنون إِلاّ بما يعتقدون،
ولا يستبشرون إِلاّ بما يفجّرون ويقتلون ،
فهم في ريبهم يترددون ،دعواهم الإصلاح و الجهاد والكفاح
(كبرت كلمةً تخرج من أَفواههم إِن يقولون إِلاّ كذباً)
البغي والعدوان سلاحهم ،وقتل الأبرياء والمستأمنين منتهى مرادهم ،فتاوى أشياخهم التطرف والجفاء والغلو والعداء للولاة، وعصيان الآباء الامهات .
الله عز وجل جعل الوحي المنزل( القرآن الكريم)فيه شفاء من أَمراض القلوب والأبدان فيه البشارة والنذارة ((ما فرّطنا في الكتاب من شيء ))
آيات المعاملات أَكثر من آيات العبادات
فمالِ هؤلاءِ القوم لايكادون يفقهون حديثاً
وأَيم الله لو تدبروا ما يقرأون لهدوا الى صراط مستقيم
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر)
كم يمرون على ختام الآيْ الحكيم لعلكم تعقلون وتارة لعلكم تتقون وتارة لعلكم تُفلحون وتُرحمون وتهتدون
والله لو عقلوها لأراحوا واستراحوا
( أَفلا يتدبّرون القرآن أَمْ على قلوبٍ أَقفالها)
فإنهم لو تدبروه لدلّهم على كل خير ولحذّرهم من كل شر ولملأ قلوبهم من الإِيمان وافئدتهم من الأِيقان وأَوصلهم المطالب العالية والمواهب الغالية .
إن الله حرّم البغي والعدوان
قال صلى الله عليه وسلم ( ما من ذنب أَجدر أَن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)
فلازالت بذور البغي والعدوان واستحلال الدماء والتفجير والتخريب كامنة في قلوبهم تسقيها وترعاها اجندة خفية جعل الله في قلوبهم أكنة وعلى أَبصارهم غشاوة ،
تجذرت في نفوسهم الشر والحقد على المسلمين ، فسُكِّرت ابصارهم عن مطالعة كتاب الله واتباع اقوال علماء الأمة وفتاويهم المؤصلة بالدليل الشرعي
فهم يهدون الى طريق الحق وبه يعدلون
إِن أَصحاب الفكر الضال وإِن طال عليهم الأمد في جحورهم المظلمة فلا زالوا ينزفون بآراء اصحابهم وفتاوى عشرائهم
فيالله ما أشد عذابهم النفسي لو كانوا يعقلون
ومع أَنهم يأكلون من خيرات البلد وينعمون بأمنه إلّا أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين
فلا يظنوا أَبداً أَنهم بمنأى عن ملاحقتهم من أَجهزة الأمن وإِن ظنوا أن حصونهم مانعتهم من البحث عنهم وتتبعهم ، فهذا من سقم عقولهم وجهلهم بحالهم
إِنّ سقوطهم في زنزانة الأمن لهو خيراً لهم لو كانوا يعلمون ،فيسْلموا من قتل الأبرياء وقتل أنفسهم
فلا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً
فيقدموا للعدالة والمناصحة لمن لم تتلوث يده بدماء الأَبرياء وأموالهم ويتوب الله على من تاب
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ [المائدة:33]
اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة امورنا وجنب البلاد والعباد شر الاشرار وشر طوارق الليل والنهار الاّ طارقاً يطرق بخير يا رحمن