أكدت المحامية والمحللة في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي ايرينا تسوكرمان أن الحوثيون من أبرز مستخدمي الألغام الهجومية في العالم حيث تم زرع أكثر من مليوني لغم أرضي في اليمن من قبلهم .
وقالت ايرينا تسوكرمان في الندوة التي أدارها منصور الشدادي رئيس البيت الأوروبي اليمني لحقوق الإنسان، وأقيمت اليوم بالعاصمة السويسرية جنيف بعنوان ( زراعة الألغام،، حقول الموت الحوثية في اليمن) أن معظم الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم العثور عليها في اليمن إما تم تصنيعها محلياً بمساعدة التكنولوجيا الإيرانية أو تم استيرادها من إيران.
وعن الاشكال التمويهية التي يعتمدها الحوثي في إخفاء الألغام قالت ايرينا تسوكرمان أن الحوثيين يخفون الكثير من الألغام على شكل صخور أو البلاستيك وعلب طعام وزجاجات مياه وغيرها من الأشياء غير الضارة لتعظيم الخسائر المدنية في انتهاك واضح لقوانين الحرب الدولية.
وأضافت ايرينا تسوكرمان أن الحوثيين استخدموا الألغام كاستراتيجية لاستهداف المدنيين منذ ما قبل اندلاع الحرب الأهلية.
وأكدت ايرينا تسوكرمان أن الحوثيين أصبحوا متطورين بشكل بشع في هذه التقنية بسبب التدريب المكثف الذي تلقوه من مستشاري إيران وحزب الله.
وتابعت ايرينا تسوكرمان قولها أن ايران تنظر إلى شمال اليمن كبوابة إلى المملكة العربية السعودية مؤكدة أنها تنطلق من عقيدة الهوس بتصدير الثورة الإسلامية والسيطرة على الحرمين الشريفين.
وكشفت ايرينا تسوكرمان عن إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة هذا الشهر تؤكد أن 19 مدنيا قتلوا وأصيب 32 خلال الهدنة معظمهم بسبب الألغام الأرضية والقنابل محلية الصنع وغيرها من الذخائر.
ووقفا لإحصائية الأمم المتحدة فقد تسببت الألغام الأرضية والقذائف غير المنفجرة وغيرها من المتفجرات في مقتل 338 مدنيًا في عام 2021 ، بما في ذلك 129 حالة وفاة.
وقالت ايرينا تسوكرمان أن الألغام أعاقت تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة بالفقر في اليمن ، مما ساهم في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وعن عدد ضحايا الألغام كشفت عن مقتل أكثر من 9000 ضحية ، وفقًا لخبراء ومراقبين في إزالة الألغام في اليمن.
بدورها قالت الباحثة والناشطة الحقوقية ايمان القباطي أن الغام الحوثي المزروعة عشوائيا لازالت تحاصر قرى سكنية ومناطق زراعية بأكملها وتستمر في قتل وحرق وبتر أطراف وتشوية أجساد المدنيين بشكل مروع .
وحملت القباطي مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن زراعة الألغام بمختلف أنواعها بما فيها الألغام البحرية مؤكدة أنها لازالت تزرعها حتى هذه اللحظة وبدون خرائط الامر الذي يصعب من مهمة جهود ازالتها ولو بعد انتهاء الحرب لفترات طويلة .
وكشفت ايمان القباطي أن ألغام الحوثي تسببت في إعاقة ( 1063) مدني أصيبوا بعاهات دائمة اغلبهم بترت اطرافهم بينهم أطفال ونساء في الوقت الذي يشكل المنديين نسبة 85 % من ضحايا الألغام والأطفال والنازحين العائدين لمنازلهم الأكثر عرضة للقتل.
وعبرت القباطي عن اسفها من التجاهل الدولي تجاه مخاطر الألغام القاتلة مشيدة في الوقت نفسه بالجهود التي يبذلها مركز مسام لنزع الألغام أحد مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية .
وطالبت ايمان القباطي الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة المسئولين الحوثيين عن زراعة الألغام الفردية بوصفهم منتهكي حقوق الانسان .
كما طالبت بضرورة ادراج القيادات العسكرية للحوثيين المتورطين بجرائم قتل المدنيين بالألغام ضمن لائحة العقوبات الصادرة عن مجلس الامن .
كما طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات والمراكز الإنسانية بمساعدة وحماية المدنيين من الألغام ودعم الفرق الهندسية بالأجهزة الحديثة .
من جهته أكد مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس السياسي حامد غالب أن جماعة الحوثي تستخدم سفينة صافر كورقة ضغط لابتزاز المجتمع الدولي مثلما تستخدم حصار اليمينيين وتجويعهم كورقة للابتزاز داخلياً وخارجياً.
وقال غالب أن الكارثة التي ستنتج عن انفجار خزان صافر ستكون كبيرة جدا ولن يستطيع المجتمع الدولي تلافيها بسهولة .
وذكر غالب وفقاً لتقارير معتمدة قد يصاب 6 ملايين شخص بالتسمم في حال حدث الانفجار، في الوقت الذي سيقفد الصيادون في البحر الأحمر على امتداده مصدر رزقهم الوحيد.
ومن النتائج الكارثية التي ستحصل في حال انفجار سفينة صافر قال غالب أن موانئ البحر الأحمر ستغلق بشكل كامل بالإضافة إلى تدمير شبه كلي للأحياء البحرية.
وتابع غالب حديثه عن دور جماعة الحوثي في تفخيخ البحر بزراعة الألغام البحرية التي أودت بحياة العشرات من الصيادين وتوقفت حركة الصيد وتضررت الآلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد كمصدر دخل وحيد.
وأضاف غالب أن مليشيا الحوثي تتفنن في تمويه الألغام البحرية والبرية وصناعتها بأشكال مألوفة وخادعة للإيقاع بعدد أكبر من الضحايا،
وفي ختام مشاركته استعرض غالب فيديو صامت يوضح اشكال الألغام الحوثية المستخدمةً للتمويه بما فيها العاب الأطفال، كما استعرض الجهود المبذولة من قوات الساحل، بالإضافة الى برنامج مسام التابع لمركز الملك سلمان في عمليات نزع الألغام.