رحيل ذاكرة الباحة الشعبية

حين تفقد منطقة الباحة ذاكرتها الشعبية فإن ذلك فقد كبير لا يمكن إعادته، وحين يتهدم حصن منيع فإن ذلك مؤشر لخسارة فادحة، وللقرى ذاكرة حصيفة تحفظ أسماء الطيبين، والراحل سعيد الفقعسي ودع الحياة اليوم الأحد تاركا إرثا كبيرا من السيرة العطرة البيضاء النقية، عُرف بسجايا حميدة وشمائل فاضلة، الكرم، الشيمة، صالة الرحم، ملازمة المسجد، التعامل المثالي مع جميع أطياف المجتمع صغاراً وكباراً، حكيم في حديثه، بليغ في كلامه، متميز في أخلاقه، رافض التزمت والمغالاة، حافظ الكثير من الموروث الشعبي، يقرض الشعر مما شكل له بنكاً زاخراً بالود والتقدير والاحترام،، إن حضر فيظل نجم المجلس، يعودون إليه إن اختلفوا في ضياع شيء من قصيدة شعرية لشعراء الباحة الشعبيين، عاش عزيز النفس ومات كذلك، كل فرد في القرية يراه الأقرب إلى نفسه وتلك ميزة قلما تتوفر في الآخرين، متواصل مع الجميع القريب والبعيد مما يمكن القول بأنه أب للجميع.
وإذا عدنا إلى تاريخه الناصع البياض في العمل فكان القريب جداً من معلمي وطلاب مدرسة رغدان الابتدائية يكنون له الحب ، يداوم على زيارة المرضى ويلتمس العذر لمن يخطئ وهي من شيم الكبار وحين يدور الحديث ممن هم قد تجاوزا الستين من العمر فسيكون “سعيد الفقعسي” محور الحديثة بذكر شمائله الفاضلة ومواقفه الحكيمة.
اليوم الأحد فجعت رغدان برحيله كآخر أغصان الجمال بعد أن عاش زهاء مئة عام في عمل الخير والبر والعمل الصالح وعدم الانقطاع عن المسجد سيرة عطرة يذكرها الكبير والصغير.
رحم الله الفقيد العم سعيد بن عبدالله الفقعسي وأسكنه فسيح جناته وألهم ابنيه الكريمين عبدالخالق ومحمد وكل أفراد أسرته وأقاربه وجماعته من أهالي رغدان حسن العزاء “إنا إليه وإنا إليه راجعون”.
انا لله و انا اليه راجعون بمزيد من الحزن و الاسى نودع الشيخ سعيد بن عبد الله الفقعسي رحمه الله … كان الفقيد بمثابة الاب لنا يزورنا لمحل حلويات تركيا و كان يدور بيننا الحديث الطيب كان حسن الصحبة و الحديث … اسال الله ان يلهم ذويه الصبر والسلوان و اقدم التعازي الى ولداه عبد الخالق و محمد … دعواتي موصولة له من بلدي تركيا
الحلواني متين مراد تركي