1- ليس شرطاً أن يكون نجاح المدير في أي منظومة عمل هو من ناتج اهتمامه وحرصه على تطبيق النظام بحذافيره واستخدامه السلطة بدرجة عالية وتوفير ما أمكن لعمله من أثاث وتجهيزات وأمور أخرى خدمية وإنما أيضاً بما يملكه علاوة على ذلك من مهارات إدارية وفنية وإدراكية وطرق وأساليب مُؤثرة ومُقنعة وجاذبة ومقدرة كافية على تجاوز الأزمات والظروف الطارئة والمفاجئة حينما تقع وفي إطار من التقدير والاحترام المتبادل مع عموم مرؤوسيه وتشجيعهم وتحفيزهم والوقوف بجانبهم وقتما يواجهون ظروف صعبة والاعتراف بمجهوداتهم وإن كانت متواضعة، فلقد قال أحد علماء الإدارة: إذا لم يُقدر المدير العاملين معه فإن إنتاجهم سوف يقل وعندئذ سيجد نفسه خارج دائرة النجاح .
2- ليس شرطاً أن يصبح كل مدير قائد ولكن بالكاد يُمكن أن يصبح كل قائد مدير، والفرق بينهما يتجلى في كون المدير عادة ما يهتم بالنواحي الإدارية والتنظيمية ويحرص دائماً على متابعة مرؤوسيه حضوراً وانصرافاً وعلى أيضاً تطبيق اللوائح والتعليمات والتعاميم الواردة من الجهات ذات العلاقة وغيرها من الأعمال الأخرى التي تضمن له البقاء على كرسي إدارته لفترة أطول تحت طائلة الروتين الذي يفتقر للتغيير أو التطوير، بينما القائد يهتم بالعنصر البشري وبكل ما يؤدي إلى خلق بيئة عمل مُؤثرة ومُحفزة ومُلهمة وفق رؤية واضحة يتيح لجميع مرؤوسيه من خلالها بالمشاركة في وضعها لتحقيق ما يطمح إليه في مجال عمله من أهداف واستراتيجيات بعيداً عن الروتيني الممل وفي جو تسوده المودة والتآلف والاحترام والتقدير والتعاون والتجديد والابتكار والتطوير لأجل الارتقاء بعمله إلى أعلى درجات العطاء والإنتاج والتميز.
3- ليس شرطاً أن يكون إخفاق الطالب دراسياً مُدعاة لفشله في مُجمل حياته فهناك الكثير من العلماء قديماً وحديثاً وعلى مستوى العالم فشلوا في دراستهم غير أنهم حققوا نجاحاً باهراً ومذهلاً في أعمال امتهنوها أو قاموا بها كناتج حتمي لإصرارهم وتحديهم وصبرهم ومثابرتهم والتي من شأنها أوصلتهم للعبقرية والشهرة العالمية وما العالم توماس أديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي والذي أضاء بيوتاً كثيرة على امتداد الأرض إلا خير شاهد على ذلك بعد توفيق الله تعالى بطبيعة الحال، كما أن المعلمين ليس شرطاً أن يكونوا سبباً في إخفاق جميع طلبتهم بدليل أن بعضهم داخل الصف الواحد متفوقون وهذا ما أتضح لنا عندما شغلنا إدارة عدد من المدارس بمراحلها الثلاثة في سنوات قديمة والذي يُمكن إيعازه لاختلاف القدرات العقلية فيما بين الطلاب أنفسهم بالإضافة لما تلعبه أسرهم من أدوار مُهمة وفعالة في توجيههم ومتابعتهم وتشجيعهم وحثهم على الدراسة المستمرة من عدمها عوضاً عن المشاكل المتواترة التي يعايشونها وسط أسرهم وانعكاس ذلك سلباً على أبنائهم دراسياً وفكرياً ووجدانياً وسلوكياً.
4- ليس شرطاً أن يكون الأبناء نسخة طبق الأصل عن أبيهم فقد يلعب التنوع العلمي والمعرفي والثقافي والصحبة بنوعيها الصالحة والطالحة ومُعايشتهم لمتغيرات الحياة وتحدياتها العصرية دوراً كبيراً في هذا المنحى إن لم يُساهم هذا المتغير بالفعل في تكوين أنماط جديدة ومُغايرة تماماً لشخصية آبائهم ومثلهم الأمهات بالنسبة لبناتهن ولذا فإنه من غير الصواب الحكم القطعي بصحة مقولة أقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها.
5- ليس شرطاً بأن كل من يقوم بنصح ووعظ وتوعية وتبصير وتذكير وتوجيه وارشاد الناس هو أفضلهم على الاطلاق أو خالياً من العيوب والنقائص وإنما قد يكون مُنطلقه هذا من دافع خيري لأجل أن يتدارك هؤلاء الناس لما قد يقعون فيه من منكرات أو ممنوعات أو مشاكل صحية أو تعليمية أو اجتماعية بعد استفادته من علوم الحياة وتجاربه الشخصية امتثالاً لقول نبي الهدى والرحمة ومُعلم الناس الخير والقدوة الحسنة صلى الله عليه وسلم: أحب لأخيك ما تحبه لنفسك، وأكره له ما تكرهها لها.
6- ليس شرطاً أن يكون التقاعد قاصراً على من يعمل في السلك الحكومي فقط والذي يتم بعد إكمال الموظف لسنوات خدمته النظامية أو بطلب منه لأي ظرف كان وإنما يشمل أيضاً القطاع الخاص، علماً بأن التقاعد لا يُعتبر محطة عمرية أخيرة للموظف ومُدعاة للراحة والنوم والكسل والإصابة بالأمراض الصحية والنفسية بقدر ما يُتيح للمتقاعد الحرية والانطلاقة والحياة الجديدة لمن استغله بصورة صحيحة كالانشغال بالعبادات وزيارة الأقارب والأرحام وقراءة الكتب المفيدة والنافعة والترحال والسفر إلى أماكن متفرقة من أنحاء العالم للتعرف على معالمها الطبيعية والحضارية والسياحية وغيرها من عادات وتقاليد وثقافات الشعوب التي تسكنها وإذا ما رافقه أبنائه فإن هذا ما يتيح لهم فرصة اتساع مداركهم والاستفادة مما رأوه وشاهدوه ووقفوا عليه مع والدهم مما يكون له بالغ الأثر الإيجابي على تعلمهم وعلى أيضاً حياتهم العملية.
7- ليس شرطاً أن يكون الرزق مالاً فقد يكون إيماناً راسخاً في القلب أو عقلاً متزناً وراجحاً وعلماً نافعاً وعملاً مريحاً أو خُلقاً كريماً وزوجة صالحة وحياة سعيدة أو ممن وفقهم الله لصلاة الليل والناس نيام دونما ملل أو فتور فضلاً عن بر الوالدين والإحسان إليهما والسعي في قضاء حوائج الناس (يتبع 2)
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
بقلم_عبد الفتاح أحمد الريس
لـيس شـرطـاً
26/06/2022 8:23 م
بقلم_عبد الفتاح أحمد الريس
0
328599
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3509175/