عندما نقيس اعمارنا مقابل اعمالنا نجد أن العمر الحقيقي للأعمال الصالحة ضئيل جداً .فكم قضينا منه في مرحلة ما قبل التكليف.وكم أهدرنا منه في النوم. وكم هدمنا منه في اللهو واللعب ٠ومن رحمة الله بنا أن جعل لنا من الأعمال الصالحة في الأزمنة الفاضلة أن تضاعف أضعافاً كثيرة تقفز بهذا العمر لبعضنا أكثر من عمر نوح
كل شئ يمكن تعويضه واستدْراكه إِلاّ مضي الأعمار
هل سمعتم أن طبيباً أو مترفاً اورجلاً صالحا صار كهلاً ثم اشتاق للشباب وزهرته٠والبدَن وقوته٠والزمان وبهجته فاستعاد ما يريد؟ فهذا شئ محال( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير٠
الخسارة كل الخسارة والحرمان كل الحرمان أن تمر بك أيام الربح والاستثمار لهذا العمر القصير وتتكاسل عن الدخول في التجارة الرابحة والمنافسة مع قوافل
السابقين السابقين.
المتنافسون الراغبون في اقتناص فرص العمر
لأِفضل أيام الدنيا٠ فما أبرك أيامها وساعاتها ودقائقها
بل ثوانيها فهي أفضل أيام الدنيا٠ يحب الله فيها
أن يسمع كثرة تهليلك وتسبيحك وتحميدك وسائرشُكرك وذِكْرك
يا أُخي … لوخرجت بمالك لتجاهد في سبيل الله ثم عدت وما نلت شرف الشهادة في سبيل الله ولو طالت مدة جهادك
لكانت أعمالك الصالحة من صيام وصدقة وتلاوة للقرآن وبر وإِحسان في أيام عشرِذي الحجة أفضل من هذا الجهاد٠ فهذه الأعمال غنيمة باردة تؤديها بأقل جهد
فإَذا عُرِفَ ما يُطْلب هان عليه كل ما يبذُل ٠
تذكر دائماً ...أن كل أعمالك الصالحة التي قدمتها لنفسك وترجو ثوابها وقبولها ليست أفضل ولا أحب إلى الله من عملها في أَيام عشر ذي الحجة وهذا يشجعنا ويستنهض هممنا ان نستزيد من كل الأعمال الصالحة في العشر المباركات المعظمات٠
دقق النظر... ثم ارجع البصر كرتين كم مرَّعليك شهر ذي الحجة في سنين حياتك ولم ترسم لنفسك جدولاً ايمانياً للعشرالمباركات فهذا رسولنا الكريم صامها كلها ورغب في الاكثارمن الاذكارفيها وصيام يوم العتق من النار
إِنه (يوم عرفة) يكفر سنتين من عمرك
واخيراً…. إِذا عرفت فالزم وادع الله في الاعانة على شكره وذكره وحسن عبادته٠ واعلم انه اذا حيل بينك وبين الأعمال الصالحة فإِنك مسلسل بالذنوب والمعاصي فبادر بالتوبة وجاهد نفسك واصبر وصابر وسابق. بالخيرات
هذه العشر تتكرر كل عام فقد تعود ولكن قد اكلك الدّود وقد اصبحت اعمالك عليك شهود
فيا خسارة على ما اضعنا من فرص من اعمارنا لم نضيفها في رصيد اعمالنا٠ فاللهم استعملنا في طاعتك