لا زالت أصداء رحيل الفنان التشكيلي الكبير يوسف بن عثمان الشغدلي الذي وافته المنية أمس الخميس، تتصدر المشهد الفني والثقافي في حائل، حيث ساد الحزن بين الفنانين التشكيلين والأدباء والإعلاميين وأصدقاء الفقيد في حائل الذين تهافتوا إلى نعيه وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات تعكس مرارة المصاب، هنا كلٌّ راح يرثيه بأبلغ التعابير وأعمق المشاعر.
فقال الأستاذ رشيد الصقري عضو النادي الأدبي بحائل: “أن الشغدلي – رحمه الله – كان مدرسة في الفن والأخلاق وهو من أهم الفنانين التشكيلين في منطقة حائل له جهود كثيرة في التعليم والنادي الأدبي وجمعية الثقافة وبيت حائل في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية ) “، بينما قال الدكتور يوسف الثويني مدير عام تعليم حائل السابق ناعياً الفقيد: “رحمك الله يا أبا صالح إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا “إنا لله وإنا إليه راجعون” ، نعزي أنفسنا ونعزي أهله وذويه ونسأل الله العظيم له الرحمة والمغفرة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة”.
وغرد المؤرخ والمؤلف أحمد بن فهد العريفي قائلاً: “من الناس من يعبر دنياه كنسمة هادئة ، ويعيش حياته محباً ومحبوباً ، ويرحل فيملأ رحيله الدنيا ضجة .. جف القلم النازف يا يوسف ، وسكتت الريشة الناطقة ، وبهتت الألوان ، لكن ذكراك باقية في قلوب محبيك ، وأثرك شاخص في عيونهم ، وأنت فيهم ومعهم ، والموعد الجنة بإذن الله” .
بدوره كتب مدير جمعية الثقافة والفنون بحائل الأستاذ خضير الشريهي تغريدةً قال فيها: “رحمك الله يا أبا صالح وأسكنك فسيح جنانه خالص العزاء والمواساة لعائلة الشغدلي الكريمة ولمحبي الفقيد رحمه الله”. مشيراً إلى أن الجمعية تعلن عن إيقاف فعاليات جادة الفن المقامة حالياً في منزه المغواة الترفيهي، وتأجيل حفل التكريم المقرر إقامته اليوم الجمعة لوقت لاحق .
يذكر أن الفنان الكبير يوسف بن عثمان الشغدلي، يعد رائداً من رواد الفن التشكيلي في المملكة بشكل عام، ومنطقة حائل على وجه الخصوص؛ منذ أكثر من 30 عاماً، وهذا الفنان يحمل مشعل الفن التشكيلي، ويسير به في دجى الأيام أينما حل وارتحل ، كما يعد الفنان الشغدلي رحمه الله، من روّاد مهرجان الجنادرية الوطني السنوي، حيث قضى سنوات طويلة في هذا المهرجان مواكباً وزائراً ومتابعاً لأغلب ما يطرح فيه منذ بداياته، ومساهماً ورافداً رئيساً لبيت حائل في الجنادرية برؤاه الفنية المبدعة، حيث أسهم في تقديم صورة حائل بطبيعتها وتنوع بيئاتها.
كما قام الشغدلي رحمه الله على مدى العقود الثلاثة الماضية بدور ريادي بوصفه فناناً ملتزماً ومنتمياً ومنحازاً إلى جهات الفن والإبداع، حيث آمن بأن العمل الفني التشكيلي بمنزلة البوتقة التي تنصهر فيها كل مقومات الإبداع الإنساني، فهو لغة أخرى ناطقة تبدو أكثر فصاحة وبلاغة من أي لغة أخرى.